مقالات وأراء

أطفال مدارس محيط الطيونة والدرس الأكثر رعباً

2021 تشرين الأول 16
مقالات وأراء

#الثائر

كتبت" نوال الأشقر ":

لعلّ الصور التي انتشرت للأطفال في المدارس الواقعة في محيط الاشتباكات التي اندلعت في بيروت، وقد انتابهم الرعب من أصوات الحرب الدائرة على مقربة منهم، بقنابلها وصواريخها ورصاصها، شكّلت الصور الأقسى والأوضح لبروفة "قبع" الدولة وتحطيم قضائها.

من دون أدنى شك، ستكون تلك الصور الأكثر التصاقًا بذاكرة مئات الأطفال، لا بل كلّ أطفال لبنان، سواء الذين عايشوا ساعات الرعب في المدارس، أو الذين شاهدوا صور أبناء جيلهم وقد حُشروا في الأروقة للاحتماء من الرصاص. تلك الصور، بما تحمل من تهديد لحاضرهم ومستقبلهم، سترافقهم طيلة حياتهم، لتجسّد في وجدانهم الجماعي خوفًا دائمًا من وطنهم، وعليه، وستزرع في اللاوعي لدى جيل كامل، فكرة البحث عن مكان آمن لأطفالهم في المستقبل، كي لا يعيشوا اللحظات القاهرة نفسها، بعبارة أدق ستؤسّس لمسار البحث عن وطن بديل، يليق بأحلامهم وحقوقهم البديهيّة.

عشرات الأمهات أرسلوا لي صور الأطفال المرعوبين في المدارس أثناء اشتباكات الطيونة، وهم مدركون أنّني لا بدّ شاهدتها ألف مرة، وأرفقوا رسائلهم بعبارة أو برسالة صوتية تقول "ما راح خلي ولادي بهل البلد يموتوا برصاصة من هون وهونيك، بدي فل من هالمزرعة لأي مكان بيحترم حياة الإنسان ". زميلتي التي هرعت إلى المدرسة الواقعة في محيط الإشتباكات، لإحضار ابنها الذي لا يتجاوز عمره الخمس سنوات، أمضت ساعات قبل أن تتمكن من اجتياز خطوط النار، ووصلت أخيرًا لتشاهده وقد أجلسته أصوات الرصاص في زاوية أحد الممرات، إلى جانب مئات الأطفال والمعلّمين، وهو في حالة مزدوجة من الذهول والرعب.

‏حال المعلّمات والمعلمين وكافة الموظّفين الإداريين في المدارس لم يكن أفضل، ربيعة ضو مديرة مدرسة كتبت على صفحتها على الفيسبوك "لم نعد ندري أي مفاهيم نعلّم تلاميذنا. التاريخ ضاع منّا، الجغرافيا خريطة ممزّقة، التربية مواطنة زائفة. نعمل جاهدين لإعادة صورة الوطن الجميل، نسعى بكل قوانا أن نزرع حسّ الإنتماء إلى لبنان الوطن، وبلحظة يضيع الحلم، ونرجع إلى ذكرى الحرب الأهلية. ما شهده التلاميذ موجع جدًّا. هذه اللحظات المرعبة لن تغادر ذاكرتهم. أكثر ما نخافه أن يعيش أولادنا وأحفادنا ما عشناه في زمن الحرب . حمى الله لبنان الغالي

كل صانع لمشهدية الطيونة المشتعلة بالقذائف الصاروخية وبالمدمّرات الطائفية، كل متواطىء عن قصد أو عن جهل في تقديم عرض حي لأطفال لبنان عن أشنع دروس تاريخ المتاجرين بوطنهم، هو مسؤول أمام الأمهات، هو مجرم بحقّ أطفال مريم الخمسة ، الأم التي قضت برصاص القنص داخل منزلها.

أمّا وزير التربية عباس الحلبي فمسؤول أيضًا بحسب ما يقول البعض ، لأنه لم يأخذ على محمل الجد التحذيرات من خطورة انفجار الشارع عشية الدعوة إلى التظاهر، ومضى يؤكّد التدريس العادي في بلد غير عادي.

اخترنا لكم
من له أذنان سامعتان فليسمع!
المزيد
أسماء الأسد "مريضة بشدة ومعزولة".. أطباء يقدرون فرصة نجاتها بـ50 بالمئة!
المزيد
الكرةُ في ملعبنا اليومَ!
المزيد
"عملية الزر الأحمر".. عميلان للموساد كشفا تفاصيل مثيرة
المزيد
اخر الاخبار
برّي: سأبقي جلسة 9 كانون الثاني مفتوحة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية
المزيد
من له أذنان سامعتان فليسمع!
المزيد
روسيا تكشف مخططا "أوكرانيا" لقتل ضباط كبار بأجهزة "باور بنك"
المزيد
وزير الاعلام يكرّم الفنان وليد توفيق
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
من إسرائيل إلى إيران... كيف وقع العرب في الفخ؟
المزيد
إسرائيل: إحتمالات الحرب مع "حزب الله" منخفضة
المزيد
أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الخميس 4 آب 2022
المزيد
كيف وقع "الحزب" في فخ أجهزة "البيجر"؟
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
ما الذي يعنيه تناقص مخزونات الغاز في أوروبا بوتيرة أسرع؟
العلماء يكشفون عن ميكروبات تعيش في المايكروويف
أرز الشوف: إنجازات رغم الصعوبات ورؤية واعدة للمستقبل
كشافة البيئة نظمت في عيّات ورشة "تنمية مهارات العرض والإلقاء والتقديم"
إحذروا هذه الأشياء قد تكون خطر للغاية، ملكي: لألزام المؤسسات الزراعية، بالحصول على رخصة باشراف ورقابة مهندسين زراعيين!
رصد ظاهرة غامضة في قاع البحر الميت.. ما هي المدخنات البيضاء؟ (فيديو)