#الثائر
انها الذكرى الاعز على قلب ابناء منطقة الدوار عيرون مار موسى المقاومين… فعلى الرغم من عظمة التضحيات واعداد الشهداء تبقى للتاريخ هذه الذكرى رمز من رموز البطولة والتضحية… نأخذ منها القوة والايمان لنستمر على طريق الحق… طريق الصمود الذي اعاد للانتفاضة حياتها، وحافظ على صمود المناطق الاخرى منذ 36 سنة.
ترأس الذبيحة الالهية سيادة المطران انطوان ابي نجم راعي ابرشية انطلياس المارونية يعاونه الاب سليم الاشقر والاب نعيم صقر. حضر الاحتفال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل الشيخ سامي الجميل، رئيس اقليم المتن الشمالي النائب المستقيل الياس حنكش، وعدد من الفعاليات السياسية والرسمية ورؤساء البلديات المجاورة والمخاتير. كما شارك في الاحتفال عضو اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي الاسلامي المدير الاداري لمجلتي العنفوان ودرون نيوز الاستاذ جورج صقر وعقيلته السيدة هيام صقر.
وتحدث سيادة المطران انطوان ابي نجم في عظته عن الحياة المسيحية عموما والحياة الرهبانية خصوصا التي تسعى الى القداسة فقال: القداسة هي جهاد يومي ومقاومة لروح الشر مثلما قالت رسالة افسس” البسوا درع البر وسلاح الله الكامل لتستطيعوا المقاومة… احملوا ترس الايمان – ضعوا خوذة الخلاص – تقلدوا سيف لروح… لأن مصارعتنا مع ولاة هذا العالم … عالم الظلام…”
فنحن نعشق المسيح دون سواه… قضيتنا هي المسيح… لا قضية غيره… هو الحق والحقيقة… والشهيد الحقيقي هو من مات من اجل حقيقة المسيح. في مثل هذا اليوم ضحى شهداؤنا بحياتهم من اجل هذه الحقيقة ولولاهم لما كنا نحن الليلة هنا. لقد برهن شهدائنا بأن الخير في النهاية سينتصر على الشر. لقد قاتلوا وقتلوا دفاعا عن النفس وعن الاطفال والنساء والعجزة…
القتل ان لم يكن دفاعاً عن النفس وعن الحرية هو عمل جبان… ومن يقتل هو انسان ضعيف الشخصية، لا يجرؤ ان يواجه الحقيقة… وهذا ما حدث في حياة المسيح… لم يستطيعوا مجاراته في الحقيقة لأنه هو كان الحقيقة فقتلوه ليرتاحوا… لكنه قام في اليوم الثالث وانتشر الانجيل في جهات العالم الاربعة.
اننا اليوم مع شهداؤنا نجدد إلتزامنا بحقيقة المسيح واستعدادنا لنموت في سبيله وهذه هي القداسة. مع القديس البار انطونيوس وشهدائنا نعلن عشقنا للمسيح والموت في سبيله.
وكانت كلمة لرئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل تحدث من خلالها عن اهمية هذه الذكرى فقال: لو سقطت الدوار كانت انتهت مقاوتنا… المواجهة كانت في “عيرون” وعلى بعد بضع امتار شكل رجالنا حائط بشري في وجه الجيوش الزاحفة… وقفة عز وبطولة حالت دون سقوط بكفيا …وانتهاء المسيرة.
جزء كبير من الابطال الاحياء يحملون معهم ذكريات مؤلمة من رحيل اصدقاء و اشقاء. شباب المقاومة ساعدوا اهل الدوار في المعارك… قبل وبعد… من كل الاقسام القريبة توجه شبابنا في هذا النهار لمساندة اخوتهم وبفضل تضحياتهم ما كنا لنكون هنا نحتفل بالقداس الالهي في كنيسة ما انطونيوس الكبير – الدوار.
وتابع فقال: “اود ان اشكركم سيدنا على هذه العظة المعبرة التي هي عبارة عن رسالة موجهة الى كل فرد منا حول الانسان المسيحي. المسيحي ليس على الهوية، بل هو الانسان الصادق الذي يقول الحق ويشهد للحق ويضحي بنفسه للحق من اجل الاخرين. هذا هو المسيحي وهذه هي الحياة المسيحية الحقيقية. هذا هو دربنا وهكذا هي حياتنا… نسعى للشهادة ولا ندعي القداسة.
نحاول ان نكون مسيحيين صالحين في كافة سبل حياتنا… لا نضع مسيحيتنا على جنب عندما نتعاطى الشأن السياسي. وهذا اليوم بالنسبة لنا ممكن ان يضرب به المثل حول مدى تعلقنا بهذه الارض المقدسة. اننا نعتبر بأن جزء منا مغروس بين تراب هذه الارض يحتضن ارز الرب… لنا اخوة واصدقاء ضحوا لنتعلم منهم ان نصمد… وان لا نستسلم، وان لا نفقد الامل… او نتراجع او نساوم.
معركتنا اليوم سيدنا هي كما تفضلت وقلت في العظة تتجسد بشهادتنا للحقيقة والحق. نحن مستمرون في العمل لبناء وطن افضل مع كل الشرفاء الذين يشاركوننا فكرنا ومبادئنا. نعمل لنبني لكل انسان لبناني حياة ملؤها الكرامة وبعيدة كل البعد عن الذل… نقاوم سويا الفساد الذي يسعى لأسر حياتنا… فيستعيد كل لبناني حياته وكرامته… مرفوع الهامة… لا يهاب الغد وما يخفيه لنا.
اننا نسأل الله ان تبقى سيدنا الراعي الصالح الذي عهدناه وان تزداد محبة الناس لكم يوما بعد يوم. اننا نقف الى جانبكم ونشكركم على حضوركم معنا اليوم. كما اسأل الرب ان يحفظ عائلتي الكبيرة في الدوار… الله يحميكم من كل شر وشرير.
وختم كلمته بالقول: اننا خسرنا بسبب الوباء خيرت شبابنا في ظل ازمة اقتصادية جدا صعبة تمر بها البلاد. ولكن نحنا لبعض، وسنبقى لبعض… ولن نترك بعضنا البعض، الى ان نتخطى هذه الايام الصعبة. نسأل الله بشفاعة القديسين و صلوات شهدائنا الابرار ان تمر هذه المرحلة بأقل ضرر ممكن ونعود لبناء بلدنا الذي كنا دوما نحلم به. هذا حلمنا وهذه معركتنا ولن ننهزم ولن نترك ارضنا. باقين هنا… متمسكون بكل شيء حاربنا من اجله من قيم واخلاق وثقافة.