#الثائر
بقلم صموئيل نبيل أديب
الفائز بجائزة فارس الأدب العربي لسنه 2020
وقف البطريرك يوحنا الملقب " بذهبي الفم" يعظ أمام الملايين من الشعب الذين تجمعوا ليسمعوا كلماته الحلوة ..فقد كان رجلاً ذو هيبة و قوة وخطيب تخفق القلوب لكلماته فلم يوجد من يجاريه في الخطابة من بني عصره .. . و فيما هو يتكلم توقف فجأة.. استمر صمته لدقائق تعجب منها الحاضرون و لكنّه في النهاية قال " فلنصمت جميعاً لأنه قد حضر المعلم الأعظم.. . الموت.."
فقد أتت في تلك اللحظة جنازة أحدهم ليصلوا عليه في الكنيسة..
وكلما شعرت أنا بالحزن لفراق الأحباء. أتذكر دائما قول يوحنا ذهبي الفم.. . فقد كان الموت هو الصخرة التي تتحطم عليها الفرحة و السعادة والشهوة و اللذة و ينتهي عندها الألم والبكاء والضيق..
الموت هو المعلم لمن لا يعرف.. والأستاذ لمن لا يعي..
وجاءت الأديان لتخبرنا أنه هناك ما بعد الموت .. هناك ثواب وعقاب و فرحة وحسرة و هناك بيوت بنيناها بأفعالنا على الأرض…
اليوم .. نحتفل أننا قد تعلّمنا الدرس.. وتعلّمنا أن الموت الأستاذ الأعظم قد أعطى درسه الأخير.. فقرر المسيح أن يُرينا عملياً ما بعد الموت.. . أن يمسك بيد كل إنسان و يقول له " لا تخف فأنا قد مشيت في نفس الطريق قبلك… وها أنا أساندك وأساعدك ومعاً سنقوم من بين الأموات.. لا تخف..فأنت معي "