#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
مسكينٌ وزيرُ الداخليةِ وهو يلقي كلمتهُ في منتدى الانتخاباتِ جازماً وحاسماً بقرارِ الحكومةِ اللبنانيةِ إجراءَ الانتخاباتِ النيابيةِ، على مسمعِ ومرأى من السفراءِ. نعم قرارُ الحكومةِ اللبنانيةِ التي هي اساساً بحاجةٍ الى قرارٍ كبيرٍ لتجتمعَ، وقرارٍ كبيرٍ لتأخذَ قراراتٍ، وقرارٍ اكبرَ لتنتجَ...
***
حكومةٌ تبدو على شاكلةِ رئيسها "عجيبةً" وغريبةً في تلاوينها ومحاصصاتها والتي إنفجرتْ مع اولِ استحقاقٍ سياسيٍّ في البلدِ. وبدورهِ انتقلَ هذا الاستحقاقُ بكلِّ افخاخهِ الى القضاءِ الذي يعيشُ اليومَ أقسى لحظاتهِ...
كلُّ ذلكَ يجري ووزيرُ الداخليةِ يؤكِّدُ على إنتماءِ لبنانَ، ورفضهِ الانقلابَ على لبنانَ العربيِّ، فيما سلطةٌ بكاملها ترفضُ او تعجزُ عن تأكيدِ الاقوالِ بالافعالِ ...
سلطةٌ عاجزةٌ عن اتخاذِ موقفٍ او قرارٍ بحقِّ وزيرٍ،
سلطةٌ عاجزةٌ عن محاسبةِ مسؤولينَ عن إنهيارِ علاقاتِ لبنانَ العربيةِ والخليجيةِ...
فكيفَ ومَن يصدِّقُ انها قادرةٌ غداً على اجراءِ انتخاباتٍ نيابيةٍ شفافةٍ؟ وعلى حسمِ خطةِ التفاوضِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ وصولاً الى تسعيرةِ المولِّداتِ الكهربائيةِ...
***
المحزنُ ان يأتيَنا موفدُ الجامعةِ العربيةِ... موفدٌ وليسَ امينَ عامِ جامعةِ الدولِ العربيةِ الذي يبدو انه يئسَ من حالتنا، فأرسلَ موفداً عنهُ للبحثِ مع إنهيارِ علاقاتِ لبنانَ مع الخليجِ...
فماذا تُراهُ سمعَ من الرؤساءِ الثلاثةِ غيرَ رمي الكرةِ في ملعبِ الآخرِ، وغيرَ التلميحِ بالعجزِ امامَ سلطاتِ الامرِ الواقعِ ونفوذها في البلدِ؟
لماذا اضاعةُ الوقتِ اذاً في متابعةِ اخبارِ موفدِ الجامعةِ العربيةِ، وقد ذهبتْ سُدى قبلها وعودُ "النجيبِ العجيبِ" بعدَ لقاءاتهِ في غلاسكو مع كبارِ مسؤولي العالمِ الذينَ اكتفوا من لبنانَ واخبارهِ...
نعم... وسطَ تبادلِ الرسائلِ بينَ واشنطن وطهران والسعودية على خطِ بيروت – بغداد ولا سيما بعدَ الانتخاباتِ العراقيةِ ومحاولةِ اغتيالِ رئيسِ الوزراءِ العراقي...
يعيشُ اللبنانيونَ في حالةِ إنعدامِ وزنٍ، معلَّقينَ في الهواءِ، تتقاذفهم الرياحُ العاتيةُ، ولا من يأخذهمْ الى ارضٍ آمنةٍ...
***
وانتَ تُتابعُ محطاتِ التلفزةِ تسمعُ وتشاهدُ ندواتِ اليأسِ والتذمُّرِ، وخارطةَ الطريقِ لحلِ الازماتِ، واوَّلها مع الخليجِ فيما المطلوبُ واحدٌ.
مطلوبٌ قرارٌ بإستعادةِ قرارِ الدولةِ، فمنْ يجرؤ على إتخاذهِ، وكلُّ فريقٍ مربوطٌ بمحورٍ؟
القصةُ اكبرُ من إستقالةِ وزيرٍ او وزارةٍ... والناسُ ضحايا ورهائنُ لسياساتِ الاستغباءِ وعدمِ وضعِ الاصبعِ على الجرحِ...
الاساسُ ان فريقاً يتحكَّمُ ومَن وراءهُ بكلِّ شيءٍ، ويفرضُ على البلادِ سلطتهُ وقراراتهِ.
والناسُ وحدهم يدفعونَ ثمنَ طمس الحقيقةِ، وإخفاءِ مكمنِ الوجعِ الفعليِّ.
ومَن الآنِ وحتى تحريرِ القرارِ:
لا دولةَ ولا قرارَ ولا اقتصادَ ولا مشاريعَ ولا كهرباءَ ولا استقرارَ ولا سياحةَ.
لا شيءَ سوى بلدٍ ينزفُ!