#الثائر
لبنان، الصغير بمساحته وسكانه، الكبير بأزماته وطوائفه، المؤثر فى محيطه والمتأثر دائما بأزمات الإقليم والجوار، يظل الشغل الشاغل للسياسيين شرقا وغربا، فهو دائما يخطف الأنظار من فن وثقافة وأزمات سياسية وخلافات مذهبية.
مؤخرا، زار القاهرة نبيه برى رئيس مجلس النواب اللبنانى لحضور مؤتمر الاتحاد البرلمانى العربى بعد غياب عنها بسبب ظروف لبنان المتشابكة والمعقدة، وفى القاهرة، لم ينس أن يوجه لمصر التحية، فقال فى كلمته «هى مصر... هى العروبة... هى قلبنا... هى فينا... ونحن بها... هى كما النيل يسير بنا ويسرى فى عروقنا كما الدم... هى ملء الكنانة من كفيك يا نيل…».
فى حوار رئيس مجلس النواب مع «الأهرام»، وبرغم الحزن البادى على وجهه، لم ينس أن يشيد بدور مصر، التى لم تتوقف يوما عن مساعدة لبنان، خاصة فى أزمته الأخيرة منذ انفجار مرفأ بيروت، وإرسالها المساعدات باستمرار، كما لم ينس أن يشيد بالرئيس عبدالفتاح السيسي، ودوره، والنهضة التى يحدثها فى مصر، واصفا إياها بأنها «تكاد لا تصدق».
كانت زيارتكم للقاهرة سريعة ومفاجئة، فما أهم ما جرى فيها؟
الحقيقة كانت هناك دعوة لمؤتمر البرلمانات العربية، وأنا لديّ قاعدة شخصية أرسيتها، وهى ألا أحضر أى مؤتمر للبرلمانات العربية إلا بحضور كل الدول العربية دون استثناء، وأقيم هذا المؤتمر من قبل فى الأردن، وأصررت على حضور سوريا، كما حدث فى هذا المؤتمر بحضور وفد سوريا ممثلا عن الدولة، ولا يفوتنى فى هذه المناسبة إلا أن أشكر المسئولين المصريين على توجيه دعوة لسوريا بهذا المؤتمر، خاصة أننا الآن نتكلم عن تضامن عربي.
وما تقييمك للمؤتمر، والذى ألقيت فيه كلمة؟
يهمنى أن يكون للكلمة مردود إيجابي، أما فيما يتعلق بالنتائج التى وصل إليها المؤتمر حتى الآن، فمع الأسف، جئنا لمؤتمر تعاون وتضامن عربي، لكن البيان الصادر عن اللجنة السياسية للمؤتمر يتحدث عن كل بلد على حدة، وكأنه ليس له علاقة ببلد آخر، وذكرت فى كلمتى فى المؤتمر أن هذا الأمر «يغيّب التضامن العربي، ويغيّب الوحدة فى الموقف والرؤى والرؤية حيال قضايانا المصيرية ومصالحنا المشتركة ومصيرنا الواحد».
قديما يا سيدي، كانت العلاقات بين الدول تقوم على التعاون العسكري، فحين تجد دولتين جارتين العلاقات بينهما على أكمل وجه فهذا سببه التعاون العسكري، وإذا انعدم هذا التعاون توترت العلاقات، لكن الآن حلّ الاقتصاد محل التعاون العسكري، فالسياسة هى اقتصاد الآن.
وما الذى رأيته فى مصر بعد آخر زيارة لك؟
فعلا بكل احترام وصدق وإخلاص ودون مواربة ودون تورية، أقول إن ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مصر يكاد لا يُصدق، وأحسن تعبير لهذا الموضوع «أنك تنام ولا يوجد جسر (كوبري) وتصحو فتجده»، فهذا مثال عن القفزات العمرانية التى تحدث.
