#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
"فعلاً يللي استحوا ماتوا " ... هذا اقلُّ ما يُقالُ عن حالنا مع سابقِ تصوُّرِ وتصميمٍ منذُ 25 عاماً وصولاً الى ايامنا هذهِ اليائسةِ، البائسةِ والتي يبقى جوُّ التشاؤمِ يسيطرُ علينا جميعاً كشعبٍ ..
غزةُ الضحيةُ ما زالت تحتَ القصفِ منذُ سبعةِ ايامٍ، بناياتٌ تُدمَّرُ عن بكرةِ أبيها ، بيوتٌ تسقطُ على رؤوسِ اصحابها ، دمارٌ شاملٌ ، ومع ذلكَ هناكَ كهرباءٌ في غزةَ أقلهُ اكثرَ بكثيرٍ مما لدينا نحنُ.
***
في لبنانَ لا ضربةَ كفٍّ ، ومع ذلكَ التهديدُ بالعتمةِ الشاملةِ يحضرُ على كلِّ لسانٍ . لماذا ؟
لأنَ مؤسسةَ كهرباءِ لبنانَ تبيعُ الطاقةَ فيضيعُ ما تُنتجهُ هدراً وتعليقاً وبيعاً للتيارِ بأقلَّ من كلفتهِ، فكلما ولَّدتْ كلما خسرتْ ، ومما زادَ الطينَ بلَّةً أن الطعنَ امامَ المجلسِ الدستوري بسلفةِ الـــ 200 مليون دولارٍ لشراءِ الفيول ، علَّقَ صرفَ السلفةِ، فمن أينَ يأتي الفيول ؟
وحتى لو فُكَّ أسرُ السلفةِ فإنها ستُدفَعُ من أموالِ المودعينَ الموجودةِ كأحتياطٍ إلزاميٍّ في مصرفِ لبنانَ ،
فمَن قالَ لكم أن تدفعوا من اموالنا اساساً، والتواقيعُ بمجلسِ الوزراءِ مجتمعاً لتصرفوا على كهرباءٍ يذهبُ أكثرُ من نصفها هدراً وسرقةً وعدمَ جبايةٍ كما يجبُ ؟
***
والكهرباءُ ستسيرُ من سيئ إلى اسوأ :
البواخرُ التركيةُ اطفأتْ محركاتها " ومشكلتها مشكلةٌ " مع الحكومةِ :
لديها متأخراتٌ في ذمةِ الدولةِ بما يُقاربُ الـــ 200 مليون دولارٍ ، وهي لم تقبضُ مستحقاتها منذُ سنةٍ ونصفِ سنةٍ ، والعقدُ معها ينتهي في ايلول المقبل.
امامَ السلطةِ ثلاثُ قضايا عالقةٌ مع شركةِ البواخر:
1- قضيةٌ ماليةٌ .
2- قضيةُ انتهاءِ العقدِ بعدَ أقلَّ من اربعةِ اشهرٍ .
3- قضيةٌ قضائيةٌ حيثَ ان القضاءَ حجزَ على البواخرِ بسببِ شبهةِ عمولةٍ دفعتها الشركةُ .
4- وهناكَ بندٌ جزائيٌ أنهُ في حالِ ثَبُتَ دفعُ الرشوةِ فإن على الشركة ان تدفعَ 25 مليون دولارٍ للدولةِ اللبنانيةِ .
***
فوقَ هذهِ المشاكلِ ، يهدِدُ اصحابُ المولداتِ بأنهم ، بدورهم ، سيُطفئونَ مولداتهم لأنهم لا يستطيعونَ تحمُّلَ أن يؤمِّنوا الكهرباءَ لوحدهم فيما فواتيرهم لا تكفي ،إذ "لا توفِّي معهم" .
ويا أيها المواطنُ ما عليكَ سوى ان تكونَ عالقاً ليسَ بينَ " شاقوفين " بل بينَ مؤسسةِ كهرباءِ لبنانَ والبواخرِ والمولداتِ ،
فما العملُ في هذهِ الحال ؟
البعضُ لديهم مولداتٌ خاصةٌ لكنها ليست الحلَّ، فالمولِّدُ الخاصُ هو للحالاتِ الاستثنائيةِ ولا يحلُّ لا محلَ كهرباءِ الدولةِ ولا محلَّ البواخرِ ولا محلَّ مولداتِ الإشتراكِ !
***
بربِكم ، إلى أينَ تريدونَ أن توصلونا بعدُ ؟
لا كهرباءَ ، لا ادويةَ ،لا مستشفياتٍ كما كانت، معظمُ الموادُ الغذائيةُ مقطوعةٌ.
حربُ غزةَ ستنتهي يوماً ما ،
لكن جلجلةَ قهركم للشعبِ اللبنانيِّ متى تنتهي ؟
نعيشُ على دربِ الآلآمِ والعذابِ والنفاقِ، وألافقِ المسدودِ ،
ولا من حسِّ او شعورٍ او إحساسٍ او يقظةِ ضميرٍ، منكم تجاهَ الناسِ.