#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الجولةُ الاولى من انتخاباتِ المغتربينَ حصلتْ، والنسبةُ الجيِّدةُ للاقتراعِ في الخارجِ،
إن دلَّتْ على شيءٍ فعلى مدى تعطُّشِ اهلنا وابنائنا وبناتنا في الاغترابِ، لممارسةِ حقوقهمْ الدستوريةِ،
رغمَ كلِّ محاولاتِ العرقلةِ والتسويفِ والعقباتِ اللوجستيةِ والاداريةِ وحملاتِ الترغيبِ والتهويلِ.
وبانتظارِ إكتمالِ المرحلةِ الثانيةِ الاحد 8 ايار فأن النتائجَ لنْ تُعلنَ قبلَ فرزها في 15 ايار اي في اليومِ نفسهِ من انتخاباتِ لبنانَ.
وعليهِ لن يكونَ من السهلِ معرفةُ اتجاهاتِ التصويتِ في الخارجِ،
ومع ذلكَ فأنَ ما سمعناهُ وشاهدناهُ على شاشاتِ التلفزةِ يُكبرُ القلبَ، لأنَ اغلبَ من تحدثوا لم يخجلوا بأنهم اقترعوا للتغييرِ وللحداثةِ، وضدَّ المنظومةِ التي هجَّرتهمْ وافقرتهمْ ودمَّرتْ بلدهمْ ونهبتْ مؤسساتِهم واوقعتهمْ في العتمةِ واوصلتهمْ الى جهنمِ.
اذاً، وكما كانَ متوقَّعاً، فقدْ صوَّتَ المغتربونَ في جولتهم الاولى عِقابياً على املِ ان يكونَ تصويتُ اوروبا واميركا وافريقيا واوستراليا يومَ الاحدِ مماثلاً، حتى تفهمَ هذهِ المنظومةُ المتجذِّرةُ بفسادها ان زمنها انتهى،
وأن الحسابَ جاءَ، وان الترهيبَ لا يصلُ الى الخارجِ، وأن شراءَ الاصواتِ والذممِ والخدماتِ الانتخابية لن تُجدي خارجَ الحدودِ اللبنانيةِ...
***
نراهنُ على هذهِ النتائجِ لقلبِ الموازينَ،
إلاَّ إذا، وكما كان مخططاً او فلنقلْ مكانَ توَجُّسٍ وريبَةٍ سيتمُ التلاعبُ بالنتائجِ من خلالِ عمليةِ الفرزِ،
التي ستجري بعدَ نقلِ الصناديق بــ DHL الى مصرفِ لبنانَ، ومنه الى لجانِ القيدِ للفرزِ يومَ الاحدِ 15 ايار ...
ثلاثُ ملاحظاتٍ يمكنُ تسجيلها على هامشِ الجولةِ الاولى:
اولاً:
الاقبالُ الكثيفُ الذي جرى في دولِ الخليجِ وعلى عكسِ بعضِ الدولِ الاخرى.
ثانياً:
التنظيمُ الكبيرُ لبعض ماكيناتِ الاحزابِ وتياراتِ التغييرِ في الداخلِ وفي الخارجِ، من خلالِ المواكبةِ الالكترونيةِ لعملياتِ الاقتراعِ، بما يسهِّلُ مراقبةَ وتسجيلَ ايِّ خروقاتٍ انتخابيةٍ.
ثالثا:
الحشدُ الاعلاميُّ والسياسيُّ والشعبيُّ وحتى الديبلوماسيُّ، لحثِ السُنَّةِ في الخارجِ كما في الداخلِ لاحقاً، على التصويتِ والاقتراعِ..
وقد جاءتْ هذهِ الملاحظةُ الثالثةُ في وقتٍ شنَّتْ وتَشِنُّ بعضُ الصحفِ السعوديةِ والخليجيةِ حملاتٍ عنيفةٍ ضدَّ تيارِ المستقبلِ ورئيسه سعد الحريري، لدورهِ في الدعواتِ لمقاطعةِ الانتخاباتِ...
فأذا كانَ الاقبالُ الكثيفُ على الانتخاباتِ في الخليجِ وتحديداً في دائرةِ بيروتَ الثانيةِ، مؤشِّراً على فشلِ الحريري في دعوتهِ للمقاطعةِ.. فكيفَ سيكونُ الاقبالُ السنيُّ في بيروت وبقية المناطقِ يومَ 15 ايار؟
هل ينجحُ الدورُ السعوديُّ في لملمةِ الشارعِ السنيِّ واشراكهِ في الانتخاباتِ، ام يُلبي السنَّةُ دعوةَ سعد الحريري المستترةِ وغيرَ المعلنةِ للمقاطعةِ؟
***
يفصلنا اسبوعٌ عن 15 ايار...
وبعدهُ تكونُ النتائجُ واستحقاقاتُ ما بعد 15 ايار، ومفاجآتها ولعلَّ ابرزَ المفاجآتِ زيارةُ سعد الحريري لاميركا في التاسعَ عشرَ من ايارِ لحضورِ تخرُّجِ احدِ ابنائهِ،
وستكونُ لهُ كما سبقَ ان قلنا لقاءاتٌ أبرزها مع وزيرِ الخارجيةِ الاميركيةِ،
الذي لم ينجح نجيب ميقاتي بترتيبِ لقاءٍ لهُ مؤخراً عندما حاولَ الذهابَ الى واشنطن...
فهلْ يدفعُ سعد الحريري بعدَ هذهِ الزيارةِ اثماناً اكبرَ؟
***
في أيِّ حالٍ ما يهمُّنا ان المنظومةَ اليومَ نالتْ الصفعةَ الاولى من التصويتِ العقابيِّ...!