#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في بدايةِ العامِ الجديدِ، دعونا نقولها من القلبِ:
لوحةُ الرعبِ كانتْ ستكتملُ لولاكمْ...جيشنا اللبنانيُّ الآبيُّ.
وكلُّ الآفاقِ كانت ستبدو مسدودةً لولاكمْ…
فشكراً لأنكمْ هنا، وليمنحكمْ اللهُ كلَّ العزمِ والقوةِ لتبقوا حُماةَ الشعبِ والوطنِ…
شكراً لكم العمادُ القائدُ جوزف عون، والشكرُ لا يكفي لنعبِّرَ عَمَّا في القلبِ من امتنانٍ،
شكراً لكمْ يا جنودنا البواسلَ المباركينَ،
وليحملْ العامُ الجديدُ لكمْ ولشعبنا كلَّ الآمالِ الطيِّبةِ،
فروحُ الوطنِ أنتمْ، وحُلمُ الشعبِ أنتمْ،
وبيرقُهُ الشامخُ الصامدُ في وجهِ الرياحِ…
***
كيفَ عسانا نقولُ شكراً لهذا الجندي الواقفِ في عتمةِ البردِ القارسِ،
يطوي الليلَ بحبِّ وإخلاصٍ، كي يسهرَ الناسُ بسلامٍ؟
فقط، لو يعرفُ الذينَ يجبُ أن يعرفوا: "عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ" على هذا الجنديِّ وكلِّ أفرادِ المؤسسةِ؟
أن هذا الجندي لا يحملُ بضعَ ليراتٍ يحتاجها للعودةِ إلى والدةٍ تنتظرهُ في القريةِ، ليعانقها ويقولَ: كلُّ عامٍ وإنتِ بخيرٍ؟
أن هذا الجنديَّ لا يملكُ ثمنَ "سندويش" يتشاركهُ مع صديقٍ أو صديقةٍ في ليلةِ رأسِ السنةِ!
هل تعرفونَ يا هؤلاءِ، يا افسدَ فاسدي القرنِ العشرين، ماذا فعلَ فَسادكمْ بنا حتى افتقرنا،
وماذا فعلتمْ بالعسكرِ حتى صارتْ رواتبهم في حدودِ 70 دولاراً… وقد تهبطُ أكثرَ؟
هل تعرفونَ أن أؤلئكَ الجنودَ، الواضعينَ دماءهمْ على الأكُفِّ،
يبحثونَ عن أيِّ عملٍ شريفٍ، بعدَ دوامِ الخدمةِ، مقابلَ بضعَ ليراتٍ،
لعلَّهمْ يطعمونَ الأولادَ حتى نهايةِ الشهرِ؟
***
عندما سقطَ الجميعُ في امتحانِ الوطنيةِ والنزاهةِ والأخلاقِ، وحدهُ الجيشُ لم يسقط، فهل تكافئونهُ هكذا؟
واليومَ، إذ تراهنونَ على النهوضِ من جديدٍ، بالانتخاباتِ والاستحقاقاتِ الآتيةِ،
وحدهُ الجيشُ سيحمي الانتخاباتِ ويضمنُ الاستحقاقاتِ. فهل تكافئونهُ هكذا؟
***
بورِكتْ فيكَ العينُ الساهرةُ، عينُ القيادةِ المخلصةِ الواعيةِ الحكيمةِ.
كلنا معكَ، وقلوبنا معكَ،
فكلُّ عامٍ وأنتَ باقٍ مرفوعَ الرأسِ...!