#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بهدوءٍ وبعيداً عن الضجيجِ والعواطفِ التي اخذتنا عندما أُعلنتْ النتائجُ النهائيةُ من وزارةِ الداخليةِ للانتخاباتِ النيابيةِ التي جرتْ في لبنانَ، يبدو المشهدُ سوريالياً الى حدٍّ كبيرٍ...
الثنائيُّ الشيعيُّ يخسرُ الاغلبيةَ في مجلسِ النوابِ، والقواتُ اللبنانيةُ تترأسُ اكبرَ كتلةٍ مسيحيةٍ في المجلسِ...
الكتلةُ الوازنةُ التي ستتحوَّلُ بيضةَ القبانِ في المجلسِ الجديدِ،
فهي المفاجأةُ كما كتبنا بالامسِ مع وصولِ اكثرِ من خمسةَ عشرَ نائباً من قوى الثورةِ والتغييرِ الى المجلسِ النيابيِّ...
اذاً الثورةُ دخلتْ الى مجلسِ النوابِ ولم تذهب صرخاتُ الثوارِ الغاضبينَ والناسِ المساكينَ سُدى...
وسيكونُ لهؤلاءِ كتلةٌ لها مشاريعها وافكارها وقوانينها التي لا يمكنُ تخطيها إذا كانتْ موحَّدةً وغيرَ منقسمةٍ...
***
الرسالةُ الاولى على هذا المشهدِ السورياليِّ وصلتْ من نائبي حزب الله محمد رعد وحسن فضل الله اللذينِ وهما يتَّهمانِ من وصلوا بالعمالةِ لاميركا وللصهيونيةِ ذكرَّا اللبنانيينَ بفائضِ القوةِ وبأنهمْ أقوياء...
ماذا يعني هذا الكلامُ؟
هذا بكلِ بساطةٍ وكما كتبنا بالامسِ، يعني ان الثنائيَّ وان تقبَّلَ خسارتهُ عبرَ سقوطِ حلفائهِ المُدوِّي على كاملِ الاراضي اللبنانيةِ،
وعبرَ الخروقاتِ التي جرتْ في مناطقهِ رغمَ الحشدِ الجماهيريِّ معه، وعبرَ سقوطِ كثيرٍ من العائلاتِ السياسيةِ التي كانتْ تغرِّدُ في فلكهِ،
فهو لنْ يقبلَ بأن يُكسرَ بهذهِ البساطةِ، وان يَقبلَ بهذهِ الهزيمةِ التي اعتبرَ بشكلٍ او بآخرَ، ان السفاراتِ واميركا والغرب وراءها..
قالها بالفمِ الملآنِ وزيرُ الداخليةِ السابق زياد بارود عبرَ التلفزيون وهو المعروفُ بقربه من جوِّ الثوارِ والمجتمعِ المدنيِّ:
أخشى ان يُصيبنا ما اصابَ العراقُ، انتخاباتٌ تجري ولا تسري نتائجها في ايِّ مؤسسةٍ... ويسودُ التعطيلُ إينما كانَ،
اولُ بروفا او تجربةٍ،
كما يُقالُ عن المسارِ الجديدِ، ومعها يتمُ اختبارُ الموازينِ الجديدةِ داخلَ المجلسِ هو انتخابُ رئيسِ مجلسٍ نيابيٍّ..
الرئيس بري هو رئيسُ السنِّ... فهلْ سيدعو الى جلسةٍ نيابيةٍ قد لا يُنتخبُ فيها رئيساً، او يأتي رئيساً باغلبيةٍ ضعيفةٍ؟
التحدي الثاني:
هلْ حكومةُ تصريفِ الاعمالِ هي التي ستديرُ البلادَ بعدَ استقالتها حُكماً، وماذا سيكونُ موقفُ الثنائيُّ وكتلةِ الوطنيِّ الحرِّ من شكلِ الحكومةِ:
حكومةُ اكثريةٍ؟ حكومةُ تكنوقراط وغيرها...
الفيتو سيكونُ سيِّدَ الموقفِ، وهنا سيطرحُ سيفُ الميثاقيةِ من جديدٍ، فمن يفسِّرُ معنى الميثاقيةِ؟
واستطراداً... النْ ينسحبَ الفراغُ الحكوميُّ على رئاسةِ الجمهوريةِ؟
وهل نحلمُ بمعركةٍ على رئاسةِ الجمهوريةِ على طريقةِ انتخاباتِ 1970 يُحتسبُ فيها الصوتُ بالصوتِ في عمليةِ بوانتاج واضحةٍ وشفافةٍ...
***
لعلَّ السيناريو الاكثرَ سوداويةٍ هو الفراغُ الطويلُ بعدَ الفرحةِ العامرةِ بنتائجِ الانتخاباتِ.
فراغٌ قد لا يملأهُ إلاَّ مؤتمرٌ تأسيسيٌّ برعايةٍ دوليةٍ، يُعيدُ خلطَ الاوراقِ والتوازناتِ والاحجامِ والادوارِ في بلدٍ يحترقُ وينزفُ، ولنْ تنفعَ فيهِ شعاراتُ نوابِ التغييرِ او الاكثريةِ او الاقليةِ...
دولارٌ يقفزُ بشكلٍ جنونيٍّ، واسعارُ الاتصالاتِ ستقفزُ بشكلٍ خياليٍّ، واسعارُ المحروقاتِ عادتْ للارتفاعِ بشكلٍ هستيريٍّ مع ارتفاعِ الدولارِ...
المهمُ ان نستمرَّ، وان نقاومَ قبلَ الموتِ البطيءِ.
ملاحظةٌ على الهامشِ،
هلْ يعقلُ وسطَ هذا القانونِ الهجين للانتخاباتِ، وصولُ نائبٍ من طرابلس بــ 79 صوتاً، وآخرُ في عكار بـــ 334 صوتاً، وفي الاشرفية بــ 486 صوتاً...
هل هذا تمثيلٌ حقيقيٌ؟؟