لبنان

صفيّ الدين: تلقينا رسائل إيجابيّة ودعوات من الأميركيين والأوروبيين.. ورفضناها!

2022 كانون الثاني 19
لبنان الديار

#الثائر

كشف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ل"الديار" عن تلقي حزب الله في الفترة الاخيرة رسائل ايجابية من الادارة الاميركية، نقلها احد الاشخاص تتضمن عرضا لحوار مباشر ومفتوح حول قضايا عدة رفضها حزب الله بشكل مطلق، وحمّل هذه الادارة مسؤولية كل مآسي شعوبنا العربية، وكشف ايضا ان «فرنسا والولايات المتحدة الاميركية ودولا عربية واوروبية دعوا حزب الله الى استثمار انتصاراته في الداخل اللبناني بعد حرب تموز وصولا الى حكم البلد،فرفضها الحزب لانه يدرك جيدا ان هذا البلد لايحكم الا بالتوافقات بين جميع ابنائه وطوائفه، واية قوة مهما كان حجمها ونفوذها لاتستطيع حكم البلد، والتجارب القريبة والبعيدة اثبتت ذلك».

هذه المواقف اعلنها السيد صفي الدين من منزل مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال»سهرة اعلامية عائلية» لاكثر من اعلامي يمثلون «اللقاء الاعلامي الوطني».

وبعد كلمة ترحيبية للحاج عفيف، شرح صفي الدين الواقع اللبناني والعربي والدولي بشكل مسهب، وعلى مدى ٣ ساعات اظهر «مقاربة مختلفة وواقعية للازمات الداخلية مخالفة جذريا للطروحات السياسية لجميع الافرقاء السياسيين وبهوراتهم، حتى لحلفاء حزب الله، اساسها التواضع من اجل مصلحة البلد، مما يؤكد على رقي تجربة حزب الله وقيادته وحتمية انتصار من يملك مثل هذه الرؤية على اية قوة عالمية مهما كان جبروتها».

ويكشف صفي الدين ايضا عن تفوق فكري واستراتيجي وعملي وعلمي بمسافات عن كل القوى الداخلية في فهم التركيبة اللبنانية، ولأول مرة في التاريخ القديم والحديث تقابل قوة سياسية انجازانها الكبرى بهذا التواضع لمصلحة كل البلد، ومن هنا رد سماحة السيد حسن نصرالله بشكل حاسم على دعوات البعض للاستثمار داخليا، بالقول «الاستثمار لا يكون الا على العدو الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية، اما في الداخل خلافاتنا سياسية، وليس لنا اعداء وانتصاراتنا لكل اللبنانيين»،وانطلاقا من ذلك شدد على ان «التوافقات تبقى قدر اللبنانيين ومرتكز صيغتهم السياسية وقوتهم».

وقد بدأ السيد صفي الدين كلمته بشرح مستفيض لما شهده لبنان منذ الطائف وقبله وبعده، والرهان على منطق التسوية الدولية والاقليمية التي حكمت لبنان منذ الطائف، وما نتج عن ذلك وتم ضياعه، مقابل ما كانت تنجزه المقاومة من انتصارات في تحرير جنوب لبنان وحرب تموز،وهذا ما يثبت صحة ومنطق المقاومة.

انقلاب اميركي على كل الطبقة الحاكمة

وحمّل السيد صفي الدين، الاميركيين المسؤولية الكاملة عما يتعرض له لبنان، وقال:»علينا ان نعترف انهم اقوياء ولديهم مخالب ومشاريع قادرة على التعطيل، الاميركيون قد يتخلون عن كل العالم الا عن لبنان، وهذا يظهر من حجم السفارة الاميركية التي يقيمونها في عوكر، وكشفت عن ذلك بوضوح سفيرتهم في لبنان».واستطرد بالقول «الاميركيون مسؤولون عن كل الازمات السياسية والاقتصادية والمالية،يخنقون بلدنا خدمة لمصالحهم المشتركة مع الاسرائيليين».

