#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تُطالِعُ مواقعُ التواصلِّ الاجتماعيِّ منذُ الصباحِ ، فتقرأُ أن موقعَ رئاسةِ الجمهوريةِ يُغرِّدُ على تويتر:
ان " الرئيس عون يترأسُ اليومَ اجتماعاً أمنياً بحضورِ رئيسِ الحكومةِ ووزيري الدفاعِ والداخليةِ وقادةِ الأجهزةِ الأمنيةِ " ...
رئيسُ الجمهوريةِ يستشعرُ بالفراغِ في السلطةِ :
رئيسُ حكومةِ تصريفِ الأعمالِ لا يدعو إلى جلسةٍ استثنائيةٍ لمجلسِ الوزراءِ، على رغمِ الظروفِ الملحَّةِ التي تستدعي عقدَ مثلِ هذهِ الجلسةِ .
الوزاراتُ في حالٍ من الكسلِ والاهتراءِ ، وعجزها واضحٌ في اليومياتِ .
رئيسُ الحكومةِ المكلَّفُ يجولُ وكأنهُ رئيسُ حكومةٍ شكَّلَ حكومتَهُ ،
فمع كلِّ هذهِ الزياراتِ ، ماذا لو اعتذرَ عن عدمِ تشكيلِ الحكومةِ ؟ فماذا تكونُ عليهِ مفاعيلُ زياراتهِ ؟ المنطقُ يقولُ إن الجولاتِ في الخارجِ تكونُ بعدَ تولي المسؤوليةِ ، فليسَ هناكَ شيءٌ إسمهُ " رئيسُ حكومةٍ مكلَّفٌ " ، هناكَ " رئيسُ حكومةٍ " ونقطةٌ على السطرِ وهو في هذهِ الحال الرئيسُ حسان دياب ، وحتى لو كان في حالِ تصريفِ اعمالٍ .
***
لكن المشكلةَ ابعدُ من ذلكَ بكثيرٍ ،
هناكَ انفجارٌ اقتصاديٌ وماليٌ سيحصلُ ، وكلُّ المسألةِ مسألةُ توقيتٍ وعنوانهُ رفعُ الدعمِ ،وأكثرُ من مسؤولٍ يحدِّدُ موعداً لهذا الإستحقاقِ :
منهم مَن يقولُ أن رفعَ الدعمِ سيتمُّ بعدَ انتهاءِ شهرِ رمضان المبارك .
منهم مَن يقولُ ان رفعَ الدعمِ سيكونُ في أخرِ ايار،
بعدَ ان يُتخذَ القرارُ بعدمِ المسِّ بالـــ 15 مليار دولار المتبقيةِ في مصرفِ لبنان كأحتياطٍ إلزاميٍّ من اموالِ المودعين .
وهل هناكَ أوضحُ مما قالتهُ وكالة " موديز " للتصنيفِ الإئتماني: إن التعـدي على الاحتيـاطيـاتِ الإلزامـيةِ للبنوكِ لدى مصـرفِ لبنـانَ في ظلِ استمـرارِ مـأزقِ الحكومـةِ سيزيدُ من المخـاطرِ على البنوكِ،
مما يعـرِّضُ للـخطرِ مـا تبقـى للبنـانَ مـن علاقـاتِ مراسلةٍ مصرفيـةٍ، ويقـوّضُ بدرجـةٍ أكبرَ توافرَ خدماتِ المدفوعاتِ العابرةِ للحدودِ من أجلِ التحويلاتِ والتجارةِ والسياحةِ، وهي من الدعائمِ الرئيسيةِ للاقتصادِ".
هل يجرؤُ " معتوهٌ " على هدرِ ما تبقى من إحتياطٍ إلزاميٍّ سيذهبُ إلى التهريبِ الذي اصبحَ على عينكَ يا مسؤول ؟
إنها الإستباحةُ لكلِّ شيءٍ .
ومع ذلكَ ، هناكَ مَن يعتبرُ أن الدنيا ما زالتْ بألفِ خيرٍ ، لأنهم أهلُ السياسةِ المرسملون ، وما زالَ الجدلُ البيزنطيُّ قائماً وناشطاً .
إستمرُّوا بضجيجِ جِدالكم البيزنطيِّ لملءِ الفراغِ، بإنتظارِ الاشهرِ القاسيةِ القادمةِ... للأسفِ!