#الثائر
السفير العراقي السابق جواد عباس لـ «الدستور»
الدستور - نوف الور
«لن أنسى كيف تفاجأنا بمبادرة ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بتحمل نفقات دراسة الطب في الجامعة الاردنية للطالبة العراقية مريم المتفوقة الاولى في التوجيهي عام 2015، كان لهذا التصرف الاصيل النبيل، أثر كبير في نفوسنا جميعا، من ملك احب اسرته الاردنية واحترم كل ضيوف وطنه».
كانت هذه واحدة من اجمل الذكريات التي حملها السفير العراقي السابق لدى المملكة الدكتور جواد هادي عباس، في حقيبة ذكرياته عن الاردن، والتي رغم مرور السنوات لن ينساها، وما زال يذكرها كلما لاح الوقت له بفتح حقيبته التي حملت قرابة خمسة اعوام من العمل الدبلوماسي في الاردن، في لقاء خاص مع «الدستور»، وتاليا نصه:
** الدستور: ما هي البطاقة التعريفية للدكتور جواد عباس؟..
- عباس: من مواليد 1947 في مدينة الكوت(محافظة واسط) العراق، متقاعد حاليا وشغلت منصب سفيرالعراق في الاردن منذ عام 2011 لغاية نهاية عام 2015.
** الدستور: ماهي اصعب المواقف التي مررت بها أثناء عملك، وما اهي اجمل المواقف؟.
- عباس: كان سماعي للاخبار المؤلمة التي تسببت بها عصابة داعش في بلدي العراق، وانا بعيد عنها، الالم الاكبر، فقد كان العراق ينزف ولا نملك ان نفعل شيئا، الا الدعاء، وتهجير ابناء بلدي أدمى قلبي جدا، فالحمد لله لم تكن هناك مواقف صعبة في الاردن الا ان القلب بقي في العراق يئن مع وجع وطني، الذي ما زال يتعافى منه حتى اليوم.
أما من المواقف الجميلة التي لن أنساها عندما تفاجأنا بمبادرة ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بتحمل نفقات دراسة الطب في الجامعة الاردنية للطالبة العراقية مريم المتفوقة الاولى في التوجيهي عام 2015، خلال حفل كنا قد اقمناه احتفاء بها بالسفارة العراقية، وكان لهذا التصرف الاصيل النبيل، أثر كبير في نفوسنا جميعا، من ملك احب اسرته الاردنية واحترم كافة ضيوف وطنه. وأذكر لطف ونبل دولة رئيس الوزراء السابق د. عبدالله النسور في اخر لقاء جمعني به اثناء توديعي عند انها خدمتي في الاردن وقبيل مغادرتي، طلب مني مصمما البقاء في الاردن لسنة اخرى ، ولكنه تراجع بابتسامته المعهودة وقال «ربما سيفسر طلبي تدخلا بالشأن الداخلي العراقي»، فشكرته كثيرا وجاء ورافقني مودعا بدماثته حتى باب المصعد.
** الدستور: مر العراق بمرحلة أليمة حين هاجمته عصابة داعش الارهابية، واستقبل الاردن عددا كبيرا من أبناء العراق المهجرين، وانت كنت تشغل موقعك الرسمي كسفير، ماذا يرنو من ذاكرتك الان عما حدث في تلك الفترة؟.
- عباس: كانت فترة هجوم داعش الارهابي على الموصل ومحافظات غربية عراقية فترة عصيبة اذكرها جيدا كما لن ينساها العراقيون، في حزيران عام 2014، حين قام ارهابيون بقتل وتهجير الاف العراقيين من المسيحيين والايزيديين وغيرهم.
وصل في تلك الفترة حوالي 13 الف مسيحي الى الاردن وقد قمت انا وطاقم السفارة بالتعاون مع الحكومة الاردنية و مختلف الكنائس في الاردن ورجال اعمال عراقيين بجهود كبيرة لاغاثة هؤلاء المهجرين. وقمت بزيارات متعددة في اماكن ايوائهم، وكنت اتابعهم باستمرار، وهذا الموقف العروبي لن ننساه للاردن وشعبه، ويسجله التاريخ ايضا.
** الدستور: تاريخيا، هناك علاقة ود بين الشعبين الاردني والعراقي، هل لمست هذا أثناء عملك كسفير في الاردن، وكيف؟.
- عباس: لا يخفى على احد أن العلاقات الأخوية بين الشعبين العراقي والاردني قديمة وعريقة ومتأصلة، وقد بذلت جهودا كبيرة لتقوية هذه الوشائج بين الشعبين الشقيقين من خلال نشاطات وزيارات متبادلة بين وفود رسمية وشعبية وتم تذليل كثير من الاشكاليات بدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و عدد من مسؤولي وزارة الداخلية والامن والهجرة.
** الدستور: من هي الشخصية الاردنية التي قابلتها وتركت اثرا طيبا في نفسك؟.
- عباس: من أبرز وأهم الشخصيات الاردنية التي تأثرت بها جلالة الملك عبدالله الثاني الذي احاطني بتقدير واحترام كبيرين منذ وصولي الى الاردن وحتى مغادرتي، سأبقى اكن له كل الحب والتقدير والاحترام، وسيبقى له في قرارة نفسي ود كثير.
كما انني ارتبط بعلاقات طيبة مع شخصيات اردينة كثيرة لها مودة في نفسي مثل وزير الزراعة الاسبق عاكف الزعبي وعملنا سويا لترتيب العلاقات الزراعية بين بلدينا، وتحقيق الفائدة العظمى لهذا القطاع المهم على مستوى البلدين.
** الدستور: ما هي اجمل الاماكن التي زرتها في الاردن؟.
- عباس: في الاردن اماكن جميلة كثيرة اذكر منها ما ترك اثارا في نفسي كالعقبة والبحر الميت ومرقد جعفر الطيار في الكرك وام قيس في الشمال.
** الدستور: تعاملت مع الصحافة والاعلام في الاردن كيف تقيم المنتج الاعلامي الاردني؟.
- عباس: بالنسبة للصحافة الاردنية كنت اقرأ يوميا الصحف اليومية الاردنية الورقية خصوصا «الدستور والرأي»، وقمت بزيارة رؤساء التحرير فيها.
كما كنت من متابعي المنتج الاعلامي المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات والانترنت التي تسارعت ولم تترك مجالا للصحافة الورقية.
في العموم الصحافة الاردنية تهتم كثيرا بالشأن الداخلي ثم القضية الفلسطينية يتلوها الوضع العربي ختاما بالاخبار والقضايا العالمية.
** الدستور: لو منحت مساحة لارسال رسالة للاردن ملكا وشعبا، ماذا سيكون فحواها؟.
- عباس: اود ان اعبر عن حبي وامتناني للاردن ملكا وشعبا وتمنياتي القلبية لهذا الوطن، الذي لم يشعر به أي عربي بأنه مغترب، بالازدهار والاستقرار والامن والسلام.