#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هل فهمَ احدٌ على "النجيبِ العجيبِ" يومَ السبتِ الماضي، بُعيدَ انتهاءِ جلسةِ مجلسِ الوزراءِ،المخصَّصةِ لمتابعةِ تداعياتِ المواجهةِ القضائيةِ المصرفيةِ؟
وسطَ الفوضى في تلقُّفِ قراراتِ السلطةِ القضائيةِ على صعيدِ البنكِ المركزيِّ، او على صعيدِ المصارفِ،
جاءَ كلامُ "النجيبِ العجيبِ" على طريقتهِ ملتوياً، غيرَ واضحٍ، مدوِّراً الزوايا خائفاً من الاقدامِ والمواجهةِ عملياً، ومِن دونِ ان يقولَها،
كانَ "النجيبُ" يريدُ ان يقولَ ان على مدعي عامِ التمييزِ الامساكُ بالملفاتِ الماليةِ واستردادُها، والفصلُ بها او تحويلها الى مراجعَ قضائيةٍ اخرى...
وكانَ يقولُ بشكلٍ او بآخرَ أنه إذا لم يعمدْ مدعي عامِ التمييزِ مع رئيسِ مجلسِ القضاءِ الاعلى ورئيسِ التفتيشِ القضائيِّ، الى الانقلابِ على ما صدرَ من قراراتٍ قضائيةٍ، فمصيرهمْ سيكونُ:
" انن يروحوا على البيت"...
عجباً... هل من كانَ عاجزاً عن استدعاءِ الاركانِ القضائيةِ الى جلسةِ مجلسِ الوزراءِ... هل سيكونُ قادراً على قلبِ التوازناتِ في السلطةِ القضائيةِ، وارسالِ هؤلاءِ الى المنزلِ،
وهل سيكونُ قادراً وسطَ شدِّ الحبالِ على التعييناتِ، وتحديداً القضائيةِ منها على تعيينِ بدائلَ مستقلينَ غيرِ خاضعينَ لاحدٍ، قبلَ شهرينِ على الانتخاباتِ النيابيةِ؟
وهل سيقبلُ الثنائيُّ الشيعيُّ باجراءِ تعييناتٍ وهو عادَ الى جلساتِ الحكومةِ مشترطاً عدمَ اجراءِ تعييناتٍ؟
إلاَّ إذا كانَ الهدفُ إزاحةَ رئيسِ مجلسِ القضاءِ الاعلى على خلفيةِ تحقيقاتِ المرفأِ، تمهيداً للاطاحةِ بطارق البيطار...
***
جنونٌ سياسيٌّ – قضائيٌّ غرقَ فيهِ الناسُ ولم يعودوا يُميزونَ الصحَّ من الخطأِ،
فيما الاموالُ محجوزةٌ في المصارفِ التي بدورها اعتكفتْ في اضرابٍ تحذيريٍّ ليومينِ...
فهل يقبلُ المُودعونَ ان يدفعوا همْ الثمنَ،ومن يردُّ من المصارفِ على دعوةِ "النجيبِ العجيبِ" لرفعِ سقوفاتِ السحوباتِ للموظفينَ وللعسكرِ...
وماذا عن بقيةِ المواطنين الذينَ جاءهمْ الاضرابُ ليزيدَ من قلقهمْ على اموالهمْ الخاضعةِ للهيركاتْ اليوميِّ، ولمزاجياتِ اصحابِ السوبرماركت والصيدلياتِ ومحطاتِ البنزينِ لضروراتِ الدفعِ بالكاش.
***
نسيَ الناسُ التداعياتِ الخطرةَ الناتجةَ والتي ستنتجُ من حربِ اوكرانيا على غذائهمْ ونفطهمْ وكهربائهمْ، ونسيَ الناسُ ماذا سيحلُّ بكهربائهمْ المنتظرةِ التمويلَ، والغازَ المصريَّ المشروطَ، والفيول العراقيَّ المعلَّقَ على ضرورةِ الدفعِ والمولِّداتِ التي ترفعُ الاسعارَ...
نسيَ الناسُ ما يجري في المنطقةِ والأبرزُ التفاوضُ النوويُّ وزيارةُ بشار الاسد للاماراتِ العربيةِ المتحدةِ...
الناسُ في لبنانَ عشيَّةَ الانتخاباتِ النيابيةِ،
لم يعدْ يهمها مَن يربحُ ومَن يخسرُ، ولا الخط 23 او الخط 29،
ولا مَن يُسجلُ نقطةً على حسابِ آخرَ في الصراعاتِ السياسيةِ المفتوحةِ...
الناسُ تريدُ اموالها وجنى اعمارها ..
"وبطيخ يكسِّر بعضو".