#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من كثرةِ يأسِ اللبنانيينَ من معالجاتِ " إسمع تفرح جرب تحزن " لم يعودوا يأخذونَ بالمقترحاتِ العمليةِ التي تُقدَّمُ لهم .
بعضُ هذهِ الحلولِ قدَّمها المصرفيُّ العريقُ مروان خير الدين في مقابلتهِ القيِّمةِ المشوِّقةِ مع مرسال غانم .
الوزير مروان خير الدين خاطبَ الضيوفَ الذينَ شاركوا في النقاشِ:
ماذا تريدونَ ؟ ان تعلنَ المصارفُ إفلاسها ؟ وهذا يعني تبخُّرُ الودائعِ ، ام المطلوبُ اعادةُ هيكلةِ المصارفِ ؟ وهذا يؤدي الى بقاءِ الودائعِ .
****
الوزير مروان خير الدين كانت لديهِ الجرأةُ ليضعَ المسؤوليةَ حيثُ يجبُ ان تكونَ :
اولاً الحقُّ على الدولةِ
ثانياً الحقُّ على مصرفِ لبنانَ
ثالثاً تتحملُ بعضُ المصارفِ المسؤوليةَ ولاسيما منها تلكَ التي حملتْ مخاطرَ كثيرةً مع مصرفِ لبنانَ .
لكن هذا لا يعني ان نتركَ القطاعَ المصرفيَّ يقعُ لأنه إذا وقعَ فإنَ الودائعَ تطيرُ ، وهذا ما لا يجبُ ان يحصلَ.
اما الجهةُ الاخيرةُ فهي المودعونَ الذينَ عليهم ان يتحملوا جزءاً من هذهِ الخسائرِ .
****
ويُكمِلُ المصرفيُّ العريقُ مروان خير الدين جرأتهُ فيجاهرُ ان فسادَ الدولةِ تمثلَ في الصرفِ من دونِ إيراداتٍ ،
فصرفتْ ١١٥ مليارَ دولارٍ من مصرفِ لبنانَ الذي أخذها من المصارفِ التي اخذتها من المودعين ، وهذهِ الملياراتُ لم تعدْ الى اصحابها .
***
بعدَ هذا الكلامِ الجريءِ ، السؤالُ الذي يطرحهُ المواطنُ هو :
ماذا ينفعُ ان نعودَ الى الماضي ؟
الماضي مضى وانتهى، ولا عودةَ اليهِ سوى للبكاءِ على الأطلالِ ،
المهمُ ماذا عن الحاضرِ ؟ وماذا عن المستقبلِ ؟
ما هي الخطةُ التي سيُتحفنا بها "النجيبُ العجيبُ" بمقترحاتٍ هي أقربُ الى المسكِّناتِ منها الى اجراءاتِ الدولةِ ،
لقد التبسَ الأمرُ على "النجيبِ العجيبِ" ،
مَن سمعهُ يتحدثُ بعد اجتماعِ السرايا عن نصفِ معاشٍ للقطاعِ العامِ هذا الشهرَ ، ونصفِ معاشٍ الشهرَ المقبلَ و٦٥ الفَ ليرةٍ بدلَ نقلٍ شهريٍّ ،
خُيِّلَ اليهِ ان من يتحدثُ هو رئيسُ الهيئةِ العليا للإغاثةِ الذي من صلاحيتهِ توزيعُ المساعداتِ ، أما دورُ رئيسِ الحكومةِ فهو أبعدُ من مجرَّدِ توزيعِ مساعداتٍ .
***
ثم من أينَ سيأتي المالُ ؟ هل من المزيدِ من طبعِ الليراتِ اللبنانيةِ من كلِّ الفئاتِ ؟ وماذا عن القطاعِ الخاص ؟
ستعطونَ القطاعَ العامَ، فهل القطاعُ الخاصُ " حرفٌ ناقصٌ " ؟
****
يا دولةَ " النجيبِ العجيبِ " ، ما هكذا تتخذُ الإجراءاتُ ، وليسَ بهذا الاستخفافِ وهذهِ الارتجاليةِ يكونُ الحكمُ .
***
أما عن حاكمِ مصرفِ لبنانَ ، فماذا يهمُ الناسَ كيفَ امَّنَ اموالهُ، وكيفَ صرفَ اموالهُ الخاصةَ ؟
هل يتفضلُ ويخبرنا كيفَ طارتْ ودائعُ اللبنانيينَ التي كانتْ المصارفُ تودعها عندهُ ؟
ان كلَّ الذرائعِ والحِجَجِ لا تهمنا ولا تعنينا ،
كلُّ ما يهمنا ويعنينا ان ينتهي التدقيقُ العامُ وليسَ التدقيقَ في حساباتهِ التي هي آخرُ همنا وآخرُ همِّ الناسِ.