#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تدخلُ البلادُ مرحلةَ جهنَّمٍ الحقيقيِّ...
بقدرِ ما سُرَّ اللبنانيونَ بالاتفاقِ الشفهيِّ بينَ صندوقِ النقدِ الدوليِّ، والرؤساءِ الثلاثةِ، على تبني خطَّةِ الصندوقِ للتعافي،
بقدرِ ما يجهلُ اغلبهمْ ربما مراحلَ الجهنَّمِ الحقيقيةِ التي يدخلونَ اليها...
حوَّلَ رئيسُ المجلسِ النيابيِّ نبيه بري مشروعَ الكابيتال كونترول الى اللجانِ المشتركةِ، تمهيداً لاقرارهِ وعرضهِ على الجلساتِ التشريعيةِ، بينَ عيدي الفصحِ والفطرِ...
"مكرهٌ اخوكَ لا بطلٌ"، هكذا هو وضعُ رئيسِ مجلسِ النوابِ الذي جرَّبَ إبعادَ كأسِ مشاريعِ الوصايةِ الدوليةِ والمالية عن لبنانَ،
فإذا بهذهِ القوانينِ المطلوبةِ بابٌ لدخولِ أيِّ فلسٍ الى البلادِ... ولكنْ على حسابِ مَنْ، وماذا؟
***
اربعةٌ او خمسةُ مشاريعَ ستدرسُ وتُقرُّ، ورغمَ اهميتها بالنسبةِ لصندوقِ النقدِ الدوليِّ،
الاَّ أنها ستُنعي ما تبقى من لبنانَ الماضي، وتُدخلنا في آتونٍ لنْ نَعرِفَ كيفَ نخرجُ منهُ...
والدليلُ ما سنعرضهُ:
اولاً:
هلْ يتحمَّلُ الناسُ مشروعَ الموازنةِ التي قد تُقرُّ؟
وهلْ بإمكانِ الناسِ أن تدفعَ الرسومَ والضرائبَ التي ستزدادُ بنسبةٍ جنونيةٍ تبعاً لرفعِ سعرِ الدولارِ الجمركيِّ،
وتبعاً لتوحيدِ سعرِ الصرفِ الرسميِّ على عشرينَ الفاً، او اثنينِ وعشرينَ الفاً...
عملياً طارَ دولار الـــ 1500 ليرةٍ... وطارتْ ايَّةُ فوترةٍ على 1500،وسيكونُ التسعيرُ الرسميُّ على سعرِ صرفٍ جديدٍ، وستزدادُ فواتيرُ الانترنتْ والاتصالاتْ والجماركْ والرسومِ العقاريةِ وغيرها...
ثانياً:
هلْ يدركُ الناسُ الآلياتِ التي تنصُ عليها خطَّةُ التعافي،
والتي يتركها "النجيبُ العجيبُ"،مع لجنتهِ الماليةِ سراً من اسرارِ الدولةِ...
(وعلى فكرةٍ، كلُّ الناسِ من آخرِ اهتماماتهِ كما كلُّ الذينَ سبقوهُ).
هلْ يدركُ الناسُ أنها تتضمنُّ هيركات على ما تبقى من اموالهمْ بحيثُ ان الاموالَ بالدولارِ،
ستُحوَّلُ الى الليرةِ اللبنانيةِ، وأن كلَّ مَن لديهِ حسابٌ معلَّقٌ في المصارفِ يتخطى الخمسمايةَ الفِ دولارٍ، ستتبخَّرُ اموالهُ وتُصبحُ تبعاً لـــ Bail In ،
أي اسهماً في مصارفَ لا تعرفُ إذا كانتْ ستبقى أم تُدمجُ، أم يُعلَنُ إفلاسها مع خطَّة إعادةِ هيكلةِ المصارفِ؟
ثالثاً:
بغضِ النظرِ عن ان مشروع الكابيتال كونترول سيكونُ لحمايةِ المصارفِ من دعاوى تُقامُ عليها في الداخلِ والخارجِ...
ولكنْ، هل انتبهَ اللبنانيونَ الى مخاطرَ هذا المشروعِ على ما تبقَّى من اقتصادهمْ ومالهمْ؟
***
في مصرَ،اُقرَّ الكابيتال كونترول ولكنْ في مصرَ هناكَ صناعاتٌ ومواردُ وشبهُ إكتفاءٍ بالزراعةِ والصناعةِ والملبوساتِ،ومصرُ دولةٌ سيِّدةٌ وحرَّةٌ ومستقلةٌ...
في لبنانَ ألنْ يَقتلَ الكابيتال كونترول ما تبقَّى من اقتصادٍ تحتَ عنوانِ،
عدمُ تحويلِ العُملاتِ الاجنبيةِ الى الخارجِ، وتحتَ عنوانِ عدمِ التداولِ بالدولارِ،
وتحتَ عنوانِ وقفِ التعاملِ بالشيكاتِ الاَّ لاسبابٍ تجاريةٍ،
وتحتَ عنوانِ سقفِ السحوباتِ الشهريةِ بالدولارِ، بحيثُ لا تتخطى الالفَ دولارٍ...
وتحتَ عنوانِ تسليمِ الناسِ أيَّ دولارٍ،
يأتيهمْ من الخارجِ بالعملةِ اللبنانيةِ...نعم وهنا المأساةُ الحقيقيةُ.
وحصرُ تصديرِ أيِّ عملةٍ اجنبيةٍ بلجنةٍ حكوميةٍ مصرفيةٍ - قضائيةٍ؟
***
هلْ يدركُ الناسُ الى أيِّ بلدٍ نحنُ ذاهبونَ؟
وبأيِّ كوبا، وبأيِّ سوريا، وبأيِّ طهران سنتمثَّلُ؟
كمْ مؤسسةٍ ستفلسُ، وكمْ قطاعٍ سيدمَّرُ؟
وكمْ شخصٍ ستكونُ لهُ الحظوةُ لدى هذهِ اللجنةِ الحكوميةِ المصرفيةِ - القضائيةِ لتسهيلِ تحويلِ اموالٍ الى الخارجِ؟
هلْ مشكلةُ فسادِ الدولةِ وإفلاسها صارَ على الناسِ حَلُّها؟
وكيفَ سيكونُ هناكَ تعافٍ إذا كانَ الناسُ من جديدٍ،
عرضةً لاختباراتِ سياساتِ "الجهلِ اللبنانيِّ" والوصايةِ الماليةِ الدوليةِ،التي تريدُ ان تعلِّمَ الناسَ كما السلطةَ معنى التقشُّفِ ومعنى العودةِ الى الصفرِ...وعفا اللهُ عمَّا مضى من فسادٍ وهدرٍ وفلتانٍ، براً وجواً وبحراً...
هلْ يستحقُّ اللبنانيونَ الاصيلونَ الشرفاءُ، ما همْ ذاهبونَ اليهِ؟
لا نعرفُ...
وللبحثِ صلةٌ.