#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ويسألونَ لماذا تُركِّزونَ بالكتابةِ عن دولةِ الميقاتي كلَّ يومٍ ،
جوابٌ:
لانه ارادَ بتصميمٍ وعزمٍ و"ببرستيجهِ" ان يكونَ المسؤولَ الاولَ والمشرفَ العامَ على رأسِ السلطةِ التنفيذيةِ،
كما اختارَ فريقَ عملهِ من الوزراءِ، وكانَ على علمٍ ان البلدَ مُفلسٌ: عجيبٌ أمرهُ!
وايضاً مع العلمِ المسبقِ ان لا مساعداتٍ الاَّ بعدَ الاصلاحاتِ ،
ومع كلِّ ذلكَ ارادَ ان يجعلَ من نفسهِ بطلاً عاجزاً.
لذلكَ بعدَ ايامٍ على اعلانِ تشكيلِ حكومةِ " النجيبِ العجيبِ" ، انخفضَ الدولارُ الى ١٢ الفَ ليرةٍ ، بسحرِ ساحرٍ ، لكنَ الساحرَ لم يكنْ "دولةَ النجيبِ" بل الصيارفةُ الذينَ اشاعوا جواً ايجابياً ، وكذلكَ المحيطونَ بدولةِ النجيبِ ان مجردَ وصولهِ الى السرايا سيرتعدُ الدولارُ .
اليوم الدولار بـــ ٢٤ الفَ ليرةٍ ( حتى كتابةِ هذهِ السطورِ ) . والآتي اعظمُ ! ففي شهرٍ " دوبلَ " سعرُ الدولارِ ،
هل يا ترى لدى دولتهِ مع فريقِ عملهِ في السرايا الكبيرِ ما "يواسينا"؟
***
اقلُّ ما يقالُ في هذهِ "الفوضى المنظَّمةِ" ان " حبلَ الغشِ قصيرٌ " : وعودٌ على مدِّ العينِ والنظرِ ، ولكن على قاعدةِ : " اسمعْ تفرحْ جربْ تحزنْ " ،
فمَن يرجعُ الى البيانِ الوزاريِّ والى الوعودِ التي أُغدِقتْ ، لا يسعهُ سوى القولِ :
من اينَ جاءنا هذا المنقذُ ؟ لكنْ شيئاً فشيئاً ، تلاشى كلُّ شيءٍ ،لماذا ؟ لأنَ ليسَ بالوعودِ تحيا الدولُ :
1- أينَ حديثكم عن خطةِ التعافي الإقتصاديِّ ؟ أينَ اصبحتْ ؟
2- أينَ مفاوضاتكم مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ ؟ أين اصبحتْ ؟
3- أينَ مُناداتكم بمحاربةِ الفسادِ والتطهيرِ الاداريِّ ؟ أينَ اصبحتْ ؟
تتلهُّونَ وتُلَهونَ الناسَ بأنكم تتحركونَ نحو الخارجِ ، ولكن بماذا ينفعُ ذلكَ ؟
يا دولةَ النجيبِ ، التحركُ الى الخارجِ هروبٌ الى الامامِ ،
فغيرُ بركةِ الحبرِ الاعظمِ قداسة البابا ، ما ستجنونَ من زيارةِ الفاتيكان؟
طائرتكمْ الخاصةُ بتصرُّفكمْ " الهس يزيدكن "، ولكن ماذا عن الشعبِ المغلوبِ على امرهِ ومصيرهِ ؟
لا زيارةُ الفاتيكان ستؤدي الى التقدمِ قيدَ أنملةٍ في اتجاهِ محاربةِ الفسادِ ،
فمحاربةُ هذا الاخطبوطِ اللعينِ لا تتمُ على خطِ بيروت - روما ، ولا قبلَ ذلكَ على خطِ بيروت - غلاسكو ، ولا بعدَ ايامٍ على خطِ بيروت - الدوحة حيثُ فخامةُ الرئيسِ سيزورُ قطر لحضورِ حدثٍ رياضيٍّ .
***
هذا الهروبُ الى الامامِ لا يفيدُ بشيءٍ، بل يؤدي الى الإضرارِ اكثرَ فاكثرَ باللبنانيينَ الذينَ ارهقهم "فاسدو الفسادِ" إياهم وتعرفونهم كلهم منذُ 25 عاماً،
حتى وصلتْ السلطةُ التنفيذيةُ عبرَ السنينَ من المسِّ بجميعِ اموالِ المودعين،وتحاولون مع فريقكم المالي في السراي الكبير ان تخططوا للبحثِ عن كيفيةِ ردِ جزءٍ من الاموال المنهوبةِ، ولو بعدَ عشرينَ عاماً، إن بقيَ احدٌ على قيدِ الحياةِ.
لذا من واجبنا الوطنيِّ ان نُضحيَ في سبيلكم جميعاً لاراحتكمْ وعيشتكم الكريمةِ.
***
فقط نسألُ دولةَ "النجيبِ العجيبِ" :
أينَ اصبحتْ البطاقةُ التمويليةُ التي كانت من ضمنِ " سلَّةِ الوعودِ " التي اطلقتموها ؟
فماذا لديكمْ بعدَ ذلكَ لتقدِّموهُ ؟ بالتأكيدِ لا شيءَ ! هل هذا يعني اننا وصلنا في البلدِ الى المعادلةِ التاليةِ :
الحُكامُ افلسوا سياسياً والشعبُ افلسَ مالياً!
ما هذهِ النهايةُ الباهرةُ والمُبهرةُ يا دولةَ العجيبِ؟
أليسَ لديكمْ ما تقدِّمونهُ للناسِ سوى الإفلاسِ المضاعفِ؟