لكن ما تفسيركم لما يحدث فى لبنان؟ وما سيحدث كذلك؟
الاعتدال، دائما بإمكانك أن تكون متشنجا، لكن الذى ينجح هو الاعتدال فقط، فى لبنان توجد 18 طائفة ومذهبا وأحزابا متعددة، لكن لبنان لا يستمر إلا بالاعتدال وبالوحدة، حتى فى مقاومتنا لإسرائيل، لولا الوحدة اللبنانية لما نجحت، فأفضل أساليب المقاومة ضد أى عدو وإسرائيل خاصة هى الوحدة الداخلية. والذى يحدث أن هناك «كورونا سياسية»، هذه الكورونا أدت إلى شىء لم يكن أحد ينتظره على الإطلاق، فلبنان الذى كان يُدعى «سويسرا الشرق»، والذى يحب كل العرب ويحبه كل العرب، حتى الآن ليس مفلسا، لبنان غنى بأصوله وموارده عنده بحر ملىء بالغاز، ولدينا اغتراب لبنانى كبير جدا، ولكن لا توجد لديه سيولة، والسبب فى عدم وجود سيولة وتأزم الوضع الاقتصادى هو الانعدام السياسى وليس الفقر السياسي، فهو السبب فيما وصلنا إليه، لكن ماذا فى المستقبل القريب؟ هناك انتخابات نيابية فى مايو المقبل، ثم انتخابات رئاسية بعدها فى أكتوبر من هذا العام، وبالتالى لابد أن يكون هناك تغير فى المنهجية، وفى هذه الأثناء، على الحكومة اللبنانية أن تكون قد أكملت مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وتتحسن الأحوال، كما حدث فى مصر واليونان والأرجنتين، فكل من هذه الدول مرت بهذه الفترة، وحتى الآن المفاوضات بين الحكومة والصندوق ناجحة جدا.
فيما يتعلق بالانتخابات، نحن نعلم أن لديكم الرغبة الأكيدة فى إجرائها فى موعدها، لكن هناك من يسعى إلى «تطيير» أو تأجيل هذه الانتخابات؟
لا يستطيع أحد أن يمنع إجراءها، فحتى الآن كل تشعبات الشجرة اللبنانية لم أجد غصنا واحدا فيها يوحى بـ«لا»، على الإطلاق، هذا أمر، والثاني: أن معلوماتى من الرؤساء والوزراء والسفراء الذين يزوروننى من كل أنحاء العالم فى خارج لبنان أو داخل العالم العربي، كلهم بإجماع مع إجراء الانتخابات فى موعدها.
يجرنا الاجتماع التحضيرى واللقاء التشاورى لرؤساء البرلمانات العربية إلى المبادرة الكويتية والعربية التى طُرحت الشهر الماضى من أجل إخراج لبنان من أزماته؟ لكن الحديث عنها والتفاعل معها توارى كثيرا، فهل دفنت المبادرة؟
قبل لقائى بك مباشرة، اعترضت على البيان المشترك للمؤتمر، وقلت «أنا التضامن العربي»، ومن جملة الأمور التى ذكرتها أن لبنان قدم جوابه لوزير الخارجية الكويتية، وفى جزء كبير منه لبى الطلب، وفى جزء آخر طلب الحوار، ثم إن الخلاف فى المبادرة يدور حول القرارين 1559 و1701، دعنا نناقش هنا الأمر: فالقرار 1559 صدر عام 2004، ويقضى بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضى اللبنانية، فخرجت القوات السورية ولم يخرج الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا لا يطالبون أيضا بخروجه، وبعده فى 2006 صدر القرار 1701، حيث نص بصراحة كلية على تطبيق القرار وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وغيرها، وكل اللبنانيين رضوا ولا يزالون راضين عن القرار، فلماذا يصمتون أو يسكتون عن الموقف الإسرائيلي؟ وأقول لك أكثر من ذلك: فأنت إذا تأملت الوضع الآن فى لبنان تجد حصارا عربيا عليه، وهذا الحصار لا يعنى كل العرب، فالاستثناء من ذلك يقع أول ما يقع على مصر، هل تعلم أننى قبل أن أحضر إلى هنا، وصل إلى لبنان من مصر 487 طنا مساعدات، منها 265 طنا أدوية، ووصلت بحرا لضخامة المساعدات التى تحتاج نحو 37 طائرة لشحنها، هذا الجسر من المساعدات بدأته مصر منذ 4 أغسطس تاريخ انفجار مرفأ بيروت، ولم تتوقف، هذه المساعدات، بينما بقية العرب إما لا يستطيعون، وإما لا يريدون، لماذا هذا الحصار؟
يا سيدى فى عام 1975، خاض لبنان حربا أهلية مؤلمة، خسرنا فيها نحو 150 ألف شهيد، لماذا حدث ذلك؟ حدث حتى نقول إن هوية لبنان عربية، وإن لبنان له انتماء عربي، هل يُعقل الآن أن نجد دعوة مفتوحة نحو إسرائيل، وحصارا على لبنان؟ هذا لُبّ التضامن العربي، ومن المفروض أن تتجاوزالدبلوماسية البرلمانية ضرورات الحكام، ففى أحيان كثيرة يكون الحاكم له ضرورات أنت ملزم كمواطن أن تتفهمها، لكن الدبلوماسية البرلمانية ليست مثل دبلوماسية حقيبة وزارة الخارجية، فهل سياسة الخارجية الأمريكية هى نفسها سياسة الكونجرس؟ وهل سياسة الكنيست الإسرائيلى هى نفسها سياسة رئيس الوزراء؟ لماذا لا نتذرع على الأقل فى مجالسنا النيابية لنقول لا أو نعم؟
لماذا أشعر فى بكلامك بنبرة حزن وغضب؟
بالطبع، مما حدث فى المؤتمر وبيانه.
