#الثائر
يصادف اليوم الذكرى الـ١٧ للانتفاضة الاستقلالية السيادية في ١٤ آذار ٢٠٠٥ عشية الانطلاق الرسمي للسباق الانتخابي البرلماني والذي سيجرى في ١٥ أيار، ذكرى الثورة المليونية الذي عبّر فيها اللبنانيون على اختلاف طوائفهم رفضهم للوصاية السورية وطالبوا بالحرية والسيادة والاستقلال، ذكرى كسروا فيه حواجز الخوف والانتماءات واغزوا الساحات. فهل يتكرر المشهد اليوم ويترجم عملياً في صناديق الاقتراع؟
عام ٢٠٠٥ نادى الشعب اللبناني بالحرية والسيادة والاستقلال.، و نزل بمئات الآلاف بل أكثر، ليقول لا نريد جيشاً في لبنان غير الجيش اللبناني.
اماّ عنوان المرحلة اليوم، هو حتماً مرجعية الدولة اللبنانية حول السيادة، وحول وجوب عدم وجود أي قوة عسكرية مسلحة على أراضي وطننا لبنان إلاّ الجيش والقوى الشرعية. العنوان السيادي هو العنوان الأساس، خاصةً وانّ الواقع المرير الذي نعيشه اليوم يثبّت بشكل متكرر أن كل التفاصيل الصغيرة التي لها علاقة بالأوضاع الاقتصادية والمالية والمصرفية أو حتى بالأزمة الصحية والكهرباء والمحروقات، لا يمكن أن تُعالج إلاّ من خلال استعادة الدولة اللبنانية لسيادتها.
عملياً، كل القضايا التفصيلية التي ينادي بها الشعب اللبناني لا يمكن أن تتحقق في ظل وجود سلاح غير شرعي، وفي ظل وجود ما يمكن اعتباره الاحتلال الإيراني للبنان، بواسطة سلاح حزب الله، تماماً كما كان الاحتلال السوري قائماً بواسطة منظومة ليست فقط عسكرية أمنية سورية، بل بواسطة منظومة لبنانية، كانت تنفذ أوامر الاحتلال السوري في تلك المرحلة، فالجميع يعلم انّ الدولة اللبنانية خاضعة اليوم لأوامر "حزب الله" ولسلطته، ولا يمكن أن تعالج أزماتها، طالما لم تضع يدها على الحدود والمعابر ولم توقف التهريب؛ كما بات من الواضح ان الخلاص اصبح خارج القيادات التقليدية، لأن معظمها أصبح جزءًا من التسوية ورهينة لها. هذه القيادات التي اوقعت نفسها وأوقعت لبنان منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، "وفقاً لإرادة حزب الله"، ومنذ التوافق على قانون الانتخابات الذي أسهم في حصوله وحلفائه على الأكثرية في مجلس النواب.
بات واضحاً انه لا يمكن الرهان على القيادات الحزبية المعروفة في المواجهة في المرحلة المقبلة، إلاّ إذا انتقلت من الصراع على السلطة إلى منطق المقاومة لبناء دولة لبنانية ولاستعادة سيادتها، وإلاّ، فعلى القوى التغييرية أن تفرض بنفسها العنوان السيادي.
لكل مواطن لبناني شريف اقول انّ الصراع من اجل استعادة السيادة وترسيخها لا يزال في أوج الحاجة اليه بعدما انتقلت الوصاية السورية المباشرة الى وصاية إيرانية مقنّعة بايدي ووسائل وقوى لبنانية تطبق بهيمنتها المطلقة على الدولة والقرارات الاستراتيجية وتوجه لبنان في مسالك باتت تهدد هويته الوطنية والعربية والعالمية. حرروا انفسكم من الاحتلال وعبّروا عن ثورتكم وغضبكم ووجعكم في صناديق الاقتراع قبل فوات الاوان.
بقلم الاستاذة جويس مارون