#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
" النجيبُ العجيبُ " هاتِ عجائبِكَ الآنَ وخلِّصْ حكومتكَ !
تستطيعُ ان تناوِرَ على بعضِ الناسِ كلَّ الوقتِ ،
وتستطيعُ تدويرَ الزوايا على كلِّ الناسِ بعض الوقتِ،
لكنكَ لا تستطيعُ ذلكَ كلَّ الوقتِ.
***
انتمْ اتيتمْ على انقاضِ حكومةٍ كانتْ منذُ اليومِ الاولِ حكومةَ تصريفِ اعمالٍ:
لا ثقةَ، لا مصداقيةَ، لا رؤيةَ، حكومةٌ مياومةٌ" كل يوم بيومو"،
والأقسى من ذلكَ أنها امضتْ فترةَ تصريفِ الاعمالِ، اطولَ من وجودها كحكومةٍ أصيلةٍ ، خرجتْ من دونِ اسفٍ عليها .
تعثَّرَ الرئيس المكلفِ السابقِ وتعذرَ عليهِ تشكيلُ الحكومةِ ،
وتبيَّنَ ان " النجيبَ العجيبَ " كانَ "يحفرُ" لزميلهِ في نادي رؤساءِ الحكوماتِ السابقين ،
بحيثُ ما إنْ شعرَ بأن الرئيسَ الحريري يتجهُ إلى الإعتذارِ حتى باشرَ فتحَ قنواتٍ مع بعضِ الجهاتِ،
وما إنْ اعتذرَ الحريري حتى كانَ تكليفُ ميقاتي قد نضجَ.
***
اعطى ميقاتي الكثيرَ:
اعطى الثلثَ المعطِّلَ ثم اعطى سحبَ الغطاءِ عن المحققِ العدليِّ طارق البيطار ، لكنَ تنازلهُ كرئيسِ حكومةٍ شيءٌ ،
وقدرته على ان يجيِّرَ هذا التنازلَ إلى مجلسِ الوزراءِ مجتمعاً شيءٌ آخرُ .
حينَ كانَ خارجَ السلطةِ كانتْ مواقفهُ عاليةَ السقفِ،
وكان يزايدُ على رئيسِ الحكومةِ السابق حسان دياب، نسيَ كلَّ هذهِ السقوفَ حينَ اصبحَ رئيساً للوزراءِ، وانتهجَ سياسةَ تدويرِ الزوايا .
وقعتْ الواقعةُ، طالبَ حزب الله وحركة امل بـــ " قبعِ" المحققِ العدليِّ في قضيةِ إنفجارِ المرفأِ طارق البيطار ، تلفَّتَ الرئيس ميقاتي على طاولةِ مجلسِ الوزراءِ علَّهُ يجدُ كعادتهِ زاويةً ليدوِّرها ، فلم يجد، فأنهارتْ احلامهُ وانقلبتْ إلى كوابيسَ :
إنها اسرعُ تشكيلِ حكومةٍ ولكنْ في المقابلِ إنهُ اسرعُ سقوطٍ للحكومةِ ، ماذا سيفعلُ الآن ؟
حزب الله وحركة امل يفرضانِ عليهِ،
ان يكونَ " قبعُ" القاضي طارق البيطار أولَّ بندٍ على جدولِ اعمالِ أولِ جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ ، تحتَ طائلةِ مقاطعةِ الوزراءِ الشيعةِ لجلساتِ مجلسِ الوزراءِ .
والرئيس ميقاتي لا يدعو إلى جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ يغيبَ عنها الوزراءُ الشيعةُ، لكن الى متى؟ .
كما ان رئيسَ الحكومةِ لا يستطيعُ أن يرضخَ لمطلبِ الوزراءِ الشيعةِ بأن يضعَ بندَ البيطار على جدولِ الاعمالِ، لا بل اولَّ بندٍ على جدولِ الاعمالِ،
لأنَ في ذلكَ مخالفةً دستوريةً، لأن الدستورَ يتحدثُ عن ان رئيسَ الحكومةِ يضعُ جدولَ الاعمالِ لمجلسِ الوزراءِ بالتوافقِ مع رئيسِ الجمهوريةِ ، ولم يقلْ بالتوافقِ مع أيِّ وزيرٍ من الوزراءِ .
وقعَ ما لم يكنْ في الحسبانِ ، فماذا سيفعلُ النجيبُ العجيبُ ؟
كما تقولُ الروايةُ " هذهِ المرةَ جاءَ الديبُ " فكيفَ سيستطيعُ " النجيبُ " ان يُنقِذَ القطيعَ ؟