وكشف صفي الدين عن «محاولة اميركية للانقلاب على كل الصيغة السياسية القائمة، وتحديدا على المنظومة الحالية لانتاج منظومة جديدة بوجوه جديدة عبر الجمعيات المعروفة،ويتبين ذلك من خلال ضرب الواقعين السياسي والاقتصادي»،وتابع «هذا النهج يصيب كل اللبنانيين وبنية المقاومة،لكنه يصيب ايضا حلفاء اميركا وركائز مشاريعهم السياسية التي تصب لمصلحة الغرب ويضغط عليهم»، اضاف «حزب الله يواجه هذه التعقيدات ومخاطرها باعتماد الواقعية السياسية التي تحاكي اوضاع بلدنا بعيدا عن رغاباتنا، هذاهو منطقنا وعملنا حاليا، والمقاومة قوية وصلبة بقيادتها وجهوزيتها وحلفائها وجمهورها وانجازاتها، ونحن دخلنا الى سوريا بعد ان شعرنا بوصول الامور الى مندرجات خطيرة، ودعمنا الجيش العربي السوري في الانتصار على كل ارهابيي العالم، واذا شعرنا ان الاوضاع في بلدنا جراء السياسات الاميركية وصلت الى مرحلة الانهيار الكامل والفوضى، عندها قد تأخذ الامور مسارات مختلفة ونهجا مغايرا وحاسما من حزب الله، ولانتوقع مثل هذا السيناريو مطلقا، واكبر دليل تراجع الاميركيين مؤخرا، ومعلوماتنا، ان مسؤولين اميركيين اتصلوا بمسؤولين مصريين واردنيين للاسراع بدعم حكومة نجيب ميقاتي عبر ايصال الغاز المصري والكهرباء من الاردن كي لايحصل الانهيار ويقع لبنان في قبضة حزب الله».

حريصون على كل حليف

وعن اوضاع الحلفاء ، قال صفي الدين «حريصون على كل حلفائنا وعلى كل حليف، ونبذل جهودا للتقريب بين الحلفاء ، والاجتماعات متواصلة، بعضها اعلن عنه والبعض الآخر عقد بعيدا عن الاعلام، وعلى حلفائنا ان يساعدوننا في هذا الامر، لاننا لا نتدخل في سياساتهم وقرارتهم الداخلية، والاتصالات ان شاء الله تصل الى خواتيم سعيدة».

الانتخابات لن تغيّر شيئاً

وعن الاتتخابات، اكد ان «حزب الله بات جاهرا لهذا الاستحقاق منذ شهرين تقريبا، والاجتماعات قائمة مع حلفائنا، وهدفنا الحصول على الاكثرية النيابية، وتوافقنا في بعض الدوائر،وهناك دوائر بحاجة لبحث معمق واشمل، لكن صدقوني ان الانتخابات النيابية وحتى الرئاسية وحتى المنادون بطائف جديد، كل ذلك لن يشكل مخرجا وحسما للمشاكل وحلا للخلافات كما يدعي البعض ويهوّل بان الانتخابات آخر الدنيا وستفتح البلد على مسار جديد واكثرية جديدة،هذا وَهم وسراب يعيشه البعض، ونقول لهؤلاء جميعا وحده التوافق يبقى المرجع الحاسم على اي جواب سياسي كبير والسعي اليه، هذا هو هدف حزب الله، ويجب ان يكون هدف الآخرين مهما كان صعبا عليهم، فالتجارب التي مر بها لبنان يجب ان توصل الجميع الى قناعة والى حتمية البحث عن قاعدة صلبة، قوامها التوافق، ونحن جاهزون لذلك، لكن القضية تبقى من الانطلاق من ارادة الخروج من اي رهانات وارتهانات للخارج والاستناد الى المصلحة الوطنية المستقلة».

حلفاء المقاومة والتباينات

وكشف صفي الدين بكل وضوح، «ان حلفاء المقاومة مجمعون على الوقوف معها، وهو إجماع صادق وإستراتيجي ويشكل أساساً لمفهوم التحالف، لكنه يكاد يكون المشترك الوحيد الذي يجمع الحلفاء، مقابل تباينات وخلافات حول الأولويات في التعامل مع الملفات الداخلية، مما حال ويحول دون توحيد الرؤية لتشكيل أغلبية حاكمة ومتماسكة، لكن حزب الله لم ييأس ولن ييأس من مواصلة المحاولة لتوسيع دائرة المشتركات بينهم».

