#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
وكأننا امامَ مسرحيةٍ تُضافُ الى مسرحياتِ السلطةِ الفاجرةِ... يتمُ استدعاءُ ناشطينَ للتحقيقِ معهم إثْرَ شكوى احدِ النوابِ الذي تمَ دخولُ منزلهِ بعدَ مجزرةِ عكار...
بدلَ ان يسمعَ الناسُ اشاراتٍ من القضاءِ تشرحُ لهم سيناريو إشتعالِ الحريقِ في عكار فجرَ الاحد... تابعنا عبرَ الاعلامِ سَوْقَ الناشطينَ الذين خرجوا غاضبينَ ضدَّ المهرِّبينَ والذينَ يُغطونهمْ على كلِّ المستوياتِ...
بدلَ ان يرى الناسُ كبارَ الرؤوسِ الفاسدةِ، والمهرِّبةِ والمسهِّلةِ والمحرِّضةِ، تساقُ الى التحقيقِ،
رأينا امهاتِ الناشطينَ يبكينَ خوفاً على مصير ابنائهنَ المتروكِ لسلطةٍ لم ترتكبْ الاَّ الموبقاتِ لتستمرَ في مراكزِ نفوذها..
لِمنْ يُتركُ هذا الشعبُ؟
وأيُّ قدرٍ جعلهُ يكونُ رهينةَ لعنةِ الآلهةِ على من يديرونَ شؤونهُ؟
مَنْ يسلكُ الطرقاتِ حيثُ محطاتُ الوقودِ ويرى بأمِّ العينِ طوابيرَ سياراتِ الناسِ الواقفينَ في الشمسِ ينتظرونَ "اعاشاتِ" اصحابِ المحطاتِ للوقودِ..
طوابيرُ وصلتْ على طرقاتِ الشمالِ لتتعدى الثلاثةَ كيلومتراتٍ..
في حرِّ آب، في وضحِ النهارِ، كلُّ ذلكَ ولم يعرفُ الناسُ بعد علامَ رستْ مسألةُ الدعمِ باستثناءِ ما وردَ عن ان مصرفَ لبنانَ قرَّرَ فتحَ اعتمادٍ لباخرتي فيول على سعر 3.900 ليرةٍ.
***
عظيمٌ... هذه تكفي اسبوعاً ولكن ماذا بعدُ؟
ومَن يفضحُ الاسرارَ الكبيرةَ خلفَ وقوفِ عشراتِ التجارِ واصحابِ المحطاتِ وراءَ التخزينِ المُريبِ، لملايينِ الليتراتِ من البنزين والفيول؟
كيفَ تمكنَ هؤلاءُ من الاستمرارِ بجرائمهم ومن دَعمهمْ؟ وهل هذا التخزينُ هو للربحِ في مرحلةٍ لاحقةٍ من عمليةِ رفعِ الدعمِ او للتهريبِ خارجَ الحدودِ؟
ولولا تدخلُ الجيشِ اللبنانيِّ لمصادرةِ هذهِ الكمياتِ ولتسهيلِ شؤونِ الناسِ ماذا كانَ جرى؟
الوضعُ على حافةِ الإنفجارِ الكبيرِ وقد تكونُ الايامُ المقبلةُ حافلةً بمزيدٍ من التطوراتِ،
على صعيدِ تحركاتِ الناسِ الذينَ لم يعودوا يملكونَ شيئاً، ولا شيءَ ليخسروهُ...
بقيَّ صوتهم ولا يكفيهم خبرٌ عن أن رئيسَ المجلسِ النيابيِّ دعا الى جلسةٍ عامةٍ يومَ الجمعةِ المقبلَ لتلاوةِ رسالةِ رئيسِ الجمهوريةِ حولَ الوضعِ الاقتصاديِّ وتمنُّعِ مصرفِ لبنانَ عن دعمِ المحروقاتِ.
كالعادةِ ستتلى الرسالةُ ... سيتبادلُ النوابُ المهاتراتِ والاتهاماتِ ونشرَ الغسيلِ. سيأخذُ المجلسُ النيابيُّ علماً بالرسالةِ ولا شيء...
يغادرُ النوابُ وسطَ اجراءاتهم الامنيةِ الاستثنائيةِ يُرشَقُونَ بالبيضِ والطماطمِ وبالشتائمِ...
وتعودُ الامورُ الى نقطةِ الصفرِ التي لن تغيِّرَ في احوالها عمليةُ تـأليفُ الحكومةِ إذا حصلتْ...
الأزمةُ اكبرُ من أن تحلَّ باسماءِ وزراءٍ تقنيينَ واخصائيين واكاديميين، ولا بِحصةٍ من هنا او بحصةٍ من هناكَ... ولا بمداورةِ حقائب...
***
المطلوبُ قبلَ ايِّ شيءٍ آخرَ، رحيلُ هذهِ السلطةِ الفاجرةِ.. وتحويلها الى المحاكمةِ العلنيةِ لأنها اعدمتْ شعباً وجوَّعتهُ وأفقرتهُ واذلَّتهُ وهجَّرتهُ وجعلتهُ عاطلاً عن العملِ واطعمتْ عَجَزَتَهُ من براميلِ النفاياتِ واوقفتْ شبابهُ على ابوابِ السفاراتِ واذلَّتْ ناسهُ في طوابيرِ البنزين والمازوتِ والخبزِ والدواءِ...
***
ألا يمكننا ان نقيمَ دعاوى جَماعيةً بتهمةِ الجرائمِ ضدَ الانسانيةِ ضدَ هؤلاءِ.
ما ومَن الذي يمنعنا؟
وما الذي يفرِّقُ هؤلاء عن عدوَّنا الاسرائيلي الذي احتلَّنا وقتلَ شعبنا وارتكبَ المجازرَ بحقهِ؟
المشتَرَكُ بينَ الاثنينِ:
القتلُ عن سابقِ تصوُّرٍ وتصميمٍ..والضحيةُ شعبٌ بكاملهِ...
هذهِ السلطةُ هي عدوَّنا الداخليُّ ... فلنحرِّرْ البلادَ منها!!