#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
إذا كانت الطبقةُ السياسيةُ الفاجرةُ والعاجزةُ في آنٍ لا تفهمُ بلغةِ التحليلِ والتفسيرِ والتوضيحِ والشرحِ، فهل يمكنُ أن تفهمَ بلغةِ الأرقامِ ؟
بحسبِ مرصدِ الأزمةِ في الجامعةِ الأميركيةِ فإن زيادةَ الأسعارِ للسلعِ الأساسيةِ بلغت من اولِ السنةِ إلى اليوم 350 في المئةِ،
وهي سلعٌ لا يمكنُ الإستغناءُ عنها لأنها مؤلَّفةٌ من الخضارِ والفاكهةِ، والحبوبِ واللحومِ والزيوتِ ومشتقاتِ الحليبِ والألبانِ.
إنها السلَّةُ الغذائيةُ الأساسيةُ لكلِّ عائلةٍ وليسَ فيها أيُّ سلعةٍ " أكسترا " ليُقالَ إنهُ بالإمكانِ الإستغناءُ عنها .
***
ومن الأرقامِ ايضاً ، قيمةُ الودائعِ بالدولارِ أنخفضت من ١٤٠ ملياراً الى حوالي ١٠٠ مليار،
لأن الناسَ يَسحبونَ اموالهم المودعةَ بالدولار وفقَ كوتا شهريةٍ على دولارِ 3900 ليرة . هكذا بعدَ عدةِ سنواتٍ تنتهي هذهِ " الودائعُ " فتتخلصُ المصارفُ منها وتتخلصُ الدولةُ من السدادِ ، ويكونُ اللبنانيُّ العاديُّ وحدهُ قد تحمَّلَ الخسائرَ وطُبِّقَ عليهِ الهيركات ،
فيما كبارُ الفاسدينَ قد هرَّبوا أموالهم .
***
ومَن هروبِ الأموالِ وتهريبها إلى تهريبِ كلِّ ما هو مدعومٌ :
من بنزين ومازوت إلى ادويةٍ إلى موادَّ غذائيةٍ ، إلى درجةٍ انه لم يعد هناكَ حليبٌ للاطفالِ في السوبر ماركت والصيدلياتِ .
أليسَ عجيباً ان تُباعَ الموادُ الغذائيةُ المدعومةُ على الرفوفِ في افريقيا وتركيا وغيرهما من الدولِ؟
كذلكَ الكهرباءُ والفيولُ المدعومِ والى ما هنالكَ...
كلُّ دولِ العالمِ تُصدِّرُ منتجاتها ويُكتَبُ عليها " صُنِعَ في هذهِ الدولةِ أو تلك " ، إلاّ " الصادراتُ اللبنانيةُ " التي يُكتَبُ عليها " دُعِمَ في لبنان " .
***
وبعد ، هل مَن يسألُ لماذا يجبُ تأييدُ الخطواتِ القضائيةِ والملاحقاتِ التي يجبُ ان تُطاوِلَ كلَّ أهلِ الفسادِ والمهربينَ دونَ استثناءٍ ؟
هل فَكَّرَ المودِعُ كيفَ يَستردُّ ودائعهُ؟
حتى قبلَ أن تُفتحَ هذهِ الملفاتُ ، ماذا فعلتِ السلطةُ السياسيةُ ؟
لماذا لم تُنجِز " الكابيتال كونترول " الذي لا يحتاجُ سوى إلى اسبوعٍ لأقرارهِ ؟ تركت الأمورُ على غاربها في الأيامِ الأولى من ثورةِ 17 تشرين عام 2019 ، فهرَّبَ مَن هرَّب،
فيما المواطنونَ العاديون عَلِقتْ ودائعهم وصاروا للأسفِ كالشحاذين ينتظرونَ على ابوابِ المصارفِ لأخذِ حصتهم الشهريةِ من اموالهم !
بعدَ كلِّ هذهِ البهدلةِ ، هل مِن احدٍ لا يؤيدُ الإجراءاتِ ضدَ الفسادِ،
التي من المفترضِ ونكرِّرُ ونُصِرُ، أن تشملَ كلَّ انواعِ الفسادِ والتهريبِ المدعومِ على انواعهِ بحراً وبراً،
وللعلمِ اصبحتِ الاغنامُ المدعومةُ تُشحنُ جواً ؟
في الوقتِ الذي كلُّ العائلاتِ اللبنانيةِ الكريمةِ الأصيلةِ الطيِّبةِ من كلِّ المناطقِ اللبنانيةِ دونَ استثناءٍ، لم يعد باستطاعتها كعادتها أن تشتريَّ كيلو لحمةٍ او دجاجٍ للشوي يومَ الاحدِ في نهايةِ كلِّ اسبوعٍ حسبَ العاداتِ اللبنانيةِ الأصيلةِ.
أليسَ هذا هو الاجرامُ بعينهِ.