ملف المرفأ..والعودة الى الحكومة

وفي ملف المرفأ وقضية القاضي بيطار، كشف السيد صفي الدين «التباين مع التيار الوطني الحر حول أولوية هذا الملف في اهتمامات الحكومة، لكنه متمسك بمعادلة حزب الله القائمة على الاعتبارات الوطنية والأخلاقية والمصلحية معاً، بالتمسك بالأصدقاء والحفاظ على حد المشتركات الذي يرتضونه والسعي لتوسيع نطاقه بكل صبر وأمل».

وحول عودة الثنائي الى اجتماعات الحكومة قال السيد صفي الدين، «ببساطة ومن دون حاجة لتحليلات سمعناها من البعض، وصلنا الى نقطة شعرنا ان لا امكانية للاستمرار بالمقاطعة، لأن لا قدرة للناس على تحمل المزيد في ظل حجم المشاكل الضاغطة، وغياب افق لتحقيق تقدم في الملف عبر الاستمرار بالمقاطعة، وان كان تفسير هذا تأكيداً لمحدودية قدرتنا، فليكن. فهذه هي الواقعية التي نقارب بها الملفات والقضايا، وكان قرارنا مفاجئا، هذا هو لبنان، وحزب الله لا يصيبه غرور الأنا، ويتوهّم بغرور القوة. وواقعية حزب الله هي بتواضعه»..

ترسيم الحدود

وانتقل صفي الدين الى الحديث عن موضوع ترسيم الحدود وقال:»نحن متواضعون جدا، حزب الله لايستطيع تحمّل فتح كل الملفات دفعة واحدة، صدقوني بذلك، ليس عندنا القدرة»، ومن هذه النقطة انتقل الى موضوع الترسيم وقال: «الإجماع الذي تحقق في الدولة اللبنانية حول مزارع شبعا ليس قائماً حول الخط 29 لترسيم الحدود البحرية، حزب الله يلتزم الموقف القائم على حماية الحدود السيادية التي تقرها الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها، لا ينحاز لأي من المقاربات الخاصة بالترسيم، ولو أنه يتمنى أن تكون حدود السيادة هي الأبعد مدى».

الوضع الاقليمي

في الملف الاقليمي، وضع السيد صفي الدين النبرة العالية للكلام عن الوهابية «في دائرة الردّ على الاستهداف الداعشي والهجمات علينا، وليس في دائرة استهداف الطائفة السنية الكريمة، فليس لدى حزب الله خطة تصعيد، وبالمقابل ليس لديه الاستعداد للصمت على الاستهداف».

وعن فرضية التفاهم السعودي - الإيراني ومفاوضات فيينا وتأثيرها على موقف الحزب داخليا، أكد السيد صفي الدين «أن المقاومة بلغت درجة كبيرة من القوة في مشروعها وحضورها ومقدراتها،ومحادثات فيينا لم تتطرق الى سوريا او لبنان او الصواريخ، وكل ما يريده الاميركيون الحفاظ على نسب معينة من التخصيب، فيما مطلب ايران رفع العقوبات بشكل كامل والحفاظ على سيادتها، اما السعودية والامارات فانهما يدركان جيدا حجم التبدلات الاميركية في المنطقة والخوف على مصالحهما، ويسعيان الى تحسين العلاقات مع ايران، وقد وافق السعوديون في الاجتماع الاخير على عدم التطرق الى الملف اليمني بعد ان كان اوليتهم المطلقة في الاجتماعات الاخيرة، وربما المفاوضات تكون ايجابية للمقاومة، سواء كانت متغيرات نحو التسويات أو المواجهة، فالمقاومة ليست بنداً على طاولة التفاوض، وهي المشروع الأقدر على احتواء المتغيرات والاستثمار على عائداتها سواء أكانت تصعيداً ام تهدئة، وسلاح المقاومة باق ويزداد قوة، ومن يتعمّق بقراءة كل إنجاز يمكن افتراض تحقيقه عبر ما يجري في الإقليم، سيكتشف أن حضور المقاومة عامل حاسم في صناعة هذا الإنجاز».

