#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأنَ الموسمَ هو موسمُ العناوينِ الكبيرةِ الفضفاضةِ… "نيالكمْ على فضاوة البال".
سنقولُ للمواطنِ المقهورِ، المنهوبةِ رواتبهُ وودائعهُ: انتظرْ، الله يخليك... ستأكلُ عندما يقرُّونَ لكَ اللامركزيةَ الإداريةَ والماليةَ الموسَّعةَ…
إذا لم يكنْ في هذا العهدِ، فـ"عليك خير" في العهدِ المقبلِ، أو الذي بعدهُ أو ما بعدَ بعدِهِ!
سنقولُ للواقفِ على بابِ المستشفى، فداءً للـ40 مليونَ ليرةٍ المفروضةِ سلفاً لإجراءِ العمليةِ الجراحيةِ: لا تمُتْ الآنَ… انتظرْ ليظبِّطوا لكَ الاستراتيجيةَ الدفاعيةَ…
سنقولُ لأولادنا، عصافيرُ الهجرةِ في موسمِ الفسادِ الطويلِ: "ولا يهمُّكمْ"، انتظروا وستعودونَ. الجماعةُ هنا لا ينامونَ الليلَ وهم يفتِّشونَ عن كلِّ شاردةٍ وواردةٍ لتحقيقِ الإصلاحِ،
لا ينامونَ الليلَ للتفتيشِ عن مَواطنِ الفسادِ ليقتلعوهُ من جذورهِ،
وهم جاهزونَ للتحقيقِ والتدقيقِ أينما كانَ، وللذهابِ بطيبِ خاطرٍ إلى الخطةِ الشفَّافةِ للتعافي!
***
فعلاً، أمرُكمْ عجيبٌ غريبٌ.
وعلى سيرةِ العجيبِ الغريبِ، ضرَبَتْ الغيرةُ صاحبَ القامةِ والهامةِ ، فتحمَّسَ وقالَ:
أنا أيضاً عندي ما أقولهُ…
كانَ درساً في قواعدِ اللغةِ العربيةِ عن الفارقِ بينَ تعبيرين "المُهِمُّ" و"الأهمُّ"…
فشكراً. وإذا كانتْ "المسطرةُ" التي رأيناها منكمْ حتى الآنَ هي "المهمُّ"، فلا نحتاجُ إلى تحليلٍ لنعرفَ ما هو "الأهمُّ" الذي ينتظرنا…
إذا كانَ "المهمُّ" قد أوصلنا إلى هذا المستوى من الجوعِ والوجعِ، فيا ويلَ الشعبِ من "الأهمِّ" الذي تُحضِّرونهُ!
***
بـ"المُهمِّ"، جرى نهبُ الودائعِ بنسبةِ 85%، وبـ"الأهمِّ" سيطلقونَ حاكمَ الهندساتِ العظيمةِ ليمحو أثرَ الـ15% الباقيةِ…
بـ"المُهِمِّ"، جرى إبتلاعُ الرواتبِ والأجورِ في "لعبةٍ شيطانيةٍ" والتعاميمِ البهلوانيةِ وتعدُّدِ أسعارِ الصرفِ،
وبـ"الأهمِّ" تريدونَ إلهاءَ الشعبِ الصامدِ عن نهبِ أموالهِ بفُتاتٍ ضئيلٍ من الدولاراتِ، لا قيمةَ لهُ، "تَرشُّونَهُ" عليهم فيتهافتونَ وينسونَ أصلَ المشكلةِ…
فما أفصحكمْ وأنتمْ تُحاضِرونَ باللغةِ العربيةِ،
وما أبرعكمْ في توزيعِ الوعودِ الرَّنّانةِ، في السياسةِ وفي المالِ وفي كلِّ شيءٍ.
***
والآنَ، وبلا لفٍّ ولا دورانٍ، قولوا لنا:
شو فيه براسكن لهذهِ المرحلةِ؟
لنْ تمرَّ على شعبنا الذكيِّ الواعي المثقَّفِ "هندساتكمْ الشريرةُ" في الأشهرِ الأخيرةِ، بعدَ سنواتٍ وسنواتٍ من التعذيبِ...
لن نصدِّقَ أنكمْ تفعلونَ شيئاً لانتشالنا من نارِ جهنَّمٍ، وأنتمْ دفعتمونا إليها...
أنتمْ مكشوفونَ ومفضوحونْ،
ونعرفُ أن جهنَّمَ ستبقى عامرةً، ما دمتُمْ شياطينها.
***
قد لا يصلُ خيالنا إلى تقديرِ المدى الذي يصلُ إليهِ خيالُكمْ في التآمرِ على الوطنِ وأهلهِ،
لكنَ شعبنا الطيِّبَ الصامدَ يعرفُ جيداً "كوابيسَ آخرَ العامِ"، التي يُحضِّرها شَرُّكمْ لهُ .
وللبحثِ صلةٌ.