#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يقولونَ : البكاءُ فرج،والدموعُ "دموعُ فرح"،
أينَ الفرحَ من الفرجِ في بلدنا؟
نبدأُ الفرحَ طبعاً بعظمةِ رئيسِ الحكومةِ الحالي للبنان ، الآني، الحاضر، رئيسِ حكومةِ الدولةِ المفلِّسةِ، المكتويةِ بالقهرِ والجوعِ والعوَزِ، والعلمِ المقطوعِ والنورِ والكهرباءِ والمحروقاتِ،
والمالِ المنهوبِ ناهيكَ عن الاسعارِ التي تطالُ قعرَ جهنَّمٍ في لهيبها.
بتكوينِ تلكَ الحكومةِ الميقاتيةِ ذاتِ الطابعِ كما يقولونَ الحياديِّ،ويأتي الفرجُ بالكلامِ المعسولِ المنمَّقِ كلمةً كلمةً،
اذاً الفرجُ السريعُ آتٍ.....نطلبُ من اللهِ عزَّ وجلَّ أن يمدَّنا بالعمرِ لنرى بأمِّ العينِ الانجازاتِ! .
إذ تساوينا بالفرحِ وبالفرجِ!
***
ما على بالِنا ، وما همنا نحنُ الشعبُ الحضاريُّ،
الذي قُهرَ دهراً وطارَ جنى عمرهِ وأفلستْ شركاتهُ ومؤسساتهُ وهاجرتْ عائلاتٌ برمَّتها وأنفجرَ المرفأُ ودمِّرتْ العاصمةُ الحبيبةُ بيروت،
ومع ذلكَ ما زالَ صابراً صامداً.
***
وتحفةُ الحكومةِ وزيرُ الشؤونِ الاجتماعيةِ العائدُ من جولةٍ حولَ العالمِ آخرها الامبراطوريةُ الصينيةُ، ...اتحفنا ودونَ الدخولِ بتفاصيلِ القرفِ والعصرِ الحجريِّ،
برمي Pampers و Kleenex والاستبدالُ بالمحارمِ والفوطِ القِماشيةِ!
يا أيها العائدُ من الصينِ نسألكَ : الا يحتاجُ الغسيلُ إلى مياهٍ ؟ مَن أينَ نأتي بها ؟ هل تدركُ اسعارَ أدواتِ التنظيفِ ؟ الا يحتاجُ الى غلي ساعاتٍ طوالاً مع ورقِ الغارِ، كم سعرُ قارورةِ الغازِ معاليك؟ الا يحتاجُ الكوي إلى كهرباءٍ ؟ من أينَ نأتي بها ؟
"إذا هيك مبلش ... والنِعْمُ".
الحبكةُ بالسؤالِ الاكثرِ قرفاً :ماذا عن الجنسِ اللطيفِ والمسناتِ منهن معالي الوزير ؟
أخذنا افكاراً اوليةً لوزيرٍ واحدٍ من هذا النموذجِ الحيِّ من "عجائبَ وغرائبَ".
***
نعودُ الى تلاقي كلِّ الناسِ على مراكزِ التواصلِ الاجتماعيِّ وبالآلافِ الآلاف،
"غريبٌ" لما دموعُ دولةِ الميقاتي،
ذكَّرتْ الناسَ بدموعِ السنيورة،
وتحديداً في عام 2006 .
حينَ كانَ اولُ رئيسِ حكومةٍ من نادي الرؤساءِ،
وكانَ لبنانُ لا يزالُ على الخريطةِ الدوليةِ،
فعلاً كدتُ أنسى مشهدَ دموعهِ السخيَّةِ ، وبالمناسبةِ ، السنيورة كما يعرفُ عنهُ ليسَ سخياً إلاَّ بالدموعِ .
لكنَ الذاكرةَ أنتعشتْ والحمدُ للهِ عندَ " مقارنةِ الدموعِ ".
ولنعدْ إلى الماضي القريبِ قليلاً :
ابانَ حربَ تموز التدميريةِ اتتنا هباتٌ لا تُعدُّ ولا تُحصى من الاشقَّاءِ الخليجيينَ،
تذكرتُ مبلغَ 11 مليارَ دولارٍ اميركيٍّ،نعم 11 مليارَ دولارٍ.
بعدها جرى البحثُ والتدقيقُ مع الرئيسِ السنيورةِ فاسترسلَ بالشرحِ قائلاً:
" هذهِ الأموالُ صُرِفَتْ ، وهناكَ سجلاَّتٌ فيها ".
لكنْ فاتَ دولتهُ أنه لا يكفي تسجيلُ ما صُرِفَ ، بل يجبُ أخذَ موافقةِ مجلسِ الوزراءِ على كلِّ قرشٍ يُصرَفُ ، فأينَ الموافقاتُ على السجلاتِ ؟
واسدِلَ الستارُ على 11 مليارَ دولارٍ. ولم يعدْ أحدٌ يتحدثُ فيها .
الان فهمنا السببَ، فزالَ العجبُ!
***
لنكنْ منصفينَ وواقعيين،
بعدَ تأمينِ الثلثِ المعطِّلِ واكثرَ، بأمهرِ الاساليبِ والحنكةِ الباسيليةِ،
لا يمكننا الحكمَ على الحكومةِ بأكملها من وزيرٍ واحدٍ،
بل الايامُ والاسابيعُ والاشهرُ ،ستعطينا الكثيرَ من "العجائبِ والغرائبِ"، عسى الاَّ تكونَ كفيلم" 80 يوماً كلها حولَ العالمِ" ،
لنفترضْ اذا انبرى وزيرٌ اخرَ عندهُ نفسُ "علمِ الأَسفارِ والتجوالِ"،هناكَ المصيبةُ،
اذا كانَ مَن يتولى حقيبةَ الاتصالاتِ على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ،
لفَّ العالمَ وارتأى ان لا لزومَ للتكنولوجيا اطلاقاً وذلك لتخفيفِ الكلفةِ نهائياً،
وعدمِ دفعِ ايجاراتِ المباني الباهظةِ الثمنِ المغلَّفةِ بالسمسراتِ والتنفيعاتِ،
وقال:علينا العودةُ الى القرونِ الوسطى واستعمالُ الحمامِ الزاجلِ!... فماذا يحدثُ في هذهِ الحالِ ؟
مَن فضلكمْ، إحتفظوا بآرائكم النيِّرةِ لأنفسكم ،
طبِّقوها في منازلكمْ ،
لكنْ لا تفرضوا نمطَ عيشكم على الشعبِ اللبنانيِّ الحضاريِّ !