#الثائر
رئيس الجمهورية: منذ سنتين أُطلقنا مشروع المدارس الدامجة للتلاميذ من ذوي الحاجات الخاصة ومنذ ذاك الوقت الى اليوم تمّ تجهيز 30 مدرسة رسمية لهذه الغاية
الرئيس عون: سنواصل العمل مع الوزارات المعنية كي يتم تعميم تجربة الدمج على مستوى الوطن وهناك عمل اكبر يجب القيام به على الصعيد الإنساني البحت واساسه المحبة والإرادة
الوزير الحجار: نأمل المصادقة على الاتفاقية الدولية الخاصة بذوي الحاجات الخاصة وتطبيقها كما التأكيد على تنفيذ القانون 220/2000 وتعديلاته والذي يؤمّن بطريقة افضل حقوقهم
الزعتري: نطالب تامين زيادة مالية استثنائية لمؤسسات الرعاية الاجتماعية ودفع مستحقاتها وتوفير هبات من الجهات المانحة ودعم بدل النقل للأطفال ومربياتهم
احيا لبنان "اليوم العالمي لذوي الحاجات الخاصة"، الذي أعلنته الأمم المتحدة في 3 كانون الأول من كل عام، في احتفال ترأسه لهذه الغاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، بحضور: اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجّار، وممثلين عن الاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة في لبنان الذي ينظم في هذه المناسبة منتدى حقوقي تحت عنوان: "من حقّي".
وأكد رئيس الجمهورية للمناسبة على "ان قضية ذوي الحاجات الخاصة تشكّل بحد ذاتها مدرسة يتعلّم فيها الكثيرون كيفية التغلب على الصعاب، والأنتصار عليها بعزم وتأنٍّ ومثابرة. وهذه قيم نحن بأمس الحاجة اليها للانطلاق قدماً في مسيرة التعافي الوطني."
كلام الرئيس عون جاء في خلال الاحتفال الذي بدا بتحبة من الوزير الحجار، شكر فيها الرئيس عون واللبنانية الأولى على استقبالهما الجمعيات والأطفال من ذوي الحاجات الخاصة، الذين رغبوا بالحضور الى القصر الجمهوري لعرض حقوقهم ومطالبهم.
مطالب الاطفال
ثمّ تحدث كلّ من الأطفال: محمد المولى، زهراء أمهز، هادي مغبط، فاطمة البرجي، كيندا قاسم، وهادي المحمود، فأكدوا "انّ من حقّهم ان يتعلموا". وقالوا: "فخامة الرئيس نحب ان تساعدوننا على النمو، وان تثقوا بنا وتحمونا من العنف." كما اكدوا "ان من حقهم ان يسعوا الى الامام، وان ينتسبوا الى المدارس المتخصّصة كي يحصلوا على الشهادات المطلوبة، بهدف الاندماج في مجالات العمل لاحقا، وتأمين مدخول لعائلاتهم."
وطالبوا كذلك "بأن من حقهم ان يكون هناك من يسمعهم ويأخذ برأيهم، لكي يعيشوا في هذا الوطن بأمان وسلام، من دون مشاكل، وأن يكون صوتهم مسموعا وتكون لديهم أنظمة رعاية صحية."
كلمة السيدة الزعتري
والقت رئيسة المجلس الوطني للخدمة الاجتماعية، نائبة المدير العام لدار الايتام الإسلامية، السيدة سلوى الزعتري كلمة وجهت فيها تحية الى الرئيس عون "بإسم 12 الف شخص معوّق ترعاهم 101 مؤسسة تعنى بخدمات التأهيل والتدريب منتشرة على مساحة الوطن."
اضافت: "بعد 21 عاما من صدور قانون الأشخاص المعوقين 220/2000 لم تصدر المراسيم التطبيقية التي تصون حقوقهم، فهم مواطنون لديهم حاجات، ولهم حق على الدولة في الحماية والرعاية وتوفير ما يضمن لهم العيش الكريم ويسمح لهم الانخراط في المجتمع. إنهم بلا شك يأتون في طليعة الأولويات عند رسم السياسات الاجتماعية لأية دولة، لذلك لم يعد مقبولا ان يبقى القانون حبرا على ورق."
