#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بإسمِ شعبِ لبنانَ الحضاريِّ الأصيلِ.. نستنكرُ ونعتذرُ ونكرِّرُ الاعتذارَ للأخوةِ الاشقاءِ في الكويتِ الحبيبةِ، الى مملكةِ البحرينِ الأحبْ، الى المملكةِ العربيةِ السعوديةِ ،الى دولةِ الامارات العربيةِ المتحدةِ التي ايَّدتْ موقفَ المملكة.
ونقولها بالفمِ الملآنِ ، نحنُ محكومونَ بالفسادِ،حيِّدونا نحنُ الشعبُ الطيِّبُ، ولا تعاقبونا مع الذين لوثوا سمعةَ لبنان.
***
كانَ لبنانُ يُصدِّرُ أدمغةً وسمعةً وسلعاً ، وكانت المنتوجاتُ تُدمَغُ بشعار " فخرُ الصناعةِ اللبنانيةِ" .
وكانَ شعارُ الصناعيينَ " بتحب لبنان حب صناعتو"،
ولكن اليومَ أين وصلنا ؟
صارَ يُصدَّرُ من لبنانَ الممنوعاتُ والمخدراتُ عبرَ معاملَ محليةٍ تعملُ للتصديرِ إلى الدولِ الصديقةِ والشقيقةِ والغربيةِ ،
فلقد تصاعدت التحذيراتُ الدوليةُ من أن يكونَ لبنانُ تحوَّلَ إلى نقطةِ انطلاقٍ لتهريبِ المخدراتِ والممنوعاتِ إلى دولٍ عربيةٍ وأوروبيةٍ .
جاء التحذيرُ الأولُ والاقسى من المملكةِ العربيةِ السعوديةِ بعدَ ضبطِ اكثرَ من مليونينِ ونصفِ مليونِ حبةٍ مخدِّرةٍ موضوعةٍ داخلَ أكوازٍ من الرمانِ ،
وأينَ انتاجُ الرمانِ في بلدنا؟
وبعدَ يومينِ أعلنتِ اليونان عن ضبطِ اربعةِ أطنانٍ من مخدِّرِ الحشيش مخبأةٍ في شحنةِ آلاتٍ لصنعِ الحلوى متجهةٍ من لبنان إلى سلوفاكيا.
***
هكذا بينَ ليلةٍ وضُحاها تحوَّلَ هذا البلدُ العظيمُ من بلدٍ يصدِّرُ الأدمغةَ إلى بلدٍ يصدِّرُ المخدِّراتِ....ففي أيِّ قعرٍ نحنُ ؟
***
الكويت أيَّدتْ تاييداً تاماً قرارَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ الشقيقةِ حظرَ دخولِ الخضارِ والفواكه من لبنان بسببِ استغلالها من قبلِ البعضِ لتهريبِ المخدراتِ.
مملكةُ البحرينِ أيَّدتْ القرارَ الذي اتخذتهُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ الشقيقةُ بمنعِ استيرادِ أو عبورِ المنتجاتِ الزراعيةِ من الجمهوريةِ اللبنانيةِ إلى أراضيها .
بدورها أعربت دولةُ الإماراتِ عن تأييدها لقرارِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ بحظرِ المنتجاتِ الزراعيةِ القادمةِ من لبنان بعد أن ثَبُتَ استخدامها لتهريبِ المخدراتِ إلى أراضي المملكة.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدوليِّ دعمَ المملكةِ في ما تتخذهُ من إجراءاتٍ لحمايةِ المجتمعِ من آفةِ المخدراتِ، وتأييدها في كافةِ الخطواتِ التي تتخذها في إطارِ جهودها الدؤوبةِ لمكافحةِ هذه الجريمةِ المنظمةِ، وحقها في حفظِ وسلامةِ المجتمعِ.
***
من يُعوِّضُ اولاً عن سمعةِ لبنانَ وشعبهِ الأصيلِ الطيِّبِ، وعن المزارعِ اللبنانيِّ الذي كانت صادراتهُ إلى السعوديةِ ما يقاربُ 25 مليون دولار سنوياً، وأكثرَ من ذلك ،
حكامَنا المتحكِّمينَ... كيف ستبعدون عنا مَنْ أذلَّنا وأذلَّ سمعةَ لبنانَ.
بعدما تحوَّلَ إلى منصةٍ لتصنيعِ المخدراتِ وتصديرها .
ونتساءلُ لماذا لم يصدر بيانٌ من دولةِ الرئيسِ الاكاديميِ بالاعتذار ، وكذلكَ الرئيسُ المكلفُ سعد الحريري.
لقد أفلستمْ على كلِّ المستوياتِ :
سياسياً ، أنتم عنوانُ العجزِ والفشل، والتآمرِ على شعبكم..
مالياً ، أنتم منبعُ الفسادِ بإمتيازٍ بعد ان نهبتمْ شعبكم .
إقتصادياً ، أنتم تَتصدرون لائحةَ الشرفِ المخزيةِ بعد ان هدرتمْ أموالَ الدعمِ وسمحتمْ بتهريبِ كلِّ السلعِ المدعومةِ .
***
لا تجري كلُّ هذهِ الأمورُ دونَ علمِ المسؤولينَ وبالتالي مَنْ هُم المستفيدونَ من هذهِ الفوضى .
حينَ تُريدونَ تعرفونَ كلَّ شيءٍ وتضبطونَ كلَّ شيءٍ . وحينَ لا تريدونَ تغضونَ الطرْفَ فإنَ كلَّ الأمورِ تُمرَّرُ .
لا يَصحُّ ان نكونَ دولةً ومزرعةً تحتَ سقفٍ واحدٍ :
إما دولةٌ وإما مزرعةٌ ، لتمريرِ "الفاكهةِ المفخَّخَةِ" بالمخدراتِ أم لتصديرِ المحرماتِ؟
ولكن إلى متى سيبقى الوضعُ هكذا ؟
إلى أن تعي الطبقةُ الحاكمةُ انها لم تعد مقبولةً من كافةِ الشعبِ اللبنانيِّ المَكْويِّ بعارِ اعمالكمْ وافعالكمْ وتمريراتكمْ وتصديراتِكمْ المشينةِ.