#الثائر
يواصل وباء الكوليرا انتشاره السريع في المناطق اللبنانية، وإن كانت بعض الأقضية تُعتبر أكثر سخونة من سواها وتشهد طفرة كبيرة بأعداد الإصابات اليومية أو الوفيات بسبب هذه البكتيريا. وأمام هذا الواقع المستجد تتجه الانظار الى المدارس والاجراءات التي تتخذها وزارة التربية لحماية التلاميذ ومحاولة الحد من انتشار الكوليرا داخل الصروح التربوية.
مستشار وزير التربية للشؤون الصحية طبيب الأطفال داني الحامض تحدّث لموقع mtv عن الخطوات التي باشرت الوزارة باتخاذها، حيث بدأت بالتعاون مع وزارة الصحة واليونيسيف والصليب الأحمر اللبناني، منذ الشهر الماضي، بتدريب المسؤولين الصحيين والأساتذة والمعلمين الذين يشكلون الهيئة الادارية في المدارس، من خلال شرح واضح حول الكوليرا وكيف يمكن تفادي المشاكل الناتجة عنها. على أن يقوم الأساتذة بدورهم بالاجتماع مع الأهل وإعطائهم تعليمات عن مخاطر الكوليرا وكيف يتم التعامل معها، بالاضافة الى تخصيص حصة لمدة 20 دقيقة في بداية النهار التعليمي لتوعية التلاميذ حول كيفية تفادي الكوليرا والحد من انتشارها.
وتحرص وزارة التربية على قيام المدارس بتعقيم خزانات المياه بالكلور وفق تعليمات وزارة الصحة وتنظيفها بشكل مستمر، وإعطاء التلاميذ إرشادات ونصائح حول طريقة غسل الأيدي وتنظيف الحمامات بشكل دوري ومستمر وعدم مخالطة التلاميذ بين بعضهم للمياه والأكل للحدّ من الانتشار، والانتباه الى كيفية رمي النفايات اليومية في المدارس. إضافة الى فحص المياه بشكل دوري ومستمر، حيث حددت وزارة التربية المراكز التي يجب إجراء الفحوصات المخبرية فيها للتأكد من سلامتها ونظافتها، على ان يتم وضع وزارتي التربية والصحة بنتائج هذه الفحوصات.
وشدد الحامض على ضرورة توعية الأهل في حال ظهور أي عوارض لدى أطفالهم بأن يقوموا بإبلاغ المدرسة من أجل تحديد المخالطين لكي تقوم المدرسة بدورها بابلاغ الخط الساخن لوزارة التربية على الرقم٠١٧٧٢٠٠٠ الذي تديره غرفة عمليات مشتركة بين وزارة التربية والصليب الاحمر اللبناني. وإذا ظهر لدى التلميذ أي عوارض داخل الصف يصار الى عزله فوراً عن زملائه في مكان مخصص للممرضات او المسؤولين الصحيين، الى حين استلامه من ذويه وإجراء الفحوصات اللازمة وإرسال نتائجها الى المدرسة لتحديد المخالطين ونسبة الانتشار.
وكشف الحامض أنه سيتم قريباً بالتعاون مع يونيسيف استكمال توزيع المستلزمات الوقائية لمختلف المدارس والثانويات الرسمية ومجموعة لفحص الكلور بشكل يومي.
وبعد وصول لقاح الكوليرا الى لبنان، متى ستبدأ عملية التلقيح في المدارس وأين؟
الحامض أعلن أن التوزيع سيكون بداية في المناطق الساخنة حيث الانتشار الكبير للوباء كما في الشمال وعكار والبقاع مثلاً، على أن تبدأ عملية التلقيح في المدارس بدءا من 12 تشرين الثاني، حيث طلب وزير التربية عباس الحلبي من المدارس التعاون مع وزارة الصحة لتلقيح جميع التلاميذ، على أن يتم توزيعه في مرحلة تالية على كافة المدارس في مختلف المناطق، مشدداً على ضرورة تشجيع الأهل على تلقيح أبنائهم وإن كان لقاح الكوليرا ليس إلزامياً.
وأمام هذا الواقع المستجد، هل وصلنا الى مرحلة تستدعي إقفال المدارس؟ يؤكد مستشار وزير التربية أننا "لم نصل بعد إلى مرحلة تستدعي إقفال المدارس، وإن كانت بعض المناطق تشهد انتشاراً سريعاً لا سيما في ظل مشكلة الصرف الصحي وري الخضراوات بها للأسف، ولكن تقام حملة توعية كبيرة حول هذا الموضوع للحد من هذه الظاهرة وحتى الآن نؤكد انه لا تفشي للكوليرا في المدارس حاليا"، مؤكداً أنه "مع التوعية السريعة التي نقوم بها سنكون قادرين قدر الإمكان على التخفيف من إنتقال العدوى بشكل سريع ولن نصل الى إقفال المدارس".
إذاً، الوقاية ستكون هي السلاح الأقوى في مواجهة هذا الوباء، لا سيما في المدارس التي من المفترض أن تكون منطلق المعركة، على المستوى الصحي من خلال ضبط الحالات والكشف المبكر والحد من انتشارها، والأهم على المستوى الاجتماعي من خلال التوعية التي من المفترض ان تنتقل من الصفوف الى البيوت والأهل والمجتمع.