عودة إلى المبادرة؟ هل دفنت؟ أم هناك مجال لإحيائها ونجاحها؟
بعد الذى قلته اليوم، أنتظر جوابا خلال ثلاثة أيام.
فى الأول من أكتوبر 2020 أعلنتم عن التوصل إلى اتفاق إطار يرسم الطريق للمفاوض اللبنانى لترسيم الحدود البحرية بين لبنان، بدأت ثم توقفت، والآن عاد الحديث عن استئنافها؟ كيف تنظر إلى مسار المفاوضات الآن؟
منذ نحو 11 عاما تم تكليفى بملف المفاوضات، وقمت بالتفاوض مع الأمم المتحدة ومع الأمريكان حول المفاوضات شكلا وأساسا مع إسرائيل، وكان سبق ذلك فى زمن الشهيد رفيق الحريرى قد توصلنا إلى تفاهم اسمه تفاهم 1996، فى منطقة الناقورة اللبنانية، وتحت علم الأمم المتحدة بوجود ضابط إسرائيلى وضابط لبنانى وضابط من قوات «اليونيفيل» يترأس الاجتماع، وأن يكون هذا الشكل فى ترسيم الحدود البحرية كما تم فى الحدود البرية، ولم أتحدث عن نقاط، وكنت أقول دائما للمفاوضين، خاصة الأمريكان، إننى لا أريد من المياه الفلسطينية مقدار الكوب الذى أمامك، ولست مستعدا أن أعطى هذا الكوب، أنا أريد رسم الحدود، فإذا كانت حصتى كيلومترا فأنا مقتنع، وإذا كانت ألفين فلن أتنازل عن سنتيمتر منها، بعد عشر سنوات وتغير خمسة مندوبين أمريكيين استطعنا أن نصل إلى اتفاق تفاهم تم الإعلان عنه، من واشنطن ومنى فى بيروت ومن إسرائيل، فى نفس الوقت تم اتفاق الإطار، وقلت إن دورى انتهي، وسلمت هذا الأمر إلى الجيش وإلى السلطة التنفيذية، وفى أول اجتماع تم الاتفاق كما رسمنا أنه على الجميع ودون استثناء أن يعرف أن هذا الاتفاق جزء لا يتجزأ من التفاهم، وبعد ذلك صارت هناك مطالبات لبنانية والحديث عن نقاط بدلا من البدء بالرسم، وحدث تضارب ما بين خط 29 أو 23 أو خط «هوف»، (نسبة إلى فريدريك هوف أول مبعوث أمريكى فيما يتعلق بترسيم الحدود)، وما إلى ذلك، وأنا فى كل ذلك متمسك بموقفي، لا أتحدث عن خطوط بل حدود، هذا الذى حدث وتسبب فى التأخر، لكن منذ أيام جاء المبعوث الأمريكى وكنت آخر من يزورهم، وسمع منى نفس الكلام الذى أقوله منذ عشر سنوات، لكننى لاحظت تغيرا وهو وجود تفاؤل كبير من جانبه، وتبين بعد ذلك أنه فى زيارته لرئيس الجمهورية قال للمبعوث إن مطالبتنا بالخط 29 كان فى مرحلة التفاوض، لكنى الآن أريد الطريق الذى سلكه الرئيس برى وهو التمسك بالحدود، وأعتقد أن باب التفاهم مفتوح، لكننى لست متفائلا لأننى أعرف نوايا إسرائيل التوسعية والعدوانية.