اضافت: "إنّ المؤسسات الاجتماعية المتخصصة التي لها عقود شراكة مع الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والي ارتأت الدولة منذ مطلع الستينيات ان تقوم بتقديم الخدمات المتخصصة من تعليم وتأهيل ورعاية وعلاج نيابة عنها، تتجه اليوم الى الاقفال، والعديد منها اعلن عن عدم قدرته على تقديم خدماته." وطالبت بإعادة اطلاق جملة خدمات لهذه المؤسسات وفق التالي:
- "تامين زيادة مالية استثنائية لمؤسسات الرعاية الاجتماعية عبر تطبيق سعر كلفة 2012 الذي صدر في حينه عن اللجنة المختصة عام 2011.
- دفع مستحقات المؤسسات والجمعيات عن عامي 2019-2020، قبل نهاية العام 2021.
- توفير هبات من الجهات المانحة، للمؤسسات والجمعيات، اضافة الى دعم بدل النقل للأطفال ومربياتهم."
كلمة الوزير حجار
ثم القى الوزير الحجار كلمة شدد فيها على معاني هذا اليوم، معتبراً ان ذوي الاحتياجات الخاصة يشكلون "مدرسة الحياة للذين يتذمرون ويتأففون من الصعاب اليومية العابرة والتي نواجهها واياهم، وهذه المدرسة تتحدى الصعاب وترفض كلمة مستحيل."
واضاف: "بالنسبة الى هذه المدرسة، ان لذة النجاح تكمن في الصعوبة وتحولها الى فرح عظيم، فكل امل مرهون بالارادة، وارادة المعوق هي سلاحه للبقاء، ومعها فإن نجاحه حتمي رغماً عن اعاقته".
وامل الوزير حجار ان تصبح الدولة قادرة وداعمة لهذه الفئة من خلال المصادقة على الاتفاقية الدولية الخاصة بهم والعمل على تطبيقها، كما التأكيد على تنفيذ القانون 220/2000 وتعديلاته بكل مندرجاته والذي يؤمّن بطريقة افضل، حقوق ومصالح ذوي الاحتياجات الخاصة.
واكد انه "منذ تولينا مسؤولية وزارة الشؤون الاجتماعية، نسعى لتأمين عقود اصحاب الاحتياجات الخاصة وتطويرها للمصلحة العامة، وتسريع معاملاتهم في الوزارة ذات الصلة."
رد الرئيس عون
ورد رئيس الجمهورية بكلمة رحب فيها بالحضور في قصر بعبدا، لا سيما في هذا اليوم بالذات، مشددا على انه يولي قضية الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة عناية خاصة، لأنّهم جزء لا يتجزأ من أي مجتمع يضع الكرامة البشرية وصونها لدى جميع أبنائه فوق ايّ اعتبار.
واعتبر الرئيس عون ان الإعاقة امثولة بطولة، فكيف اذا كان الأطفال هم الذين يعطوننا هذه الامثولة، وقال: "ان قضية ذوي الحاجات الخاصة تشكّل بحد ذاتها مدرسة يتعلّم فيها الكثيرون كيفية التغلب على الصعاب، والأنتصار عليها بعزم وتأنٍّ ومثابرة. وهذه قيم نحن بأمس الحاجة اليها للانطلاق قدماً في مسيرة التعافي الوطني." أضاف: "فلنجعل من كل يوم من أيامنا، يوما للاحتفال بالتغلب على صعوبة، فنتحقق جميعنا، انّه يدا بيد نستطيع ان نقيم مجتمعنا من صعوباته. وهذا اكبر تحدًّ لنا، نستطيع ان نتعلّم منه في هذا اليوم العالمي، الذي نحتفل به معاً."
وقال رئيس الجمهورية: "منذ سنتين بالتحديد، كنتم هنا، واحيينا معا هذا اليوم مع وزارة التربية، وأُطلق مشروع المدارس الدامجة للتلاميذ من ذوي الحاجات الخاصة الذين باستطاعتهم متابعة الدروس العادية، ومنذ ذاك الوقت الى اليوم، تمّ تجهيز 30 مدرسة رسمية لهذه الغاية، وسنواصل العمل مع الوزارات المعنية كي يتم تعميم تجربة الدمج على عدد اكبر من هذه المدارس على مستوى الوطن."
وشدد الرئيس عون على ان هناك عملا اكبر يجب القيام به، على الصعيد الإنساني البحت، واساسه المحبة والإرادة. "وانا أوجه تحية خاصة وشكرا خاصا لجميع من يتولى القيام بخدمة ذوي الحاجات الخاصة، من أطفال وشبّان. ونامل ان تتواصل هذه المهمّة، وللجميع كل الدعم واطيب التهاني القلبية."
وفي ختام الاحتفال، قدّم الأطفال لوحة تذكارية الى رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى، اللذين صافحا الأطفال، وتم التقاط الصور التذكارية معهم.