#الثائر
- " فادي غانم "
"بيي أقوى من بيّك" و "كتلتي أكبر من كتلتك"، كُلٌ يحسِبُ على هواه، ويُغنّي على ليلاه، فيما الشعب في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر.
بات مملاً ومقززاً خطاب بعض النواب وقادة المسيحيين، الذين يتلهّون بحسابات صغيرة، ولا يرون سوى كرسي رئاسة الجمهورية في بعبدا، ومن سيحصل على عدد أكبر من الوزارات، وهذه الوزارة أو تلك.
إن مناكفات القوى المسيحية وخطابات التخوين والكراهية تخطت كل الحدود، وتجاوزت كل المحرّمات، ولم يعد مقبولاً السكوت عن هذه التصرفات، والمعارك العبثية التي أضرّت بالمسيحيين والوطن، وشوّهت صورة لبنان ورجالاته الكبار، وكأنه لم يعد بيننا سوى الحاقدين، وصغار النفوس والعقول، الذين لا يملّون من المهاترات، والتراشق بأقذع الصفات والعبارات، في الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
استحوا بقى!!!
نعم إخجلوا ولو قليلاً!!! فلقد شبعنا شعارات واهية، ووعوداً كاذبة، فكل ما فعلتموه وتفعلونه الآن، هو البحث عن مكاسب ومصالح شخصية، فيما أنتم دمرتم الوطن والمسيحيين، وهجّرتم شعبه، الذي عاف كذبكم ووعودكم، فراح يبحث في الأرض عن مكان يركن إليه، ليعيش بسلام، بعيداً عن كراهيتكم وخطاباتكم السامة.
اللبنانيون يريدون العيش الكريم، ويريدون أن يعيشوا بسلام، وأن يتمكّنوا من إطعام أولادهم، وتعليمهم، وطبابتهم، ويبحثون عن بارقة أمل، ومستقبل أفضل، للبقاء في لبنان، وطن أهلهم وأجدادهم الذي أحبّوه ولم يبخلوا عليه بأرواحهم. لكنكم الآن تُسيؤن الأمانة، وتتناحرون على الصغائر، وتنحرون الوطن والمواطنين، على مذبح عبوديتكم ل "الأنا" وقلة الوفاء والضمير.
الكتلة المسيحية الأكبر في البرلمان هي 64 نائباً، يكون قلبهم جميعاً على وحدة ومصلحة المسيحيين، والكتلة النيابية الأكبر هي عندما يكون ال 128 نائباً في البرلمان متّفقين على مصلحة الوطن وشعبه، ويعملون لإخراجه من محنته.
لا يهمنا من هو الرئيس، ومن هو الوزير، ومن هو النائب، ومن سيكون في هذا المنصب أو ذاك، ما يهمنا هو أن يعمل المسؤولون جميعاً بإخلاص وشفافية واحترام، لإعادة لبنان منارة للثقافة والحرية ورغد العيش.
هذا هو لبنان الذي نُريد، وهذا هو الرئيس والوزير والنائب والمسؤول الذي نُريد، وإذا لم تكونوا كذلك، فارحلوا عن لبنان، واتركوا هذا الشعب ليعيد بناء وطنه كما يُريد.
كفى!!! استحوا واخجلوا من أنفسكم ومن شعبكم، ومن هذا المستوى والدرك الذي وصلتم إليه، فاعلموا أنكم زائلون ولبنان باقٍ. اتقوا الله!!! فلبنان وشعبه يستحقان المجد والحياة الكريمة، وهو أرض العزّة والكرامة والعظماء، فلا تكفروا بالوطن، ولا تُدنّسوا مسامع الناس بسخافاتكم وجدالاتكم العقيمة.
يُرجى الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية عند نسخ أي شيء من مضمون الخبر وضرورة ذكر اسم موقع «الثائر» الالكتروني وإرفاقه برابط الخبر تحت طائلة الملاحقة القانونية.