#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لئلا " يَنغشُّ " البعضُ في اللقاءاتِ اللبنانيةِ في باريس، لا بدَّ من إنعاشِ الذاكرةِ :
في باريس ، وعلى مدى ربعِ قرنٍ ، أنعقدَ مؤتمرُ باريس 1 ومؤتمرُ باريس 2 ومؤتمرُ باريس 3 ، وكانَ الرابعُ على الطريقِ ، لكن التعنُّتُ اللبنانيُّ طيَّرهُ :
وقعَ إنفجارُ المرفأِ ، جاءَ الرئيسُ الفرنسيُّ إيمانويل ماكرون إلى لبنانَ مرتين ، وكانت الزيارةُ الثالثةُ على الطريقِ ، لكنَ تعثُّرَ تشكيلِ الحكومةِ أطاحَ بالزيارةِ الثالثةِ .
***
طالبتْ فرنسا بـــ "حكومةِ مهمةٍ" فخيَّبتْ السلطةُ اللبنانيةُ طلبها .
هذهِ الايامُ " يحتفلُ " اللبنانيونَ بذكرى مرورِ سنةٍ على الاهتمامِ الفرنسيِّ، قبلَ الإنكفاءِ الذي استمرَّ على الوتيرةِ ذاتها إلى حينِ إعتذارِ الرئيس المكلَّفِ سعد الحريري عن عدمِ تشكيلِ الحكومةِ.
في هذهِ الاثناءِ شغَّلَ الرئيس نجيب ميقاتي محركاتهِ "النجيبةَ العجيبةَ" تجاهَ فرنسا،
للعلمِ، جاءَ الاتصالُ بين الرئيسينِ الفرنسي والإيراني فتُرجِمَ هذا الإتصالُ إنضاجاً لمساعي التشكيلِ . تشكلتْ الحكومةُ ، نالتْ الثقةَ ، و" هيا إلى العمل " ولكن ما العملُ .
ومَن أينَ ستبدأُ الحكومةُ ؟
كلُّ الملفاتِ إنفجرتْ في وجهها دفعةً واحدةً ،
لكنَ هذهِ الإنفجاراتِ المتلاحقةَ لم تكنْ صدفةً على الإطلاقِ، ولا فاجأتْ دولةَ الرئيسِ القديمِ الجديدِ ميقاتي،
الذي ليسَ غريباً عن سابقِ الحكوماتِ، بل هو من نادي الرؤساءِ الكرامِ .
فالرئيسُ ميقاتي كانَ وزيراً للاشغالِ في عهدِ الرئيسِ إميل لحود، ويعرفُ دهاليزَ تلكَ الوزارةِ والمناقصاتِ والتلزيماتِ ومجلسِ الإنماءِ والإعمارِ .
والرئيس ميقاتي كانَ احدَ اصحابِ واحدةٍ من شركتي الخليوي ،
" سليس " قبلَ ان تتحوَّلَ إلى " الفا " ،
ويعرفُ تماماً كيفَ تحوَّلَ هذا القطاعُ من قطاعٍ مُربِحٍ إلى قطاعٍ يُعاني مصاعبَ ماليةً .
والرئيسُ ميقاتي كانَ رئيساً للحكومة لمرتين قبلَ ان يأتي للمرةِ الثالثةِ ، ويعرفُ تماماً اروقةَ السرايا الحكوميةِ .
***
انطلاقاً من هذهِ المعرفةِ ، ما هي الوعودُ "العجيبةُ" امامَ الاملاءاتِ الفرنسيةِ منذُ مؤتمرِ سيدر 1 ،
وبدلَ أن تُطَبَّقَ، عُملَ آنذاك بعكسها تماماً، ما اوصلنا الى الافلاسِ.
المشكلةُ ان الفرنسيينَ يعرفونَ لبنانَ ، أكثرَ مما يعرفهُ اللبنانيون.
في مطلقِ الأحوالِ ، فرنسا غارقةٌ بصفقةِ الغواصاتِ التي طارت مع أوستراليا ، والناخبُ الفرنسيُّ سيسألُ رئيسهُ عن هذهِ الصفقةِ ؟ ولماذا طارتْ ؟ ولن يسألهُ عن لبنانَ .
الرئيسُ ماكرون اليوم غيره منذُ سنةٍ .
اليومَ عليهِ ان يستعدَ للإنتخاباتِ الرئاسيةِ ، ولنْ يكونَ لهُ متَّسعٌ من الوقتِ ليهتمَ بلبنانَ،
زارهُ مرتينِ، والثالثةُ لن تكونَ!