#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
تم تداول فيديو يظهر فيه رئيس لائحة "بيروت تواجه" الدكتور خالد قباني ، وهو يتكلّم بصوت عالٍ ،وينفجر غضباً وقهراً على ما وصلت إليه الأمور في بيروت، وفي الشارع السني تحديداً .
من لا يعرف الدكتور خالد قباني سيتفاجأ، وسيتفاجأ أكثر أولئك الذين يعرفونه عن كثب، وهو استاذ القانون الدستوري، والرجل الرزين الهادئ الذي يتحدث دائماً بكل روية وعقلانية، ويصعب جداً أن نراه يغضب أو ينفعل، فما هو الشيء الذي دفع قباني إلى حافة التوتر؟؟؟ !!!
قال قباني: " ياكلوننا يلي ما بيخافو الله؟ عمنتعالى عبعضنا من شان شو ؟ من شان منصب؟ يروحوا ياخذوه ما بدنا ياه. مش شاطرين إِلَّا بالإيدين عبعضنا، ونتقاتل مع بَعضنَا . من شان شو ؟ وكرمال مين؟ "
قال قباني ذلك خلال زيارة تفقدية لمنزل في الطريق الجديدة، تسكن فيه عائلات فقيرة ومعدمة، (وما أكثرهم في تلك المنطقة) وكان يواسي جراح هؤلاء المواطنين المقهورين والمظلومين، وكان رد فعله طبيعياً على ما يعانيه أهل المنطقة من حرمان وألم، وفي معرض التعليق على ما قيل عن أن كلامه يتسم بالانفعال والغضب، سأل الدكتور قباني: اذا لم يستحق حرمان مواطنين لبنانيين حقهم في الحياة، والعيش بكرامة، الانفعال والغضب، فما هو يا ترى الشيء الذي يستحق الانفعال والغضب؟؟!!؟
والله يقول في كتابه الكريم :
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ...)
وجاء في مقدمة الدستور اللبناني الملتزم الإعلان العالمي لحقوق، أن الحق في الحياة وكرامة الإنسان هما من الحقوق الاساسية للإنسان، كما اعتبر الدستور حرية الاعتقاد مطلقة، فهل يُلام من ينفعل او يغضب أو ينتفض لحرمان اللبنانيين من حقوقهم في الحياة وفي كرامة العيش؟؟؟، ومن ينفعل ويغضب لظلم اهل بيروت ؟؟؟ وخاصة
اهل الطريق الجديدة المحرومين من كل شيء ؟؟؟
لقد عبر الدكتور قباني عن مشاعره بوجدانية، بعد أن رأى ما حلَّ بالشارع البيروتي وأهل السنة من تشرذم وانقسام، وصلت إلى حدود تقاذف التهم والإهانات والشتائم والتضارب أحياناً، خاصة بعد أن انكفأ سعد الحريري وطلبه من مؤيديه عدم المشاركة في الانتخابات لا ترشحاً ولا اقتراعاً، وترك البلد وأهله لمصيرهم، تتقاذفهم وتتلاعب بهم أيدي قوى، كل همها منصب هنا وكرسي هناك.
إن ثورة خالد قباني هي صرخة في وجه كل ظالم، وكل من يريد أن يعتدي على بيروت، ويأخذها رهينة غاياته السياسية. وهو ثار يستصرخ ضمائر البيروتيين، للوقوف إلى جانب الحق والدفاع عن كرامتهم وحقوقهم.
لقد عبّر قباني عن ألم كل اللبنانيين، الموجوعين المتألمين المقهورين، على ما حل بهم وبوطنهم، نتيجةسياسات فاسدة، ومناكفات عقيمة، أوصلت البلد إلى الحضيض، و سياسيين يحاولون اليوم محاربة من يسعى إلى مساعدة الناس، والوقوف إلى جانب أهل بيروت في مواجهة الفساد والمفسدين.
نعم هي صرخة حق صادقة، وسيبق خالد قباني الأصدق والأنزه، والأكثر تعبيراً عن مشاعر الناس وطموحاتهم، ويمثّل أملاً لكل الوطنيين اللبنانيين.