#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إلى متى ستبقى "السلطةُ المتسلِّطةُ" في لبنان تتلهى بالقشورِ فيما الجوهرُ مهملٌ؟
مالياً تصرفتْ وتتصرفُ على قاعدةِ "أصرفْ ما في الجيبِ يأتيكَ ما في الغيبِ"!
وقد صرفتْ كلَّ ما في جيوبنا، لكنْ لم يأتِ شيءٌ من الغيبِ .
الشيءُ عينهُ تصرَّفتْ بهِ منذ 17 تشرين الأول 2019، تاريخُ انطلاقِ الثورةِ، ثم 4 آب 2020 تاريخُ تفجيرِ مرفأِ بيروتَ،
عملياً لم تقم السلطاتُ الفاشلةُ المتعاقبةُ بأيِّ شيءٍ،سوى الاهمالِ والتخبُّطِ والضياعِ وتمييع الملفاتِ، وتقطيعِ الوقتِ... والرهانِ على معجزاتٍ يمكنُ أن تحدثَ،
مع أن زمنَ المعجزاتِ قد ولَّى، وها هي النتيجةُ:
لا أيَّ إنجازٍ، لا ملفَّ اقفلَ، لا تحقيقَ ولو بأدنى مستوى المطلوبِ من السلطةِ، وما زالتْ السلطةُ نفسها تدورُ في حلقتها المفرغةِ .
مثالٌ على ذلكَ،خطَّةُ الكهرباءِ.
اجتماعاتٌ، واجتماعاتٌ فارغةُ المضمونِ، ولا خططَ في الأفقِ، بل ترقيعٌ بترقيعٍ على حسبِ قُدراتهمِ غيرِ المستوفيةِ شروطَ العلمِ او الالمامِ بالادارةِ،
فيما يتلوى المواطنُ ويكتوي بأسعارِ المازوتِ الباهظةِ على "الفريش دولار" وبالفاتورةِ المرتفعةِ جداً للمولِّداتِ.
ولهذهِ الاسبابِ المجتمعةِ، بدءاً من عدمِ دفعِ نصفِ الشعبِ الفواتيرَ، والتعليقِ على الشبكةِ الكهربائيةِ وبواخرَ تأتي لتزويدنا بالطاقةِ لساعاتٍ محدودةٍ،اضافةً الى صفقاتٍ بملايينِ الدولاراتِ.
سننعمُ ببعض ساعاتِ التغذيةِ، من جيوبِ الناسِ، وممَّا بقيَ من اموالِ المودعينَ!
مثالٌ آخرُ:
أينَ وعودُ "النجيبِ العجيبِ" الفاشلةُ بخطَّةِ التعافي الإقتصاديِّ؟ وحتى لو أُنجزتْ، من صندوقِ النقدِ الدوليِّ، ستكونُ ديوناً تتراكمُ علينا نحنُ الناسُ "لولدِ التلدِ"؟
هل سمعتْ حكومةُ دولةِ الميقاتي بأنَ "حرباً عالميةً" أو" ميني عالميةٍ " قد وقعتْ بين روسيا وأوكرانيا؟
مَن سيتلفتُ بعدَ ذلكَ إلى لبنانَ،وأينَ اصبحنا من اهتماماتِ العالمِ؟
الرئيس ماكرون مشغولٌ بحملتهِ الانتخابيةِ،ودخلَ طرفاً بالنزاعِ مع اوكرانيا،
أين هو اليومَ من لبنان؟
ثم لديهِ أنتخاباتهُ الرئاسيةُ الحاميةُ،
وهكذا اصبحَ لبنانُ في عالمِ النسيانِ.
كما ان الولاياتِ المتحدةَ الأميركيةَ اولى اولوياتها ملفُّ اوكرانيا، والتحدي الذي يرفعهُ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وجهها،
فأينَ الاهتمامُ بلبنانَ؟
***
نحنُ اليومَ في وضعٍ دراماتيكيٍّ،
مَن تراكماتِ الفشلِ والعجزِ والفسادِ والهدرِ والخفَّةِ، والاستخفافِ بمصير الناس...!