وأخيرا ، تناول السيد صفي الدين مسألة الهوية الجامعة التي تصلح للبنان واللبنانيين، فاستعرض تاريخ لبنان القائم على تعدّد الهويات الثقافية والطائفية والمذهبية، وفشل صيغة لبنان الكبير ولبنان الاستقلال في صناعة تفاهم على هوية جامعة، واعتبر «أن هذا التعدد في الهويات هو جوهر الهوية اللبنانية، التي تشبعها توليفة تقوم على أحادية الوصف التي يمكن أن تقدمها الهوية العربية»، نافياً أن «تكون الفدرالية والكونفدرالية جواباً على أزمات لبنان ومنها أزمة الهوية»، مؤكداً رفضها بالمطلق، وواصفاً دعاة الفدرالية «بالغاضبين من فشل مشروعهم، على طريقة الزعل والحرد. فالفرز بين اللبنانيين على أساس مناطقي او طائفي هو الاستحالة بعينها، عدا عن أنه لا يجيب عن الأسئلة الحقيقية التي تطرحها الأزمات».

وجدد القول «إن لا مستقبل للبنان واللبنانيين خارج التوافق، وأساسه التوافق على هوية، تبدأ من الإقرار بقدر العيش معاً على هذه الجغرافيا المكوّنة من الـ 10452 كلم مربعاً، والمطلوب هو الانتقال من مشروع البحث عن هوية الماضي الى صياغة هوية للمستقبل. فالماضي لن يضخ في الهوية الا الهواجس، وقد باع اللبنانيون واشتروا في القلق فبنوا وطناً هشاً سريع التفسخ والارتهان للخارج، وعندما يقررون البحث بمصير مشترك لوطنهم من موقع إراداتهم الحرة والمستقلة المتعلقة فقط باستكشاف المصلحة الخالصة للبنان واللبنانيين، سيجدون أن الأمر سهل وبسيط ومتاح، وحزب الله ينتظر ويسعى لبلوغ اللبنانيين هذه اللحظة من النضوج بكل انفتاح خارج إطار ما يحاول البعض رميه به من اتهامات حول سعيه لجمهورية إسلامية وروزنامة إيرانية وولاية الفقيه».

وأكد ان أولوية حزب الله لبنانية وتنبع من إيمانه بتوصيف نفسه كحزب لبناني عن قناعة ويقين، وليس سعياً لإرضاء أمزجة أو تفادي غضب أمزجة أخرى. فحزب الله اللبناني يؤمن أن المقاومة تشكل الجحر الأساس في صياغة أية هوية للبنان السيد المستقل، وهذه المقاومة التي تشن عليها الحروب في الإقليم لإضعافها، هي التي تفرض على حزب الله فتح عينيه وأذنيه لما يجري في الإقليم، لكن دائماً من موقع حرص الحزب على كونه حزباً لبنانياً يؤدي مصلحة وطنية لبنانية لبناء شبكة مقاومة تحصّن مقاومته وتحميها».

اخترنا لكم
المرتضى: الاساءات الى طائفة الموحدين الدروز مستهجنة تخدم العدو ومرتكبها حسابه عسير
المزيد
"المرحلة الثانية" من الحرب تُلهب لبنان
المزيد
باسيل: لبنان يواجه مشروعا تدميريا لإخضاعه والحل بتطبيق الـ1701 بمرحلتيه
المزيد
بلدٌ يغرقُ.. يغرقُ.. يغرقُ!
المزيد
اخر الاخبار
3365 شهيدا و 14344 جريحا منذ بدء الحرب
المزيد
لقاء بين هوكشتاين والجميّل: مصالح لبنان أولوية في أي تسوية
المزيد
اسرائيل تعلن "حدثا صعبا جدا".. مقتل 7 من جنودها بانهيار مبنى مفخخ في عيناتا
المزيد
السعودية تحذر من خطورة تصريحات سموتريتش حول بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
القرار 1701... تطبيقٌ جزئيّ وانتهاكاتٌ واسعة
المزيد
القرار 1701 تجاوزه الزمن وانتخاب الرئيس مرتبط بالتسوية؟
المزيد
انخفاض في أسعار المحروقات
المزيد
بلينكن: نعمل بكثافة لتطبيق القرار 1701 بفعالية وعلى حزب الله التراجع عن الحدود
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
دراسة تنسف المعتقد الشائع بشأن "ردع أسماك القرش"
أكبر حيوانات الأرض مهددة بالانقراض!
تقرير: مستوى قياسي لانبعاثات الكربون العالمية في 2024
سماء الأرض تستعد لاستقبال آخر قمر عملاق لعام 2024 برفقة "الشقيقات السبع"
أستراليا تدرس حظر استخدام وسائل التواصل للأطفال دون 16 عاما
اكتشاف الثقب الأسود "الأكثر شراهة" على الإطلاق