#الثائر
فريق #انتخب_صح "الثائر"
ترتكز لائحة "صوتك ثورة" في دائرة الشوف عاليه، إلى شعار محاربة السلطة الفاسدة، وإيجاد بديل عنها يُنقذ لبنان من محنته، لكنها في الواقع تواجه مشكلتين أساسيتين :
الأولى: أنها تواجه لوائح قوية جداً، لديها إمكانات مالية ولوجستية ضخمة، وتجول ماكيناتها الانتخابية في القرى ليل نهار، تحث المواطنين على المشاركة والتصويت، وتقدّم لهم مساعدات متنوّعة، وتستقطب وسائل الإعلام والإعلان والدعاية الانتخابية، التي هي ليست مجانية بالطبع، ويكاد مرشّحوها لا يغيبون عن وسائل الإعلام بكافة أشكالها، بينما تكاد الماكينة الانتخابية للائحة "صوتك ثورة" شبه متوقفة عن العمل، ويلاحظ أنها غير قادرة على خوض معركة متكافئة مع لوائح السلطة والأحزاب القوية في المنطقة.
المشكلة الثانية: أن اللائحة تتمحور حول شخصية قوية واحدة فيها، لديها إمكانات مادية ومعروفة في المنطقة بخدماتها الاجتماعية، أما باقي أعضاء اللائحة فهم غير معروفين في الحقل العام، إضافة إلى ضعف حضورهم الإعلامي والإعلاني، وكذلك محدودية إمكاناتهم المادية، وعدم الانفاق بالحدود الدنية لدعم حملاتهم الانتخابية، وكأن هدفهم فقط، كان محصوراً بتدوين أسمائهم في سجل الترشيحات للانتخابات النيابية، وبعدها تملّكهم الشّح، وباتوا لا يريدون دفع مصاريف الحملة الانتخابية، طالما هم يعرفون النتائج سلفاً.
لا في لبنان ولا في أي دولة في العالم، يُمكن خوض الانتخابات دون تأمين الدعم المالي الكافي للحملة الانتخابية، خاصة الإعلان الانتخابي عبر كافة وسائل الإعلام، فكيف ولبنان غارق في أزمة اقتصادية خانقة، ومعظم المواطنين يبحثون عن أبسط سبل الاستفادة وطرق العيش.
إن غالبية الناخبين خاصة الغير ملتزمين حزبياً، يبحثون عن طُرق للاستفادة، ويبحثون عن المرشحين الأغنياء والمقتدرين، لإجراء مقايضة أصواتهم .
وليس هذا بشيء طارئ على مشهد الانتخابات في لبنان، لكنه ازداد اليوم حتماً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وفي ظل هذا الواقع، وغياب الدعم المالي الكافي لهذه اللائحة، وسيطرة الأحزاب والقوى المتموّلة التي تدعم اللوائح القوية في الدائرة، يبدو أن لائحة "صوتك ثورة" أصبحت صوت بلا ثورة، وتكاد حظوظها في الفوز بمقعد نيابي تكون معدومة، فالشعارات في لبنان باتت مستهلكة ولا تصنع تغييرا حقيقياً، ومن يريد الذهاب إلى الحرب عليه أن يجهّز أسلحته جيداً، وسلاح الانتخابات النيابية في العالم، هو المال والإعلام أولاً وقبل أي شيء آخر، ففي أعظم ديمقراطيات العالم، الفوز يكون دائماً حليف من يدفع أكثر ومن يدعمه الإعلام أكثر.