ككثير من قضايا لبنان وما فيها من مزايدات سياسية وشعبوية، جاء استئناف المفاوضات ليظهر الانقسام بين المؤسسات اللبنانية والحديث عن تسوية أمريكية ومن ثم ضياع الحقوق البحرية اللبنانية؟
لا يوجد انقسام ولن نسمح به، لأن هذه القضية خطيرة جدا، ولن نسمح أن يؤخذ من بحرنا رشفة ماء.
منذ أيام، مرت ذكرى استشهاد رفيق الحريرى الصديق المقرب لك، وسط أزمة عاصفة، لابتعاد الابن عن السياسة، كيف تنظر إلى هذا المشهد وتأثيره لبنانيا وعربيا، وبصفتك مقربا من الابن كيف تنظر إلى تداعيات هذا الانسحاب؟
لا جواب.
خلال الأيام الماضية رأينا هجوما من بعض التيارات اللبنانية على محافظ البنك المركزى رياض سلامة وعلى مدير عام قوى الأمن الداخلى اللواء عماد عثمان، فكيف ترى تأثير ذلك على الانتخابات النيابية، والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي؟
هذا تأثير الكورونا السياسية، ورغم الظروف التى يمر بها لبنان، فإن هناك أمرا جيدا جدا، وهو الأمن، فهو مستقر ومنضبط، لكن أن توضع إشكالات بين أمن وأمن كما رأينا من قوات التدخل السريع القضائية وقوى الأمن الداخلى فذلك أمر جد خطير، وبالتأكيد سوف يؤثر على مفاوضات صندوق النقد الدولي، وللعلم فإن المجلس النيابى أصدر قرارا وقانونا بالتدقيق الجنائي، بدءا بالمصرف المركزى وانتهاء بالوزارات، وقد بدأ بالفعل، وأنا أقول دائما إنه لا يجوز أن ندين شخصا فى العموم إلا إذا قام الدليل على اتهامه وعندئذ فليعاقب.
مع أى أزمة فى لبنان يبرز الثنائى الشيعى مرة فى امتناع عن تشكيل الحكومة أو امتناع عن حضور اجتماعاتها فهل حل محل الثلث المعطل؟
الثنائى الشيعى هو ثنائى وطنى، وهو ابن طائفته، بمعنى أننا متفقون فى موضوع المقاومة، وهذا موضوع نهائي، ومتفقون على أن ننسق خلافاتنا، وهذا لا يعنى أنه لا توجد خلافات، فمن أبرزها وقت انتخاب رئيس الجمهورية من 2014 حتى 2016، كان هناك خلاف أنا ضد ترشحه وأحضر المجلس وهم يقاطعون جلسات المجلس من أجل الضغط لترشحه، وتم انتخاب رئيس للجمهورية ولم أنتخبه وقتها، لماذا لم يتكلم أحد عن هذه الثنائية؟
وبالنسبة لحقيبة المالية فمنذ 1980 وأنا أطالب بحقيبة المالية لتكون من حصة الشيعة، لأنه تم استبعاد الشيعة عن المشاركة فى الدولة، فالسلطة فى لبنان كانت دائما تستثنى المناطق المحرومة، كالجنوب والبقاع والضاحية وغيرها من المناطق ذات الأكثرية الشيعية، رغم أننى لا أؤمن بأن هناك طائفة شيعية أو طائفة سنية، أنا أؤمن بأن هناك طائفة إسلامية، ويوجد 76 مذهبا منها المذاهب الخمسة، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر حل هذا الموضوع حينما أدخل المذهب الجعفرى فى الأزهر الشريف، وما زلت أردد مقولة إننى «شيعى الهوية وسنى الهوى» وقلت أيضا للرئيس الراحل حسنى مبارك فى أثناء الحديث عما يسمى الهلال الشيعي، نعم يوجد هلال شيعى ولكن ضمن القمر السني، وأود أن أسال لو كانت حدود إسرائيل الجنوبية لها كثرة سنية أو مارونية هل كانوا سيدافعون عن بلادهم أم لا؟ بالتأكيد كانوا سيدافعون ويقاومون.
