#الثائر
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن":
دخلت عملية تأليف الحكومة مرحلة جديدة، بعد طرح الأمين العام لـ" حزب الله " السيد حسن نصرالله أن يتولّى رئيس مجلس النواب نبيه برّي تدوير الزوايا والدفع نحو التأليف.
يبدو الرئيس برّي أمام مهمة صعبة للغاية، فمن جهة لا يستطيع أن يتجاوز مطالب رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل بـ"الثلث المعطّل" ومن جهة أخرى لا يعلم كيف سيتعامل مع حسابات الرئيس المكلّف سعد الحريري، سواء السنية أو الداخلية أو حتى الإقليمية المرتبطة بموقف المملكة العربية السعودية منه.
وعلى رغم "هبّات" التفاؤل بعد كلام نصرالله وقبل أن تنطلق محركات برّي التوفيقية، فإن وضع تأليف الحكومة يُحافظ على سوداويته، إذ إن الأمل بالخرق ضئيل جداً لأن كل فريق لا يزال يتمترس خلف مطالبه التي يعتبرها محقّة لطائفته، في حين أن ترك برّي وحيداً من دون أن يُقدم "حزب الله" على الضغط على حليفه باسيل ومن خلفه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يعني فشل مبادرة عين التينة قبل أن تنطلق.
وبعد أن كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أول المبادرين إلى جمع عون والحريري ومحاولة التوفيق بينهما، أدرك البطريرك أن المشكلة الكبرى في العقلية الحاكمة التي لا تلتفت إلى مصالح الشعب والبلد، فالراعي ينطلق من ثابتة أساسية وهي ضرورة تأليف حكومة إختصاصيين مستقلّة من دون "ثلث معطّل" تبدأ مشوار الإصلاح، ويؤكّد أنه يخوض معركة إسترجاع حقوق اللبنانيين جميعاً وليس المسيحيين لوحدهم، وأول حقّ هو أن يكون للبلاد حكومة على قدر المسؤولية.
وتنظر بكركي بحذر إلى ما سيقوم به الرئيس برّي، خصوصاً وأن تنسيقاً حصل في الفترة الماضية مع عين التينة، لكنه لم يوصل إلى طريق الحلحلة لأن كل فريق تمسّك أكثر بمطالبه، لكنها في الوقت نفسه تعتبر أن التجارب لم تكن مشجّعة وبالتالي علينا الإنتظار لنرى مفاعيل الإتصالات.
وفي السياق، تنفي البطريركية كل الكلام الذي تحدّث عن أن بكركي ممتعضة من تكليف برّي بهذا الملف، وتعتبر أن كل شخص أو قوّة سياسية تقوم بالجمع وإيجاد حلول ندعمها من دون قيد أو شرط، فالبلاد بحاجة إلى حكومة وهنا "بيت القصيد".
وفي هذه الأثناء، فإن البطريرك الراعي مستعدّ للدخول على الخطّ وتكثيف إتصالاته من أجل الوصول إلى تأليف حكومة سريعاً، لكنه يرى أنه يتوجّب على رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف المبادرة فوراً إلى عقد لقاءات وتذليل كل العقبات، لأن الخلاف الشخصي يُضرّ الشعب والبلد، ورجل الدولة يجب أن يتعالى عن كل الخلافات.
لا شكّ أن بكركي وعين التينة وكل الوسطاء متّفقون على أهمية حكومة إختصاصيين مستقلّة من دون ثلث معطّل، وستكون حكومة من 24 وزيراً نقطة لانطلاق الإتصالات الجديدة، وبالنسبة إلى الوزيرين من الحصة المسيحية فإن المبادرة قد تكون بأن يتفق كل من عون والحريري على أسماء حيادية تتمتّع بالكفاءة ولا ترتبط بأي طرف سياسي.
وإذا صفت النيات، لن يكون الحلّ بعيد المنال، لكن مسألة تسمية الوزراء المسيحيين لم تسلك طريقها بعد نحو الحلحلة، وبالتالي فإن الأمور ستُراوح مكانها وسيواجه بري ما واجهه الوسطاء الذين سبقوه وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.