#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لن تجدوا في العالمِ طبقةً سياسيةً أخبثَ منكمْ، أو حكَّاماً أكثرَ تنكيلاً بشعبهمْ،
عسى ألاَّ توصِلونا الى الانتحارِ،
ولكنْ، بالتأكيد، لن تجدوا شعباً أذكى وأصلَبَ إرادةً من الشعبِ اللبنانيِّ،
هو يعرفكمْ على حقيقتكمْ، وسيحاسبكمْ مهما تأخَّرَ… فانتظروا!
***
خلفَ لعبةِ الهبوطِ الخدَّاعةِ للدولارِ،
أنتمْ تخبِّئونَ في رؤوسكم سعراً معيَّناً في الموازنةِ،
اتفقتمْ عليهِ.
وتُريدونَ "تبليعهُ" للناسِ في "صدمةِ" التخفيضِ التي لا نصدِّقها!
في مقالاتنا الأخيرةِ، نقلنا تصوُّراتِ الخبراءِ. قالوا لنا:
التسعيرةُ في الموازنةِ ستكونُ على 3، أو ربما 6، أو 8 آلافِ ليرةٍ،
وهذا طبعاً كارثيٌّ للمواطنِ العاجزِ عن شراءِ رغيفٍ وحبَّةِ دواءٍ!
ولكنْ، نكتشفُ أن خيالكمْ الجهنميَّ أوسعُ بكثيرٍ، وأن في رؤوسكمْ سعراً مرعباً،
وتُريدونَ إبقاءهُ سرّياً، لئلا ينفجرَ الناسُ غضباً و"تتشوشطُ" الطبخةُ،
وبعدَ انتهاءِ اللعبةِ، ستزولُ مفاعيلُ دولاركمْ الوهميِّ... ويحينُ وقتُ البكاءِ وصريفِ الأسنانِ!
***
ماذا سيفعلُ الناسُ عندما تُصبحُ فاتورةٌ واحدةٌ، للهاتفِ أو كهرباءِ الدولةِ أو الاشتراكِ، موازيةً للراتبِ كلهِ؟
مِن أينَ يأتونَ بالملايينِ للبقاءِ على قيدِ الحياةِ لا أكثرَ!
مِنْ أينَ لهم ذلكَ، بالدولارِ الجمركيِّ المجنونِ، عندما يُصبحُ دخولُ السوبرماركت مغامرةً كعبورِ "مثلثِ برمودا"؟
***
يا افسدَ فاسدي العالمِ بالهندساتِ المكِرةِ،
لا حدودَ لوقاحتكمْ وأنتمْ ستدفعونَ الناسَ إلى بيعِ الدولاراتِ البسيطةِ،
التي قدَّمتموها كرشوةٍ إليهمْ، و"مِن كيسهمْ"،
سيبيعونها ثمنَ ربطةِ الخبزِ وفاتورةِ الصيدليةِ، أو جزءاً بسيطاً من فاتورةِ المستشفى أو المدرسةِ أو الجامعةِ…
ولا حدودَ لوقاحتكمْ وأنتمْ "تربِّحونهمْ جميلة"... لا ضرائبَ جديدةً...
فعلاً، مثيرٌ للسخريةِ. فالمواطنُ أساساً سيسقطُ بالضربةِ القاضيةِ، بالرسومِ وحدها،
وأساساً، أينَ العملُ ودورةُ الاقتصادِ كي تفرضوا عليها الضرائبَ؟
***
ذاهبونَ أنتمْ كالتلامذةِ "النجباءِ العجباءِ" إلى صندوقِ النقدِ،
ومستعدون لكلِّ فنونِ الهندساتِ، وباعتقادكمْ انه سيعطيكم الملياراتِ،
لكنَ لصندوقِ النقدِ شروطهُ الصارمةَ ايضاً، وهو يَعرفكمْ جيداً.
المطلوبُ منكمْ تعييناتٌ ضروريةٌ وفوريةٌ لخطةِ التعافي الماليِّ،
كأعضاءِ الهيئاتِ الناظمةِ، الهيئةِ الوطنيةِ العليا لمكافحةِ الفسادِ، حتى امينِ سرِّ مجلسِ الدفاعِ الاعلى، خدمةً لخطةِ التعافي.
هذا الطرحُ الذي اوردناهُ،
سيعمِّقُ انزلاقَ البلدِ نحو مزيدٍ من "الطبقاتِ" داخلَ جهنمكمْ!