#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ونعودُ من " الشعبويةِ " التي اتُّهمنا بها ، وهي في الاساسِ ليستْ تهمةً إذا كانتْ مشتقةً من " الشعبِ " فنحنُ من الشعبِ وإلى الشعبِ نعودُ .
نعودُ من الشعبويةِ كما قلنا ، إلى رئيسِ الحكومةِ الذي جعلَ من الفشلِ موقعاً لا استغناءَ عنهُ .
لقد "جاؤوا بالنجيبِ العجيبِ" مُدركينَ ان عملهُ الحكوميَّ ليسَ سوى الوعودِ والمناورةِ والمغامرةِ وتدويرِ الزوايا للوصولِ، مهما أنهارَ الوضعُ، إلى الانتخاباتِ النيابيةِ المفروضةِ والمشروطةِ عليهِ اوروبياً ودولياً ، ومن هذا المنطلقِ الاليمِ للبلدِ وشعبهِ على كافَّةِ الصُعُدِ .
***
"جاءَ النجيبُ" لينفِّذَ أجندةً دوليةً من بندين :
1- الانتخاباتُ النيابيةُ .
2- الاتفاقُ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ .
انفجرتْ في وجههِ قنبلةُ المحققِ العدليِّ، في قضيةِ إنفجارِ المرفأِ، القاضي طارق البيطار ،
اعتقدَ على عادتهِ بأنهُ يستطيعُ " تدويرَ هذهِ الزاويةِ " ليكتشفَ هذهِ المرَّةَ أن لا زوايا ليُدوِّرها على الاطلاقِ فوجدَ نفسهُ في الزاويةِ :
اخترعَ هرطقةً إسمها التفريقُ بينَ الحكومةِ ومجلسِ الوزراءِ ، فقالَ عبارتهُ الشهيرةُ " الحكومةُ ماشيةٌ ولكنَ مجلسَ الوزراءِ مش ماشي" ، كأنهُ بهذهِ الهرطقةِ استطاعَ تمريرَ هذا " الإختراعِ العجيبِ " على الناسِ .
فأصبحَ يعقدُ اجتماعاتٍ وزاريةً في السرايا كبديلٍ لجلساتِ مجلسِ الوزراءِ .
لكنَ هذهِ الهرطقةَ لا تمرُّ ، فلو كانَ بالإمكانِ ممارسةُ السلطةِ التنفيذيةِ من خلالِ اجتماعاتٍ وزاريةٍ، لَما كانَ الدستورُ قالَ " تُناطُ السلطةُ الإجرائيةُ بمجلسِ الوزراءِ مجتمعاً " .
فيا دولةَ الرئيسِ خفِّفْ من " البهلوانياتِ الدستوريةِ، " وعُدْ إلى نصِ " الكتابِ" أي الدستور ، كما كانَ يُسميهِ الرئيسُ الراحل فؤاد شهاب.
***
الأهمُ من كلِّ ذلكَ أن الأستحقاقَ الديموقراطيَّ الآتي ليسَ مجرَّدَ انتخاباتٍ فقط بل هو استفتاءٌ على خياراتٍ،
لكنَ الأهمَ من كلِّ ذلكَ هو الاشخاصُ وسمعتهمْ وأداؤهمْ، سواءٌ في مؤسساتهمْ او في المناصب التي هم فيها قبلَ ترشحهمْ .
لا يتسعُ المجالُ اليومَ لتعدادِ كلِّ المرشحينَ الذينَ يفتخرُ بهمْ مجلسُ النوابِ ، وسنقفُ بجنبِ كلِّ مرشحي لبنانَ الجديدِ، متى وصلوا إلى الندوةِ البرلمانيةِ ، وبهمْ يبدأُ بناءُ الدولةِ التي هدمها افسدُ فاسدي العالمِ.
ولكن ماذا عن الترشيحاتِ النسائيةِ في لوائحِ الثورةِ والاحزابِ والتياراتِ والحركاتِ ؟ إن ترشيحاتِ النساءِ يجبُ أن تكونَ شرطاً قاسياً لمشاركةِ النساءِ في هذهِ الانتخاباتِ المفصليةِ ، فدورُ المرأةِ هو مفصليٌّ.
***
ما رأيكمْ في ان تكونَ هناكَ " لوائحُ المودِعينْ" .
المودعونَ الذينَ فقدوا ودائعهمْ في المصارفِ يتجاوزُ عددهمْ المليونَ مودِعٍ .
هل تعرفونَ ماذا يعني أن يتوحَّدَ مليونُ مودِعٍ في لوائح الوطن؟
هذا هو الزلزالُ الكبيرُ الذي سيهزُّ عروشَ الطبقةِ السياسيةِ الحاكمةِ والمتحكِّمةِ.