لماذا يكثر الحديث عن اتفاق الطائف وعن المطالبة بتعديله أو إلغائه؟
أنا مع اتفاق الطائف حتى تنفيذه بالكامل، ومع المطالبة بتطويره أيضا إلى دولة مدنية، لأن دستور الطائف يسمح بإقامة دولة مدنية.
هل لا تزال من أمنياتك إلغاء الطائفية السياسية؟
نعم لا تزال من أمنياتي، وتطبيق بنود الطائف يؤدى إلى إلغاء الطائفية السياسية، فالدستور فى المادة 22 منه تقول «إنه بعد انتخاب أول مجلس نيابى على أساس وطنى لا طائفى يستحدث مجلس الشيوخ إلغاء الطائفية السياسية، وقد طرحته فى حوار 2008، وقدمت قانونا انتخابيا ولكنه لم يقر، ولا يزال داخل اللجان، لأن هناك رفضا طائفيا ضده، فإنشاء مجلس شيوخ يعطى حقوقا للطوائف وصلاحيات تحافظ على كل شىء يتعلق بالطائفة، وتكون الصلاحيات فى القطاعات الأخرى نيابية وغيرها على أساس الكفاءة كما فى كل دول العالم.
هل تعتقد أننا فى المرحلة الثانية من «سايكس - بيكو» جديد لتقسيم المنطقة؟
هذا هو أخطر الأسئلة، إذا بقى الوضع على ما هو عليه، فإن الحلول فى المنطقة سيدفع ثمنها العرب أو بعض العرب، وبكل صراحة الآن توجد عدة إمبراطوريات فى المنطقة ومنها الإمبراطورية الإسرائيلية، مع الأسف الشديد.
لم أطلع على كتابك الأخير بعد، لكن ما سبب تسميته هذا الاسم «الثقب الأسود»؟
سبب التسمية هو ما نعيشه من أوضاع الآن.
يعد عام 2016 عاما محوريا جرت فيه تسوية سياسية تم بموجبها انتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ رئاسى استمر أكثر من سنتين كيف تنظر إلى هذا العام وما تبعه من أزمات؟ ونقض اتفاق سعد الحريرى معك؟
أكثر إنسان وجهت له نصائح ولم يأخذ بها كان سعد الحريري، لكن من منطلق عدم فهمه للنوايا، ورغم ذلك يبقى أنه رمز اعتدالي.
وهل تحمله ما حدث من أزمات بعد ذلك بسبب تسويات سياسية؟
بالتأكيد يتحمل مسئولية كبيرة، وكلنا أيضا نتحمل المسئولية، ورغم أننى أخذت موقف الضد لكننى مسئول أيضا عن النتيجة.
فلساً بل هو غني بأصوله وموارده، إذ عنده بحر مليء بالغاز"، وأضاف: "لدينا اغتراب لبناني كبير جداً، إلا أن بلدنا لا توجد لديه سيولة والسبب وراء هذا الأمر هو الانعدام السياسي وليس الفقر السياسي".
وتابع: "هناك انتخابات نيابية في أيار المقبل، ثم انتخابات رئاسية بعدها في تشرين الأول من هذا العام، وبالتالي لا بد أن يكون هناك تغير في المنهجية. وفي هذه الأثناء، على الحكومة اللبنانية أن تكون قد أكملت مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي وتتحسن الأحوال كما حدث في مصر واليونان والأرجنتين، فكل من هذه الدول مرت بهذه الفترة، وحتى الآن المفاوضات بين الحكومة والصندوق ناجحة جداً".
وشدّد بري على أنه ما من أحد يستطيع منع إجراء الانتخابات، وقال: "حتى الآن، في كل تشعبات الشجرة اللبنانية، لم أجد غصناً واحداً فيها يوحي بـ"لا" للانتخابات على الإطلاق. كذلك، فإن معلوماتي من الرؤساء والوزراء والسفراء الذين يزورونني من كل أنحاء العالم، لديهم إجماع على إجراء الانتخابات في موعدها".