#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الكتابةُ في زمنِ تشكيلِ الحكوماتِ تشبهُ تتبعَ شاشةِ البورصةِ :
لا ثباتَ على رقمٍ ، والأنهماكُ كلُّ الأنهماكِ في متابعةِ المؤشراتِ والمعطياتِ مع كلِّ ما يعني ذلكَ من حرقِ أعصابٍ وارتفاعِ منسوبِ الضغطِ والتوترِ .
***
في " بورصةِ" تشكيلِ "الحكومةِ المفترضةِ" ، هناكَ ما هو أصعبُ من البورصةِ العاديةِ ، إنها الحساباتُ غيرُ المبنيةِ على منطقٍ والمليئةِ بالمناوراتِ والاخبارِ الكاذبةِ والمدسوسةِ والــ fake news ، وهي تنتشرُ هذهِ الايامُ بكثافةٍ ، " وألله يبارك بالسوشال ميديا " التي تسهِّلُ هذهِ العمليةَ .
المهمُ ، ماذا في " بورصةِ التشكيلِ " ؟
قُرِعَ جرسُ " البورصةِ " لحظةَ وصولِ الرئيسِ المكلفِ سعد الحريري إلى عين التينة ، وعلى رغمِ اقتصارِ البيانِ الذي صدرَ عن سطرٍ ونصفِ سطرٍ، بدأت " الجيوشُ الالكترونيةُ " توزِّعُ الأجواءَ .
انتقلت " البورصةُ " الى بيتِ الوسط مع اجتماعِ الرئيسِ المكلفِ مع نادي رؤساء الحكوماتِ السابقينَ.
تفرمَلَ التفاؤلُ بسببِ ما أعتبرهُ " أعضاءَ النادي " ان هناك مساً ببنودِ الدستورِ ولاسيما منها المتعلقةُ بتشكيلِ الحكوماتِ حسب الطائف طبعاً .
المحطةُ الثالثةُ للبورصةِ كانت في " البيَّاضة " حيثُ اللقاءُ بين رئيسِ التيارِ الوطنيِّ الحر والثنائي الشيعي.
***
في المحطاتِ الثلاثِ كانت "بورصةُ التشكيلِ" تواصلُ إنحدارَها .
العقدةُ الكأداءُ مَن يُسمي الوزيرينِ المسيحيين في حكومةِ الـــ 24 وزيراً ؟
الرئيسُ المكلفُ يعتبرُ انه هو مَن يُشكِّلُ .
رئيسُ التيارِ الوطني الحر يعتبرُ أن رئيسَ الجمهوريةِ هو الذي يُسمي الوزراءَ المسيحيين " وإلا فلتُشكَّلْ الحكومةُ من دوننا ونحنُ نبقى خارجها" .
ليلاً إنهارتْ البورصةُ ، فهل تكونُ هناكَ محاولةٌ ثانيةٌ؟
***
عودةٌ إلى السياسةِ : كلُّ هذا الرفضِ الذي سادَ امس والذي تُوِّجَ بأقصى درجاتِ السلبيةِ،ما الذي سيجعلهُ يتغيرُ ويصبحُ إيجابياً اليومَ ؟
الجميعُ ادلوا بما عندهم، فمن أينَ يأتونَ بالإيجابيةِ اليومَ ؟
عملياً ، لا شيءَ سيتغيَّرُ ، فلا وحيَ ولا ضغوطَ تنفعُ.
فمن جانبِ بيتِ الوسط " لاءاتٌ " ثلاثٌ :
لا اعتذارَ، لا تأليفَ، لا استقالةَ من مجلسِ النوابِ .
ومن جانبِ البيَّاضة :
لا تسميةَ للوزيرين المسيحيين من جانبِ بيتِ الوسط .
على هذا المنوالِ... الكارثةُ ستحلُّ عاجلاً أم ... عاجلاً.
ولا بأسَ من العودةِ إلى بعضِ الأوهامِ التي رافقت بورصةَ التشكيلِ :
حُكي عن مهلةٍ وضعها الرئيس بري ، وبعدها سيبقُ البحصةَ ، ليتبيَّن أن لا مهلةَ ولا مَن يُمهلونَ ، وفي الأساسِ لا مهلَ في الدستورِ في ما يختصُ بالتشكيلِ، حسبَ ما بعد اتفاقِ الطائفِ.
***
شعبُ لبنانَ الأصيلُ سائرٌ والربُ راعيهِ.