#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
رائحةُ فسادكم وصلت إلى أقاصي الدنيا، ونُواحُ عذابنا وصلَ إلى السماءِ...
لكنَ أهلَ السياسةِ "ما على بالهن بال"
يتحصَّنُ كلٌّ منهم خلفَ متراسِ مصالحهِ. "يلبط" رِجلَهُ في الأرضِ ويقول:
"مش ماشي الحال" حتى لو نزلت السما على الأرضِ!
ولكن، هل تستطيعونَ إخبارنا، كيفَ عِشتمْ ثلاثَ سنواتٍ في بدايةِ العهدِ، مثلَ "الظفرِ على اللحمِ"؟
بصريحِ العبارةِ، وبعيداً عن "التجليطِ" والتنظيرِ و"تضييعِ الوقتِ"، لا بصيصَ أملٍ يُرتجى ما دامَ البرتقاليُّ والازرقُ يرفعانِ السقفَ إلى هذا المستوى، ولا أملَ في أن يخفضَ التيارانِ هذا السقفَ، لأنهُ سينهارُ عليهما!
***
العُقّالُ والحكماءُ وأصحابُ الحلِّ والربطِ يُتعِبونَ أنفسهم ويُشغِّلونَ محرِّكاتهم على الخطِّ، ولا جدوى...
فهل تتذكَّرونَ أننا في قلبِ الكارثةِ، بل إن الوضعَ أخطرُ بكثيرٍ مما يظنُ البعضُ أو يتداولُ؟
هل تعرفونَ " أن أخطرَ المخاطرِ هو الذي يطرقُ البابَ في مجالِ الطبابةِ والاستشفاءِ مثلاً؟
هل تعرفونَ ماذا تعني الطبابةُ بلا "بنجٍ"؟ وهل تتصورونَ كيفَ يمكنُ لمريضٍ أن يخضعَ لعمليةِ قلعِ ضرسٍ بلا "بنجٍ"؟
هذا إذا لم نتحدثْ عن تجبيرِ كسرٍ أو حتى إجراءِ عمليةٍ جراحيةٍ في أعضاءِ الجسمِ الداخليةِ!
***
هل نحنُ في بلدٍ أو مصحٍّ؟
في أيِّ كارثةٍ نحنُ، وقد أصبحنا في حضيضِ الحضيضِ، وباتَ العالمُ يضعنا في مصافِ الصومالِ، وأدنى؟
والشعبُ الذي يكتوي بالقهرِ، تُشغِلونهُ بسخافةِ التفاصيلِ وبالتحريضِ في ملفِ حكومةٍ لا تتألفُ…
وكلُّ الهدفِ هو شدُّ عصبِ الجماهيرِ، و"تسييلهِ" في صناديقِ الاقتراعِ،
لكن فاتَكُمْ أن الانتخاباتِ تفترضُ وجودَ ناخبينَ. فهل سيبقى ناخبونَ هنا حينَ يحلُّ موعدُ الانتخاباتِ في أيارِ المقبل؟
***
أيُّ ضربةٍ بما وثَّقهُ البنكُ الدوليُّ في تقريرهِ الأخيرِ، الذي يُبَكّي قلبَ الحجرِ، لكنهُ لا يحرِّكُ شيئاً في داخلِ منظومةِ الموتِ والفسادِ!
النحسُ يَضربنا،
وقد أمعَنّا في الغرقِ، يقولُ التقريرُ.
وفي أفضلِ الأحوالِ سنحتاجُ إلى 12 عاماً لنتعافى.
وقد نحتاجُ إلى 19 عاماً.
وما أدراكم ماذا تعني الـ19 عاماً بالنسبةِ إلى وطنٍ!
فكأن توقعاتِ البنكِ الدوليِّ موجَّهةٌ إلى أطفالِ لبنانَ الذينَ هم بعمرِ الخمسِ سنواتٍ…
وأمَّا المخضرمونَ وأهلُ خريفِ العمرِ فسلامٌ عليهم،
وسلامٌ أيضاً على شبابنا المشرّدينَ في الغربةِ، والذينَ سيتشردون، بعيداً عن بلدٍ باتَ بينَ الـ10 الأكثرَ فقراً في العالمِ.
***
ننهي مقالنا بتقديمِ التعزيةِ إلى أهلِ السياسةِ والمتحكّمينَ بمصيرنا، منذُ 25 عاماً، ونقولُ لهم:
عسى أن يتغمَّدَ اللهُ لبنانَ وشعبهُ الحضاريَّ بواسعِ رحماتهِ.
ولكن... لا، ونكايةً بكمْ كلكمْ،
رجاؤنا لا يموتُ. وسنهتفُ دائماً: تُصبِحونَ على وطنٍ!
وسنردِّدُ: اللهُ كبيرٌ، اللهُ كريمٌ، ولن نبكي أيضاً، ولو جفَّت مآقينا.
نقولها بكلِّ ثقةٍ: سنصمدُ، والربُّ لن يتركنا ما دُمنا من المؤمنينَ الطاهرينَ!