#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لا شكَ ان ما قامتْ وتقومُ بهِ "الرِّيِسة" غادة عون من اجراءاتٍ وتدابيرَ قضائيةٍ، بالرغم من أن هناك مغاورَ كثيرةً للفسادِ ستتطرقُ اليها، قابلتها معارضةٌ قضائيةٌ واسعةٌ، اعتراضاً على الطريقةِ التي أتَّبعتها، لكنها حَظِيتْ باهتمامٍ واسعٍ وتأييدٍ ودعمٍ،
من قبلِ مجموعاتٍ كبيرةٍ من المواطنينَ الذينَ ضاقوا ذرعاً وهم يبحثونَ أينَ وكيفَ ولماذا طارت ودائعهم في المصارفِ.
ولماذا وكيفَ ولحسابِ مَنْ تمَ التلاعبُ بسعرِ الصرفِ فأنهارت العملةُ الوطنيةُ وانهارتْ معها القدرةُ الشرائيةُ للمواطنينَ،
وصارَ الحدُّ الادنى للاجورِ لا يُساوي خمسينَ دولاراً اميركياً.
هكذا وفي لحظةٍ شعرَ اللبنانيونَ أن ثمةَ بارقةَ أملٍ في الحائطِ المسدودِ والمقفلِ امامهم قد تأخذهم الى الكشفِ عن المستورِ. صحيحٌ ان ما جرى جرى، وأن من ارتكبَ قد لا يُحاسبُ في المدى المنظورِ كونُ البلادِ لا تزالُ بكلِّ مؤسساتها تعيشُ ضغوطَ التدخلاتِ السياسيةِ وحفلاتِ الترهيبِ الحزبيةِ وغيرها .
***
لكنَ الحفرَ ولو بإبرةٍ في جبلِ الفسادِ قد يُخلخلُ أسسَ الجبلِ وتسقطُ معهُ أسماءٌ ومرجعياتٌ مدّتْ يدها على المالِ العامِ ...
المحاولةُ جريئةٌ وشجاعةٌ، والطريقُ طويلةٌ للوصولِ الى الميناءِ.. لا سيما أن العواصفَ ستطوِّقُ هذهِ المحاولاتِ، لكن المهمُّ ان يصمدَ الناسُ وأن لا ييأسوا، فاموالهم حقوقٌ مقدسةٌ لهم وكراماتهم لا يمكنُ لأحدٍ المسُّ بها ومن هنا فالصبرُ مطلوبٌ.
***
وفي الانتظارِ لا يبدو ان "مشاويرَ" الرئيسِ المكلفِ من بلدٍ لآخر،
بينَ موسكو والمغرب وغداً الفاتيكان ستسهِّلُ ولادةَ الحكومةِ، والسؤالُ هل يريدُ الرئيسُ المكلفُ تشكيلَ حكومةٍ أم هو ينتظرُ شيئاً ما او اشارةً ما او ضوءاً وتدخلاً ما او "رضى" ما.... حتى يستعيدَ المبادرةَ ويُشكلَ حكومةً: أيُّ حكومةٍ؟
امامَ إنهيارِ المؤسساتِ الواحدةِ تلو الاخرى، كان صاعقا كلامُ نائبِ رئيسِ مجلسِ النواب ايلي الفرزلي بدعوةِ الجيشِ لتسلُّمِ السلطةِ بشكلٍ انتقاليٍّ...
هكذا وبسحرِ ساحرٍ لم يجد الفرزلي حلاً الاّ الجيش،
هذهِ المؤسسةُ العظيمةُ والعريقةُ والتي لا يزالُ الرهانُ عليها كبيراً للحفاظِ على استقرارِ ووحدةِ البلدِ يُرادُ لها ان تدخلَ في زواريبِ السياسةِ،
ووحولها وانقساماتها حتى ينهارَ كلُّ شيءٍ..وكأنَ المطلوبَ إنهيارُ كلِّ المؤسساتِ بانتظارِ حدثٍ ما يجري العملُ عليهِ...
هل يتحملُ الشعبُ اللبنانيُّ ان يكونَ من جديدٍ حقلَ تجارب؟
المطلوبُ: الحكمةُ الحكمةُ الحكمةُ .