#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ساعاتٌ قليلةٌ، ويلفظُ العام 2021 أنفاسَهُ الأخيرةَ. فماذا عسانا نقولُ؟
أيُّ كلامٍ نقولُهُ سيبقى قاصراً عن وصفِ الكارثةِ...
وأساساً، أسألُ نفسي:
هل يحقُّ لي أن أمارسَ ترفَ الكتابةِ، فيما الناسُ، ونحنُ منهم، يتعذَّبونَ فعلاً ويموتونَ كلَّ يومٍ ألفَ مرَّةٍ؟
وأسألُ نفسي:
هل يحتاجُ المعذَّبونَ المقهورونَ إلى المزيدِ من الكلامِ والشكوى والأنينِ؟
أصارحُكمْ يا أهلي وأبنائي وإخوتي في هذا الوطنِ،
كنتُ أتمنَّى لو أن مقالي هذا يُطعِمُ خبزاً لجائعٍ، أو يقدِّمُ حبَّةَ دواءٍ لمريضٍ، أو يُدخلَ طفلاً شريداً إلى المدرسةِ…
ولكنْ، هذهِ رسالتنا، ونحنُ منذورونَ للكلمةِ، منذُ زمنِ الوالدِ المؤسسِ ، والدي الحبيبِ الغائبِ الحاضرِ سعيد فريحه.
وعلى الأقلِ، أعاهدكمْ بأنَ هذهِ الكلمةَ ستبقى معكمْ، رفيقتكمْ الصادقةُ في النضالِ، وستحملُ الرجاءَ بقيامةِ شعبنا...
أعاهدكمْ بأنني في 2022، كما في 2021 ، وكلِّ الأعوامِ التي عَبَرَتْ، سأبقى صوتَكمْ الصارخَ من أجل الكرامةِ والحريَّةِ...
***
ربما يقولُ بعضُنا:
العام 2021، كانَ الأسوأ، وكانَ الأكثرَ إجراماً بحقِّ شعبنا…
صحيحٌ. ولكن، هذهِ المنظومةُ التي لن نَكتبَ عنها اليومَ، ألم تجعلْ كلَّ أعوامنا بؤساً ويأساً وإجراماً؟
ألم يكنْ 2018 عامَ الفسادِ المريعِ وإضاعةِ 11 مليارَ دولارٍ من "مؤتمر سيدر"، تَهرُّباً من الإصلاحِ؟
ألم يكنْ عام 2019 عامَ اغتيالِ حلمِ الشبابِ وكلِّ الشعبِ بالثورةِ السلميةِ النظيفةِ؟
ألم يكنْ 2020 عامَ تدميرِ بيروتَ وسحقِ أهلها، ثمَ تجهيلُ الفاعلِ؟
وقبلَ هذا، سنواتٌ وسنواتٌ، تمادتْ فيها جرائمُ افسدِ فاسدي العالمِ، حتى وصلنا إلى أسوأِ ما يمكنُ أن يبلغهُ شعبٌ ووطنٌ في العالمِ!
***
هل سنلعنُ الزمنَ وعقاربَ الساعةِ التي تدورُ لتعلنَ نهايةَ عامٍ وبدايةَ عامٍ آخرَ؟
لا… فالزمنُ نحنُ نصنعهُ بأيدينا لا بعقاربِ الساعةِ.
والزمنُ الحقيقيُّ هو زمنُكمْ أنتمْ يا أهلي وأبنائي وإخوتي الأحباءَ…
وليكنْ إيمانكمْ راسخاً:
هذا الليلُ سينجلي مهما تَجبَّروا،
والوطنُ النظيفُ آتٍ مهما تأخَّرَ!
***
على رغمِ كلِّ شيءٍ، أعايدكمْ اليومَ بالكلماتِ الخمسِ الصغيرةِ والبسيطةِ، كما نُعايدُ بعضنا بعضاً في رأسِ السنةِ:
كلُّ عامٍ وأنتمْ بألفِ خيرٍ!
وهكذا أطوي صفحةَ المقالِ الأخيرِ للعامِ 2021،
وكلِّي أملٌ ورجاءٌ في أن الوطنَ سيطوي أيضاً صفحتهُ السوداءَ وستشرقُ فيهِ الأنوارُ…
فإلى اللقاءِ في موعدنا المقبلِ يومَ الإثنينِ، بمقالٍ يتجدَّدُ، وفعلِ إيمانٍ يتجدَّدُ.