#الثائر
أعلن وزير الصحة العامة فراس الأبيض المقررات والتوصيات الصادرة عن وزارة الصحة العامة في ضوء الارتفاع الذي يسجّله عدد الإصابات بفيروس كورونا ، وذلك في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعا عقدته اللجنة العلمية للأمراض الجرثومية في الوزارة وخصص للبحث في الخطوات الواجب اتخاذها في هذه المرحلة ولا سيما ما يتصل بتعزيز التلقيح ورفع جهوزية المستشفيات.
واستهل الوزير الأبيض المؤتمر بقراءة تفصيلية لأرقام الإصابات، وأوضح أنها تظهر أمرين: أولاً، تصاعد الإصابات لدى الأعمار الشابة ومن هم في متوسط العمر، علماً أن ثمانين في المئة من المصابين من غير الملقحين، ما يؤكد أن اللقاح يساعد على الوقاية من الإصابة بكورونا. ثانياً، يتم تسجيل زيادة في العدوى بنسبة ستة في المئة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة ويترافق هذا الأمر مع افتتاح المدارس. وفي ذلك تأكيد على ارتباط ارتفاع الإصابات بانخفاض نسبة التلقيح وافتتاح العام الدراسي الذي يبقى ضروريا بعد سنتين من التوقف".
وأشار الى أن "مناطق الأطراف في الشمال والبقاع، ولا سيما بعلبك الهرمل، تشهد زيادة في الإصابات بمعدل أعلى من مناطق أخرى ويعود ذلك إلى انخفاض معدل نسبة التلقيح، حيث بلغت 15 في المئة في بعلبك الهرمل و14 في المئة في عكار و23 في المئة في الجنوب، في حين وصلت هذه النسبة في بيروت إلى 57 في المئة وبلغت في جبل لبنان 37 في المئة". وقال "بالمقارنة مع البلدان المحيطة مثل اليونان وقبرص والأردن، نجد ارتفاعاً مماثلاً في عدد الحالات وهو أمر متوقع في موسم الشتاء حيث يزيد انتقال الفيروسات التنفسية بسبب التجمعات في أماكن مغلقة وعدم الإلتزام بإرشادات السلامة".
ونبّه الأبيض من "الاسترخاء الحاصل في لبنان في موضوع إرشادات السلامة العامة"، داعيا إلى "الإبقاء على الحذر وتعزيز الأنشطة التوعوية في وسائل الإعلام".
التوصيات
وعرض وزير الصحة العامة توصيات اللجنة العلمية للأمراض الجرثومية كالآتي:
- تعزيز حملة اللقاح في البلد وفتح المجال للفئات العمرية كلها للحصول على لقاح فايزر. وستصل رسائل لجميع الذين تسجلوا على المنصة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وشجّع الأبيض المواطنين "ولا سيما أهلنا في الأطراف على التسجيل على المنصة للحصول على المواعيد والحؤول دون حصول فوضى في المراكز"، مؤكدا أنه "تم العمل مع منصةIMPACT لزيادة نسبة الرسائل التي سيتم توجيهها". وركز في هذا المجال على "دور البلديات لتشجيع المواطنين على التجاوب مع حملات التلقيح التي تجريها وزارة الصحة العامة".
- رفع القدرة الاستيعابية لمراكز اللقاح وتحويل جزء من هذه المراكز التي كانت مخصصة للقاح أسترازينيكا إلى لقاح فايزر، مع تأمين الدعم للمراكز كي تتمكن من حمل الأعباء الملقاة على عاتقها.
- التنسيق مع وزارة التربية لتشديد الإجراءات الوقائية في المدارس ورفع نسبة الوعي عند المعنيين من أساتذة وتلامذة وأهل وإعادة التركيز على حملة اللقاح التي لم تحقق المستوى المطلوب في المدارس حتى الآن.
ولفت الأبيض إلى "اقتراح تقدمت به اللجنة للتبكير ببدء عطلة الأعياد والشتاء، ما يسمح بإراحة القطاع التربوي واستغلال العطلة لزيادة نسبة التلقيح ورفع جهوزية المدارس".
متحور جنوب أفريقيا: متناولا موضوع متحور جنوب أفريقيا، لفت الابيض إلى استحداث برنامج للترصد الجيني للمتحورات، بجهود من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة، وهو يسمح بتحديد نوع المتحور الموجود. وأوضح أن "الغالبية العظمى من المتحورات المسجلة في لبنان هي من نوع دلتا أو عائلة دلتا"، مؤكداً أن "الوزارة ستواصل ترصد المتحورات إلى جانب الإجتماعات مع منظمة الصحة العالمية لمعرفة الإجراءات الواجب اتخاذها، علما أن ليس لدى لبنان رحلات مباشرة إلى الدول التي يسجل فيها المتحور الجديد".
جهوزية المستشفيات وإمكان الإقفال: وأردف محددا نسبة الجهوزية لاستقبال حالات كورونا في المستشفيات في ظل الظروف الصعبة الراهنة. وأكد أن "نسبة الإشغال للأسرة العادية في المستشفيات الحكومية تبلغ 55 في المئة، ولأسرة العناية 74 في المئة. وتبلغ هذه النسبة للأسرة العادية في المستشفيات الخاصة 54 في المئة ولأسرة العناية 51 في المئة. يؤكد هذا الواقع وجود قدرة استيعابية في حال ارتفعت الإصابات ولكن سنبقي على رفع الجهوزية في المرحلة المقبلة، وبدأ فريق العمل في الوزارة العمل مع المستشفيات لرفع القدرة الإستيعابية بنسبة 30 في المئة في هذه المرحلة".
وردا على سؤال عن إمكان إقفال البلد، أجاب الابيض "الارقام المسجلة في الوقت الراهن لا تستدعي قرار الإقفال لأن ارتفاع الإصابات لا يترافق مع ارتفاع في حالات الإستشفاء". وأكد "مراقبة الوضع وكيفية تطوره بهدف تحديد الإجراءات اللازمة"، وقال: "إننا مهتمون بعدم الوصول إلى إقفال البلد"، لافتا إلى "البدء بالبحث في إجراءات الوقاية الضرورية مع القطاع السياحي".
وأعلن أن "رفع نسبة التلقيح والتزام المواطنين إجراءات السلامة يمكنان من عبور المرحلة من دون إقفال حيث لا نزال في المستوى الثالث من التفشي ومن المحتمل أن نصل إلى المستوى الرابع. لذا، نستعد لكل الإحتمالات علما أن التحضير يشكل نصف المعركة ضد الوباء".