#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وزادَ... في الطينِ بِلَّةٍ مرورُ الصواريخِ الاسرائيليةِ في سمائنا لتعمِّقَ حالةَ الرعبِ والقلقِ والخوفِ والغضبِ عندنا جوّاً وبحراً وبراً.
بلدٌ يفقدُ اكثرَ فأكثرَ سيادتهُ في كلِّ شيءٍ وإينما كانَ...نموذجُ الدولةِ الفاشلةِ التي تفقدُ كلَّ معاييرِ الدولةِ...
في الامنِ، في السيادةِ، في الحريةِ، في الرعايةِ الاجتماعيةِ، وفي القانونِ،وفي أدنى حقوقِ الانسانِ..
هنا نعيشُ في هذا النموذجِ، وفي الأدغالِ، حيثُ تتصارعُ الاحقادُ مع النكاياتِ، مع المذهبيةِ والطائفيةِ والزبائنيةِ،
ويدفعُ الضعيفُ ثمنَ صراعِ مَن يعتبرونَ أنفسهم كباراً وقروشاً واسوداً...
وهم في غدرةِ الزمانِ عصابةٌ او زمرةٌ من "التقال الدم"، جاءت بهم الصدفةُ لتحكمَ الناسَ بهم.... فغدروا وطعنوا وقتلوا وهجَّروا واذلُّوا وجوِّعوا..
***
الأنكى ان "حسان" استفاقَ من كبوتهِ، وطالبَ برفعِ شكوى ضدَّ العدوِ لاختراقهِ الاجواءَ اللبنانيةَ،
وهو الذي نامَ منذُ سنةٍ، ولم توقظهُ صرخاتُ الناسِ الجائعةِ والغاضبةِ...
في الدولةِ الفاشلةِ... تُستباحُ القوانينُ والمحظوراتُ والحدودُ والمعابرُ،
وتصبحُ الدولةُ "حارة كل مين إيدو إلو"،
لتتجذَّرَ بعدها معطياتُ ومقوِّماتُ الاداراتِ الذاتيةِ المناطقيةِ والحكمِ الذاتي بالصحةِ والامنِ والمحروقاتِ والطحينِ والاتصالاتِ...
***
صحيحٌ أن بارقةَ أملٍ جاءت بالأمسِ مع العرضِ الاميركيِّ لتسهيلِ نقلِ الغازِ المصريِّ عبرَ الاردن وسوريا،
وبالتنسيقِ الماليِ مع البنكِ الدوليِّ لتأمينِ حاجاتِ كهرباءِ معمل دير عمار، ولكن لماذا تأخَّرنا؟
وكيفَ تمَّ تجاوزُ قانونِ قيصر، وهل سيتمُّ دفعُ بدلاتِ مرورِ الخطوطِ في الاردن وسوريا، ومتى يتمُّ تصليحُ الخطوطِ والبنيةِ التحتيةِ؟
ومتى نصبحُ جاهزينَ؟ وهل هذهِ اشارةٌ دوليةٌ لمنعِ سقوطِ وإنهيارِ لبنانَ نهائياً، عبرَ تأمينِ الكهرباءِ بعدَ خطوةِ دعمِ الجيشِ لوجستياً. وان كانَ ذلكَ غيرَ كافٍ..
***
في الانتظارِ... الإنهيارُ يسابقُ كلَّ نقطةِ ضوءٍ... والناسُ لم تعد تجدُ صفيحةَ بنزين مع توقفِ عددٍ من الشركاتِ عن التسليمِ بإنتظارِ التسعيراتِ الجديدةِ التي ستكونُ كارثيةً على الناسِ:
صفيحتا بنزين تساويانِ بسعرهما الحدَّ الأدنى للاجورِ...
كيفَ يعيشُ الناسُ؟ ومَن أينَ يأكلون؟
هل بالبطاقةِ التمويليةِ المجهولةِ مصدرِ التمويلِ،والتي لن تبصرَ النور، واذا ابصرتْ النورَ، فبعدَ ثلاثةِ اشهرٍ، ولن تسدَّ الحاجاتِ الاساسيةَ الاَّ لربعِ الناسِ الذينَ تحتَ خطِ الفقرِ؟
ومن الان وحتى اشهرٍ، ستكونُ البطاقةُ التمويليةُ لدواعٍ انتخابيةٍ...
ولكنْ ماذا عن العائلاتِ المتوسطةِ؟
وماذا عن العائلاتِ التي كانت ميسورةً وأفقدتها إنهياراتُ العملةِ المتتاليةِ، وتجميدُ الودائعِ في المصارفِ،
افقدتها ما كانَ لديها من مالٍ وعزٍّ وكرامةٍ...
الجميعُ متساوونَ في الخوفِ والقلقِ من الغدِ الذي لن يأتي بمخارجَ، خصوصاً عندما نعودُ لنسمعَ بشكلٍ متكرِّرٍ أن التعافي لن يكونَ قبلَ عشرينَ عاماً...
***
بالأمسِ قالَ الوزير السابق غسان سلامة ان الحنينَ للبنان الماضي مضيعةٌ للوقتِ...
نعم خسرنا لبنانَ الماضي ولنْ يعودَ...
الاسوأُ ان لبنانَ المستقبلِ لن تُرسم معالمهُ قبلَ ان ترسمَ معالمُ المنطقةِ التي تعيشُ مخاضاتِ الاتفاقاتِ والمفاوضاتِ والمساوماتِ..
والى ذلك، لبنانُ الحاضرُ في العتمةِ...
ولنْ تنقذهُ حكومةُ "النجيبِ العجيبِ" التي إذا وُلِدتْ، لن تنقذَهُ منِ الموتِ...