#الثائر
"السياقات التنموية المتصلة بالمحميات الطبيعية وانعكاسها على أنماط السلوك والعلاقات الاجتماعية في محيطها"
عنوان اطروحة الدكتوراه التي أعدتها سوزان سليمان هاني وقد تمت مناقشتها أمس في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، بإشراف الأستاذ الدكتور فضل ضاهر ولجنة مناقشة الدكتوراه برئاسة الأستاذة الدكتورة سناء الصباح، وعضوية كل من ؛ الأستاذ الدكتور كمال حماد، والأستاذ الدكتور عادل خليفة، والأستاذ الدكتور شوقي عطية، وانتهت بالحصول على درجة جيد جداً.
لأول مرة في لبنان والعالم بحث علمي يتناول السياقات التنموية المرتبطة بالمحميات الطبيعية وانعكاسها على أنماط السلوكيات والعلاقات الاجتماعية في محيطها. أكدت الدكتورة سوزان سليمان هاني "أن البحث شمل تمهيداً عن المحميات في العالم العربي ولبنان، وحاول الإجابة على أي مدى استطاعت المحميات الطبيعية، عبر تشبيك مبادرات التنمية المحلية والتوعية البيئية بنيوياً وقطاعياً إحداث تغيير في سلوكيات أبناء القرى المحيطة بها، وما هي اتجاهات ووتيرة أنماط العلاقات الاجتماعية المستجدة الناتجة عن هذه التغيرات". وركزت الدراسة عملها الميداني على محميتي أرز الشوف، وشاطئ صور، كنماذج عن المحميات البرية والبحرية ضمن عينة شملت ٤٠٠ فرد من المجتمع المحلي و٢٠٠ زائر بالإضافة إلى عدد كبير من المقابلات مع المعنيين في إدارة المحميات على المستوى العالمي والإقليمي والوطني. كما و أكد الأستاذ الدكتور فضل ضاهر أن نتائج البحث تبشر بإيجابية كبيرة على مستوى الأفراد الذين أعلنوا أنهم على استعداد للتخلي عن نشاطاتهم ومشاريعهم إذا كانت تتعارض مع أهداف المحمية.
ففي البداية كان هناك ممانعة واعتراض من أصحاب الأملاك المحيطة بالمحميات إلى درجة اعتبارها نوعاً من الإعتداء على الملكية الفردية والخصوصية، لجهة تقييد حرية تصرفهم بأملاكهم المحيطة، إنما نتيجة التواصل والتخطيط السليم والجيد ومساعدتهم على إحياء الزراعات، والصناعات التقليدية، وعلى إيجاد موارد لتنمية مستدامة زادت من تعلقهم بالأرض، وشكلت عنصراً إضافياً لإنتمائهم ووحدتهم، وخلقت أنماط سلوك إيجابية بعد أن كانت رافضة إلى حد ما، او مترددة.. وكما ظهر جلياً أن المحميات يمكنها أن توطد العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد، من أجل حماية المحمية وتنميتها، كذلك أن المحميات هي مصدر فخر واعتزاز لأبنائها ومجتمعها المحلي.
أضف على ما ذكر وعي المجتمعات المحلية لقيمة المبادرات التنموية التي تنفذها المحميات والتي ساهمت في تحقيق اهداف التنمية المستدامة كما ورد في تقرير الألفية للأمم المتحدة.
وختمت الدكتورة سوزان دراستها بالتأكيد على أن المحميات نهج حياة يرسم حدود الإحترام المتبادل بين الإنسان والطبيعة سُنّةً لا بد منها من سنن الإرتقاء بالوجود، فبقاء المحميات وتطورها هي عامل يضمن بقائنا ووجودنا. أما الدكتور فضل أكد أن هذه الدراسة يمكن أن تؤسس إلى استراتيجية وخطة عمل لدور المحميات الفعال في تغيير السلوكيات البشرية نحو سلوكيات وحياة مستدامة.
وأخيراً، شكرت د. سوزان لجنة المناقشة والأستاذ الدكتور المشرف وكل العاملين في قطاع المحميات، الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ، وزارة البيئة ومدراء المحميات الطبيعية في لبنان لا سيما فرق عمل محميتي الشوف وصور، وخصت بالذكر كل من ساعد في إنجاز هذا البحث، ودقق في لغته العربية وكل الأفراد الذين كانوا جزءاً من عينة البحث.. والذين تمت مقابلتهم. والشكر موصول لوسائل الاعلام والمهتمين في نشر هذه المقالة.