#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في الأيامِ الأخيرةِ، سمِعنا الكثيرَ عن السرقاتِ هنا وهناكَ، من فَقْشِ المَوجِ إلى مرمى الثلجِ،
وفي تقاريرِ قوى الأمن أن أعدادَ السرقاتِ تزايدتْ وتنوَّعتْ فنونُها…
والأنكى أن "اشباحَ اللصوصِ" تجرَّأوا على المسِّ بقوى الأمن ذاتها…
ولا نعرفُ ماذا نقولُ، ونحنُ نسمعُ أن لصوصاً كسروا الغرفَ الحديديةَ لمعداتِ كاميراتِ المراقبةِ التابعةِ لقوى الأمن في الرملةِ البيضاء ونهبوها، بغفلةٍ عن كاميراتِ المراقبةِ…
ولا نعرفُ ماذا نقولُ، وسرقةُ اكثرَ من 150 "ريغاراً"، والأعمدةُ وكابلاتُ الكهرباءِ والاتصالاتِ تتعرَّضُ للنهبِ الممنهجِ، وتحديداً في مدينةِ طرابلس الفيحاء …
وماذا عن موجةِ السرقاتِ للمنازلِ، وحتى المعاملِ ورؤوسِ الأغنامِ، كما جرى أخيراً في زحلة؟
لنْ نقولَ سوى إننا كتبنا وتوقَّعنا " تشريعَ" هذا النموِّ في السرقاتِ، خصوصاً بعدَ اتفاقِ الخُردةِ الذي أنجزهُ "النجيبُ العجيبُ" مع تركيا...
إذاً، عندنا كلُّ شيءٍ يتراجعُ، إلاَّ النهبُ. إنهُ ناشطٌ ويبشِّرُ بازدهارٍ غيرِ مسبوقٍ…
إنهُ عصرُ النهبِ المنظَّمِ على كلِّ المستوياتِ، من الكبيرِ إلى الصغير، وكلٌّ على قياسهِ…
***
يقولُ العربُ "إن الناسَ على دينِ ملوكهمْ". فكيفَ نستغربُ إذاً أن تعمَّ السرقاتُ لبنانَ من أقصاهُ إلى أقصاهُ…
لبنانُ تحكمهُ عصاباتٌ من مختلفِ العياراتِ، "قياسٌ كبيرٌ" و"قياسٌ صغيرٌ" و"قياسٌ وسط"… والأرجحُ أنها متداخلةٌ، بحيثُ تخدمُ الواحدةُ مصالحَ الأخرى وتتعاطفُ معها…
مثلاً، في الكهرباءِ والماءِ، القياسُ الكبيرُ يسرقُ ملياراتِ الدولاراتِ، والصغيرُ يسرقُ القساطلَ والحنفياتِ والكابلاتِ…
وفي الاتصالاتِ أيضاً، القياسُ الكبيرُ يسرقُ الملياراتِ، والصغيرُ يسرقُ الكابلاتِ والمعدَّاتِ…
والقياسُ الكبيرُ يحرمُ الطلابَ في الخارجِ من أبسطِ حقوقهمْ بدفعِ الأقساطِ من دولاراتٍ جمعها ذووهم بعرقِ الجبينِ، ثم يُسرقُ فِلسُ الأرملة منهم بذريعةِ فحصِ "الكورونا" المُعيبِ على المطارِ!
ففي "عالمِ النهبِ"، الكبيرُ لا يأكلُ الصغيرَ، بل ينسِّقُ معهُ ويؤمِّنُ لهُ سبلَ "العيشِ اللائقِ"!
***
على سيرةِ الكهرباءِ، مرَّةً أخرى، نعودُ إليكَ وزيرنا "المهضومَ" الذي "طلَّ" من الطاقةِ. لقد أتعبتَ نفسكَ في اليومينِ الماضيينِ، وأنتَ تشرحُ ما تفعلهُ وستفعلهُ، و"الله يعطيك العافية"،
وتماماً، كما كانَ يشرحُ السلفُ، الوزير جبران باسيل، الذي طيَّبَ خواطرنا بتيارٍ الـ24 على 24، أكثرَ من 24 ألفَ مرَّةٍ…
ولكنْ، نرجو معاليكَ أن تشرحَ للناسِ الذينَ كلَّفونا طرحَ السؤالِ بلسانهم:
منَ أينَ ستؤمِّنونَ هذهِ الملياراتِ التي تتحدثونَ عنها؟
هل هي متوافرةٌ عندكمْ أم ستُدفعُ من أموالِ المودعينَ؟
ثم، لو تخبرون الرأيَ العامَ:
كم ستكونُ فعلاً زياداتُ التعرفةِ على فواتيرِ الكهرباءِ…
وهل نتوقعُها مثلاً على غرارِ تعرفةِ المياهِ التي تضاعفتْ بلا ضجيجٍ؟
***
في أيِّ حالٍ، كلُّ شيءٍ ينتظرُ الانتخاباتِ. نعرفُ جيداً أن أحداً لن يجرؤ على مواجهةِ الناسِ بهذهِ الرسومِ المرعبةِ قبلَ تمريرِ الاستحقاقِ…
ولكن، أليسَ هذا "التذاكي" هو الفضيحةُ الكبرى؟
الشعبُ باتَ يعرفُ الحقيقةَ وهو لن ينخدعَ في أيار 2022، كما انخدعَ كثيراً في ما مضى.
في أيار 2022، لن تمرَّ مؤامرةُ الفسادِ والفاسدينَ مرَّةً أخرى.
ومَن يعِشْ يرَ،
الاَّ إذا لاسبابٍ محليةٍ بحتةٍ "طارتْ" الانتخاباتُ...!