#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تفضلوا يا حضراتِ الافرقاءِ السياسيينَ المعنيينَ بتأليفِ الحكومةِ ، والِّفوا ، خصوصاً لم يعد لدينا الوقتُ الطويلُ،
وكلُّ فريقٍ يرمي المسؤوليةَ على الفريقِ الآخرِ،
وكأنهُ لا يوجدُ شعبٌ ولا يوجدُ بشرٌ ولا يوجدُ مجتمعٌ ،
وكأنهُ ليسَ في البلدِ سوى هذهِ الطبقةِ السياسيةِ.
***
حينَ تألفتْ حكومةُ الأكاديمي البروفسور حسان دياب من فريقٍ سياسيٍّ من لونٍ واحدٍ،
وكانَ كلُّ الوزراءِ "مقنَّعينَ" ،
كنا اولَ المعارضينَ لها سواءٌ لرئيسها او لوزرائها الحديثين على ادارةِ بلادٍ يوجدُ فيها ازمةٌ كبيرةٌ مثلُ واقعنا،
وكتبنا بإسهابٍ عن اسبابِ معارضتنا لها،
لأنها لم تُقلِّعْ منذُ اليومِ الأولِ وجاءت إخفاقاتها لتُثبتَ صوابيةَ معارضتنا لها،واستمرينا على هذا المنوالِ إلى أن استقالتْ .
جاءتْ الإستقالةُ ليسَ تحتَ ضغطِ الطبقةِ السياسيةِ، بل تحتَ ضغطِ الشعبِ ،
ما اكدَ مرةً جديدةً ان نبضَ الشارعِ ما زالَ فعَّالاً ومؤثِّراً ،
والشعبُ ليسَ وحدهُ بل معهُ الاقلامُ الحرةُ الشريفةُ الجريئةُ التي لم تدخلُ يوماً جنةَ الحكمِ،
هكذا الشعبُ اسقطَ الحكومةَ من دونِ ضربةِ كفٍّ ومن دونِ طلقةِ رصاصٍ .
هذا يعني ان الديموقراطيةَ ما زالت بألفِ خيرٍ في لبنان ، وأنها ما زالت فعالةً حين يستخدمها الشعبُ في الوجهةِ الصحيحةِ .
بهذا المعنى يجبُ القولُ ان حثَ الرئيس الحريري المكلفِ والذي استقالَ بعد انتفاضةِ 17 تشرين الاول نزولاً عند ارادةِ الشعبِ،
عليهِ القيامُ بواجبهِ، وهذا أضعفُ الإيمانِ ،
***
الديموقراطيةُ العقلانيةُ الوطنيةُ لا تزالُ تنبضُ في لبنانَ ، وها قد وصلنا إلى مفترقِ طرقٍ ، فإما تشكيلٌ وإما إلى الشارعِ والفوضى من جديدٍ وصولاً الى:
فبما ان الثلثَ المعطلَ لم يعد موجوداً، ولم يعد شرطاً لدى احدٍ ، وبما ان حكومةَ اختصاصيينَ مع الرئيسِ الاكاديمي فشلتْ ، فالقرارُ عندكَ يا دولة الرئيس الحريري المكلف ، المبتعدِ عن لبنانَ ، والمقيمِ سعيداً في دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ حيثُ تغمركَ برحابةِ الاستقبالِ وحسنِ الضيافةِ والتسامحِ والإخلاصِ والكِبَرِ ،
تأتي إلى لبنانَ وكأنكَ رئيسُ حكومةٍ مكلفٌ لغيرِ دولةٍ ،
تحضرُ جلسةَ مجلسِ النوابِ وتغادرُ،
فرحمةً بالمواطنينَ أينما كانوا في لبنانَ،
قدِّم لائحتكَ جهاراً وبالتفصيلِ امامَ الرأي العام، واترك الشعبَ والرأيَ العامَ والكتَّابَ والناسَ والذينَ يكتبونَ ، ونحنُ منهم ، ان يقيِّموا ما ستقدمهُ من اسماءِ وزراءٍ ،
فإذا كانت التشكيلةُ الحكوميةُ، فيها املٌ للبلدِ وللشعبِ،
فسيكونُ لديكَ دولةَ الرئيسِ سيوفٌ من الكتَّابِ والوطنيينَ معكَ ،
أما إذا كانت حكومةَ محاصصةٍ فستفشلُ كما فشلتْ الحكوماتُ التي سبقتها.
***
حينَ سبقَ و كتبنا عن الرئيسِ الاكاديمي والوزراءِ المقنَّعين ، كانت صدورهم رحْبةً ،
اليومُ نخاطبكم دولةَ الرئيسِ الحريري المكلفَ، عسى ان يكونَ صدركمْ رحباً:
تفضلوا ومن حيثُ انتم محتَضَنونَ دولةَ الرئيسِ الحريري،
وقدِّموا حتى اسماءَ الوزراءِ المسيحيينَ،
والشعبُ هو الحَكَمُ والمرجعيةُ... اذاً الحلُّ موجودٌ...