#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليسَ معروفاً إذا كانَ يومُ الإثنينِ سيشهدُ استشاراتٍ نيابيةً أولا؟
فمنْ الواضحِ أن المرشحينَ الذينَ يتمُ تداولُ أسمائهم بغزارةٍ هم الذينَ يقومونَ بتسويقِ أنفسهم،
مستفيدينَ من طاقاتهمْ الماديةِ "المحوَّلةِ" أو الدعائيةِ.
وللمناسبةِ هناكَ واحدٌ أيضاً، مارونيٌّ،وكلُّ مارونيٍّ مشروعُ رئاسةٍ، يقومُ بالأمرِ ذاتهِ حتى باتَ هو يصدِّقُ نفسهُ ويتصرفُ كأنه صارَ رئيساً للجمهوريةِ بالفعلِ.
***
في أيِّ حالٍ، أوراقُ المرشحينَ لرئاسةِ الحكومةِ تُلعَبُ مستورةً وتحتَ الطاولةِ، وهم يُمارسونَ في ما بينهم لعبةَ "كِرسي كَراسي".
في هذهِ اللعبةِ، يقومُ اللاعبونَ بالدورانِ، يُسحبُ أحدُ الكراسي الموجودةِ في الدائرةِ، ليبقى لاعبٌ بلا كرسيٍّ، فيخرجُ من اللعبةِ طوعاً.
عملياً، يقومُ الجميعُ بتصفيةِ الجميعِ. والبقاءُ يُكتَبُ للمحظوظِ في النهايةِ.
هذه اللعبةُ نتذكَّرها من زمنِ الطفولةِ، مع فارقٍ جوهريٍّ:
لعبتنا كانتْ بريئةً.
وأما لعبتكمْ، اليومَ، فمجبولةٌ بالتعقيداتِ والعُقَدِ السياسيةِ والنفسيةِ.
***
الأسماءُ المتداولةُ لا تتجاوزُ عددَ أصابعِ اليدِّ الواحدةِ. وكما يُقالُ، أصابعُ اليدِّ ليستْ كلُّها "متل بعضها".
ولكن، دَعونا نقولها بلسانِ الناسِ: نماذجكم كلها لم تعُدْ تُقنِعُ أحداً.
الشعبُ جرَّبكمْ "كلَّكمْ يعني كلَّكم"، ويرفضكم "كلَّكم يعني كلَّكم"،
أنتمْ الذينَ أخذتموهُ إلى جهنمٍ.
***
ثمةَ مرشحٌ يقبلُ بهِ الشعبُ الحضاريُّ، لكنَ المنظومةَ السياسيةَ تتكتلُ ضدهُ، لأنهُ يفضحها.
وهناكَ مرشحٌ، من خارجِ نادي رؤساءِ الحكوماتِ، وهو يتعمَّدُ رميَ اسمهِ في سوقِ المواقعِ الإلكترونيةِ لعلهُ يوجِدُ مطرحاً لنفسهِ، ولكن لا حظَ لهُ أيضاً.
وأما داخلَ النادي، فالجميعُ ضدَ الجميعِ: "كِرسي كَراسي... وآخْ يا راسي".
ويجري تلميعُ أحدِ اسماءِ الطبقةِ "العتيقةِ".
ويقالُ إن الأوروبيينَ يدعمونهُ.
هل هذا، هو ما غَيرُهُ، الذي يشكلُ جزءاً من عالمِ الفسادِ ومنظومةِ الفاسدينَ؟
أليسَ هذا، ما غَيرُهُ، الذي قيل إنهُ استجلبَ جزءاً من أموالهِ الوفيرةِ في الخارجِ لتثميرها في الهندساتِ، وبفوائدَ ناهزتْ الـ20%، ثم قامَ بتحويلها إلى الخارجِ؟
أليسَ هذا هو ما غَيرُهُ، الذي قيلَ إنه استفادَ من قروضِ الإسكانِ المخصصةِ للشبابِ؟
***
فعلاً، إنها مسخرةُ المَساخرِ. كيفَ لمَن يُقالُ إنه ضالعٌ في الفسادِ أن يحاربَ الفسادَ ويكشفَ الفاسدينَ ويُحاسبهم؟ ومَن سيحاسبُ مَنْ في هذهِ الحالِ؟
أليسَ الشعبُ هو المذبوحُ والمتألمُ، وهو الأدرى بمَن يناسبهُ؟
وأينَ صدقيةِ الأوروبيينَ وغيرِ الأوروبيينَ، عندما يتشدَّقونَ بمساعدةِ لبنان،
إذا كانوا سيكرّسونَ بقاءَ منظومةِ الفسادِ في السلطةِ؟
***
ايها الشعبُ اللبنانيُّ الحضاريُّ العريقُ:
إعرَفْ مصيرَكَ وبادِرْ وحدَكَ. ولا تدَعْ أحداً يقرِّرُ عنكَ.
فأنتَ الأعلمُ أينَ يبدأُ الوجعُ وأينَ يبدأُ العلاجُ.
-----