#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
السيناريوهاتُ المتفائلةُ تتحدثُ عن إمكانِ استئنافِ جلساتِ مجلسِ الوزراءِ بعدَ الاعيادِ، يعني عملياً السنةَ المقبلةَ.
اما السيناريوهاتُ المتشائمةُ فتذهبُ لتتحدثَ عن فراغٍ شاملٍ لا يقتصرُ على غيابِ الحكومةِ، إنما على المجلسِ النيابيِّ فرئاسةِ الجمهوريةِ.. .
عملياً وفي عزِّ الانهيارِ لا مؤسساتٍ ترعى شؤونَ الناسِ الذينَ يغرقونَ اكثرَ فاكثرَ في الفقرِ،
فيما لا همَّ "للنجيبِ العجيبِ" سوى انتظارِ تحديدِ موعدٍ لهُ ليؤدي العمرة في مملكةِ الخيرِ ... لا اكثرَ ولا اقلَ...
***
"النجيبُ العجيبُ" وكما قلنا، العاجزُ عن تنفيذِ الحدِّ الادنى من الشروطِ السياديةِ المُطالَبِ بها، حوصرَ اكثرَ فاكثرَ،
بسلسلةِ اللقاءاتِ الخليجيةِ للاميرِ محمد بن سلمان والتي تبدو وكأنها اجتماعٌ خليجيٌّ مصغَّرٌ، يتلو على لبنانَ مطالبهُ قبلَ ايِّ شيءٍ آخرَ...
فكيفَ يبدو سعيداً الى هذهِ الدرجةِ "النجيبُ العجيبُ"؟
وهل هو مرتاحٌ الى مسارِ عملٍ حكوميٍّ لا يحقِّقُ شيئاً؟ رفضَ رئيسُ الجمهوريةِ الاستمرارَ في توقيعِ المراسيمِ بشكلٍ استثنائيٍّ خارجَ مجلسِ الوزراءِ، وطالبهُ بالدعوةِ لانعقادِ مجلسِ الوزراءِ،
لكنَ النجيبَ المكبلَ بشروطِ من اتوا بهِ لا يتجرَّأُ على دعوةِ مجلسِ الوزراءِ، وذهبَ بالامسِ ليغطي نفسهُ وقراراتهِ بدار الفتوى الحازمةِ والحاسمةِ في شأنِ الامورِ السياديةِ.
لكنْ عملياً ماذا فعلَ غيرَ بيانِ الدعمِ من دارِ الفتوى؟وكيفَ يصرفهُ؟
***
وكيفَ تُحلُّ ازمةُ مجلسِ الوزراءِ وهو مصرٌّ على ارضاءِ الجميعِ في الداخلِ والخارجِ على طريقتهِ في التعاملِ مع الجميعِ بشكلٍ "بهلوانيٍّ كلاعبي الجمبازِ"، الذينَ يتنقلونَ بحركاتهمْ بنجاحٍ شرطَ ان يكونوا محترفين.
"النجيبُ" لاعبٌ غيرُ محترفٍ ومكشوفٌ بحركاتهِ...
لاحكومةَ، لا قراراتٍ، لا بطاقةَ تمويليةً،
وحدهُ حاكمُ المركزيِّ صارَ الحاكمَ الاوحدَ للبلدِ شئنا ام أبينا، وعلى الجميعِ التعاملُ مع تعاميمهِ بكلِّ تداعياتها.
وها هو تعميمُ اللولارِ في سعرِ ثمانيةِ الافٍ، الذي جاءَ على عكسِ قناعاتِ واقوالِ الحاكمِ قبلَ ايامٍ، ليُغرِقَ البلدَ في الفوضى وفي جنونِ الدولارِ وفي التضخمِ، ويحتاجُ الى معاجمَ لتنفيذهِ...
***
الأنكى ان حديثَ "النجيبِ" للاهرام يبدو متفائلاً جداً في كلِّ الملفاتِ، وتحديداً في الانتخاباتِ النيابيةِ وحتميةِ اجرائها،
ولكنْ لا شيءَ يؤكدُ حتى الانَ ان الانتخاباتِ ستجري في اذار اوفي ايار ...
والجميعُ في انتظارِ نتيجةِ الطعنِ التي قد تصدرُ هذا الاسبوعَ والتي قد تُبدِّلُ الكثيرَ من المعطياتِ...
وعلى ذكرِ الانتخاباتِ ...هل سألَ احدٌ ما مصيرُ الانتخاباتِ البلديةِ المقرَّرةِ ايضاً هذا العامَ؟
وعلى ذكرِ البلدياتِ... أينَ بلديةُ بيروتَ من بيروت؟
والعتمةُ تُغرقها في الوحشةِ والنفاياتُ تأكلُ شوارعها، واشاراتُ السيرِ متوقفةٌ، والفوضى والتشوُّهُ يحاصرانِ بناياتها التي لا تزالُ محطَّمةً من إنفجارِ المرفأِ؟