#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في مقالتي البارحةِ، تأسَّفتُ على ما وصلنا إليهِ،
اليومَ اعتذرُ عن تشاؤمي غيرِ المعهودِ، فاعذروني أيها الأحباءُ القرَّاءُ.
الذينَ يعرفونني جيِّداً، طوالَ مسيرتي المهنيَّةِ، يدركونَ أنني بطبعي متفائلةٌ رغمَ الحروبِ والقصفِ والتهجيرِ…
ولكن، كيفَ أبقى على تفاؤلي، وكلُّ ما في الوطنِ يدعوني إلى التشاؤمِ، حتى إشعارٍ آخرَ...!
قولوا بربِّكمْ، هل تُدركونَ أيَّ كارثةٍ آتيةً بعدما بدأتْ المصارفُ تعتمدُ أسلوبُ الإقفالِ، بدءاً بـ"التحذيرِ" يومي الاثنينِ والثلاثاء؟
ومجدداً نسألُ:
هل يشرحُ لنا أحدٌ من أينَ سيأكلُ الناسُ، وإلى أيِّ سقفٍ سيحلِّقُ الدولارُ؟
كيفَ نتفاءلُ ونحنُ نسمعُ صراخَ الجائعينَ، والمذلولينَ، والمقهورينَ، والمنهوبةِ حقوقُهمْ… ولا مَن يجيبُ؟
وكيفَ نتفاءلُ ونحنُ نترقَّبُ الضربةَ الاجتماعيةَ والاقتصاديةَ القاضيةَ على الشعبِ،وعلى المودعينَ أولاً وأخيراً؟
***
هل نتفاءلُ مثلاً اليومَ بتحليقِ سعرِ صرفِ الدولارِ مجدَّداً؟
حلُمُ الناسِ أن يعرفوا أينَ طارتْ ودائعهمْ، ومَن هم المسؤولونَ،
نعم وبالجمعِ،
ومسؤولونَ عن تطييرها؟
وكلُّ ما يجري بين القضاءِ والمصارفِ...فأيُّ فائدةٍ سيجنيها المُودعونَ من كلِّ هذا الضجيجِ المتفاقمِ؟
***
كيفَ نتفاءلُ والكذِبُ والخِداعُ هما القاعدةُ عندَ منظومةِ الحاكمينْ والمتحكِّمينْ، ولا أفقَ لتغييرهمْ لا بالانتخاباتِ ولا بسواها؟
كيفَ نتفاءلُ والذينَ أخبرونا طوالَ 6 سنواتٍ أنهمْ متخاصمونَ، تحتَ عناوينِ الإصلاحِ والنظافةِ، قد تحالفوا مجدداً، وسيدخلونَ المجلسَ يداً بيدٍ ضاحكينَ، و"العَترَةُ على الناسِ"؟
وكيفَ نتفاءلُ إذا لم يكنْ للحكومةِ إلاَّ رأسمالٍ واحدٍ وحيدٍ هو "النجيبُ العجيبُ" وهامتهُ وتفنُّنهُ بالوعودِ بلا أيِّ إنجازٍ يُذكَرُ…
وفوقَ ذلكَ، يترفَّعُ "النجيبُ" عن الترشحِ، مُدرِكاً أن لا قدرةَ ولا إدارةَ ولا إرادةَ ولا إشرافَ شفافاً لهذهِ الانتخاباتِ... ولا حتى مستلزماتٍ لوجستيةٍ من قرطاسيةٍ ومحابر... والى كلِّ ما هنالكَ،
***
ماذا ننتظرُ أكثر، ولا كهرباءَ آتيةٌ، لا بالاستجرارِ ولا بالمعاملِ لسنواتٍ وسنواتٍ مقبلةٍ…
وأنَ الخطَطَ الوهميةَ قد تكونُ ذهبتْ إلى النومِ سريعاً... كما اوحى وزيرُ الطاقةِ بالنعاسِ؟
هل سمعتمْ عن القاضيةِ المحترمةِ في قصرِ العدلِ التي تعثَّرتْ وتعرَّضتْ لكسرٍ في العظامِ، ورفضَ المستشفى استقبالها، لأنَ صندوقَ التعاضدِ لم يتكفَّل بتغطيةِ الأكلافِ، بل اخذها الطبيبُ المعالجُ على عاتقهِ؟
***
أتشاءمُ أيها الأحباءُ، لأن القلقَ باقٍ مُقيماً، والآتي أعظمُ…
يقولُ الشاعرُ العربيُّ:
تَعجبينَ مِن سَقَمي؟ صِحَّتي هي العَجبُ!
فعذراً على تشاؤمي غيرِ المعهودِ احبائي مرةً أخرى،
والله يستر...!