#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اليومَ، المجلسُ الدستوريُّ امامَ ثلاثةَ احتمالاتٍ بشأنِ الطعنِ المقدَّمِ من تكتلِ لبنانَ القويِّ حولَ قانونِ الانتخاباتِ.
ردُّ الطعنِ، قبولُ الطعنِ، او لا قرارٌ... وعلى ضوءِ كلِّ احتمالٍ تترتبُ تداعياتٌ.
لكنْ ثمةَ من يربطُ بينَ اتصالاتٍ متسارعةٍ تمتْ في الايامِ الماضيةِ، يمكنُ ان تجعلَ من أيِّ قرارٍ صادرٍ عن المجلسِ الدستوريِّ جسراً للعبورِ نحو تسويةٍ ما، تُحضَّرُ على حسابِ ضحايا المرفأِ وتحقيقاتِ القاضي طارق البيطار...
لكنْ، إذا فتحَ قرارُ المجلسِ الدستوريِّ البابَ امامَ تسويةٍ للبيطارِ تعيدُ بدورها فتحَ بابِ إنعقادِ مجلسِ الوزراءِ،
فهلْ هناكَ مصلحةٌ "للنجيبِ العجيبِ" في إنعقادِ مجلسِ الوزراءِ،
وهناكَ اكثرُ من بندٍ متفجِّرٍ ليسَ لهُ من مصلحةٍ في فتحهِ، من احتمالِ بتِّ مصيرِ حاكمِ البنكِ المركزيِّ الى التصديقِ على خطةِ الحكومةِ للتفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ، الى التعييناتِ الاداريةِ،
التي يُقالُ ان "العجيبَ" فتحَ بابَ المساوماتِ والصفقاتِ عليها قبلَ تشكيلِ الحكومةِ بشكلٍ تكونُ فيهِ هذهِ التعييناتُ رشاوى ومفاتيحَ انتخابيةً...
***
لم تتغيَّرْ الطبقةُ السياسيةُ في لبنانَ للأسفِ،
ولم تبدِّلْ صرخاتُ الناسِ وآلامُهم أيَّ شيءٍ في طريقةِ إدائها ولا ادارتها للبلدِ.
محسوبياتٌ ، صفقاتٌ، مساوماتٌ، محاصصاتٌ، سمسراتٌ، "مرِّقلي تا مرِّقلك"...
هذه عيناتٌ يقدمها رجالُ المنظومةِ السياسيةِ لامين عامِ الاممِ المتحدةِ غوتيريس الذي يزورُ لبنانَ حتى الاربعاءِ المقبلِ وزارَ امس مرفأ بيروت...
لكنهُ استهلَ زيارتهُ بالحديثِ عن الفشلِ في إدارةِ الدولةِ، وبقولهِ ان على القادةِ ان يستحقُّوا شعبهم... هل قالَ "قادةٌ"؟
ماذا تعني كلمةُ "قادةٍ"؟ هل لدينا قادةٌ؟ القادةُ هم من يقودونَ شعبهم ويَسيرونَ امامه ويأخذونه الى الامانِ والاستقرارِ والكرامةِ والعزَّةِ... ويُديرونَ شؤون الناسِ ويؤمنونَ لهم الرعايةَ...
***
أينَ قادتُنا منهمْ؟
أينَ مَن يديرونَ شؤوننا منهم، حينَ نعرفُ انهُ في خلالِ تسعةَ عشرَ يوماً فقط،
اعلنَ اكثرُ من مليونِ و 100 الفِ مواطنٍ لبنانيٍّ فقرهمْ حينَ تسجَّلوا على منصةِ "امان"،
للحصولِ على برنامجِ دعمِ العائلاتِ الفقيرةِ المموَّلِ من البنكِ الدوليِّ، وهو غيرُ البرنامجِ الخاصِ بالبطاقةِ التمويليةِ والتي لم يتأمنْ تمويلُها بعدُ، وحتى ان البنكَ الدوليَّ رفضَ تمويلَ هذهِ البطاقةِ قبلَ ان يتأكدَ من شفافيةِ تمويلِ قُرضهِ الاولِ تحتَ عنوانِ "امان".
***
نعم، خلالَ اقلِّ من عشرينَ يوماً، اكثرُ من مليونِ لبنانيٍّ تسجَّلوا معلنينَ فقرهمْ. بينَ هؤلاءِ للأسفِ... عاملونَ في السلكِ القضائيِّ وفي السلكِ الديبلوماسيِّ وفي المؤسساتِ العسكريةِ وفي الاداراتِ العامةِ، ومن ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ...
صارَ اللبنانيُّ يبحثُ عن مئةِ دولارٍ شهرياً .. مئةُ دولارٍ لتشتري لهُ حبةَ دواءٍ وربطةَ خبزٍ وصفيحةَ بنزينٍ واشتراكَ مولِّدٍ...
فيما دولاراتُ الحاكمِ موزَّعةٌ بينَ المصارفِ و "صيرفة"، والدولارِ الطالبيِّ والدولارِ الديبلوماسيِّ والدولارِ الجمركيِّ والدولارِ الصناعيِّ واللولار.. ودولارِ الانترنتْ المقطوعةِ...
***
واللهُ اعلمُ غداً أينَ سنكونُ من كثرةِ التعاميمِ والتدويراتِ والهندساتِ، حتى لا نقولَ الخُزعبلاتِ الماليةِ والمصرفيةِ..
شعبٌ يئنُ جوعاً وفقراً وألماً وذِلاًّ..
اما قادتهُ فيكفي العالمَ بقولهِ عنهمْ: انهم لا يستحقُّونَ شعبهمْ...!