#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فعلاً ربحتمْ سابقاً وحالياً الملايينَ، وبشكلٍ أدقَّ ،خاصةً بعدَ تصريحكم الاخيرِ "المتواضعِ"،الذي ينمُّ عن غرورٍ لا مثيلَ لهُ، وربما لكم الحقُّ في هذا التشاوفِ "الهنداميِّ" .
بالأذنِ منكم،
بالرغمِ من اهلنا واصدقائنا في الخليجِ الذين كانوا من المساندينَ لكم والداعمين، لكنهم يرونكمْ اليومَ ربما على حقيقتكم اللبنانيةِ،
التي تفاجأنا بها نحنُ المواطنينَ الاصيلينَ المقيمينَ الطيِّبينَ ، بشخصيتكمْ الجديدةِ.
***
حولَ قولكم ان الاراءَ في البلدِ منقسمةٌ حولَ شخصكم الكريمِ، بالاستقالةِ او عدمِ الاستقالةِ،
لكنَ احجامَ الذينَ يميلونَ اليكم اكثرُ بكثيرٍ بعدمِ الاستقالةِ، لأن موقفكم "كرامةٌ وتكريسٌ لسيادةِ الوطنِ".
لذا نقولُ لكم:
فعلاً "ربحتمْ الملايينَ" معنوياً بحسبِ الاكثريةِ الساحقةِ لكم،
وأنكم بانتظارِ ضماناتٍ حثيثةٍ،من صاحبِ الغبطةِ والنيافةِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السامي الاحترام،وايضاً من كافةِ الدولِ الخليجيةِ التي كنتمْ الشرارةَ ، لترفعَ عن لبنانِنا المقاطعةَ وبعدها تستقيلونَ....
أليسَ كثيراً على أيِّ إنسانٍ ان يكونَ مهمَاً إلى هذهِ الدرجةِ.
ولا تريدونَ ان تتحدُّوا احداً بدءاً من رئيسِ حكومتكمْ الذي تُجلُّونَ...
لعنايتكمْ الكريمةِ الاجلالُ للهِ تعالى،
وليسَ لِما سرتْ عليهِ تسميتهُ "النجيبُ العجيبُ"، لأنهُ كذلكَ!
ثم اكملتمْ ان المملكةَ العربيةَ السعوديةَ التي لكم علاقةٌ وطيدةٌ معها، ولا علمَ لديكم لِما تصريحكم منذُ شهرين تسبَّبَ بهذهِ العاصفةِ الهوجاءِ ؟
تابعتمْ بلهجةِ مقدِّمِ البرنامجِ العربيِّ الشهيرِ:
" أدرسوا ما شئتمْ وخذوا وقتكم ! "
***
يا معالي "رابحِ الملايينِ" ،
غرورُكمْ ادهشَ المقيمينَ في لبنانَ ، اليائسينَ والبائسينَ والمحبطينْ،
ونعتقدُ ان مكانكمْ ليسَ في هذا البلدِ ، المُفلسِ، المهيمنِ عليهِ دولارُ "فاسدي الفسادِ" ،
صحيحٌ ان حكومةَ "النجيبِ العجيبِ" لم تجتمعْ قبلَ تصريحكم!
لكنها بالتأكيدِ لن تعودَ إلى الأجتماعِ بعدَ تصريحِكم .
***
ومزيداً تكلمتمْ عن الابتزازِ من الدولِ الخليجيةِ،
إنما الاستفزازُ والمزايدةُ اتتْ اكثرَ من الداخلِ ، مِمنْ استغلَ موقفكم ،لكن ضميركمْ مرتاحٌ "ومكتَّرْ"...!
***
في النهايةِ انتم عندَ الشعبِ اللبنانيِّ الحضاريِّ الأصيلِ،
"ربحتمْ الملايينَ"،
بالقطيعةِ الخليجيةِ مع لبنانِنا، وخسَّرتمونا التصديرَ مصدرَ العيشِ الكريمِ والخيِّر.
والاعظمُ بكلامكمْ، ومن الضروري تكرارهُ، انكم تحرصونَ على كرامةِ وسيادةِ الوطنِ.
***
هنا نجحتمْ و"ربحتمْ الملايينَ الاخرى".
باللهِ عليكم أنيرونا ، دلُّونا : أينَ الكرامةُ ؟
بالعوَزِ، بالفقرِ، بالطبابةِ ، وبالهجرةِ، بالفسادِ، بالعتمةِ،بالمحاصصاتِ، بالمناقصاتِ، بالتلزيماتِ ...
لذا مفهومُ السيادةِ عندنا ، نحنُ اصحابُ الجذورِ اللبنانيةِ الوطنيةِ الاصيلةِ والخيِّرةِ، نريدُ:
لبنانَ الدولةِ، دولةِ المؤسساتِ، كما في زمنِ وعهدِ الرئيس فؤاد شهاب،
ولا عَلَمَ يعلو على العلمِ اللبنانيِّ.
أينَ السيادةُ في وقتٍ يبدو كلُّ شيءٍ متاحاً ومباحاً ؟
أينَ الكرامةُ عندكم في وقتٍ يتسكَّعُ أكبرُ مواطنٍ لنيلِ علبةِ دواءٍ ؟
وهل طوابيرُ الذلِّ امامَ المحطاتِ " ذروةُ العنفوانِ " ؟
لا يا " صاحبَ الملايينِ " ...
أنتَ الذي أدهشتَ المشاهدينَ بعضَ الوقتِ سابقاً،
لكنْ آن الاوانُ لنقولَ لكم ، وانتم معالي اليومَ:
لن تستطيعوا ان تُدهشوا اكثرَ من نصفِ الشعبِ اللبنانيِّ قاطبةً!