#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "**
ستبدأ شركة الطيران البحرينية "طيران الخليج" تسيير رحلات مباشرة من المنامة إلى مطار بن غوريون. وستنطلق الرحلة الأولى في 3 حزيران يونيو المقبل ، وحُدد سعر التذكرة ب 299 دولارًا أمريكيًا. ورغم أن شركة "طيران الخليج" تُقدّم رحلات بأسعار مخفضة إلى جنوب شرق آسيا مع توقف في المنامة ، لكنها في هذا المكان الجديد ستواجه منافسة شديدة مع الاتحاد الإماراتي، الذي بدأ بتسيير رحلاته إلى تل أبيب.
وفي مشهد التسابق العربي نحو التطبيع مع اسرائيل، ضاعت نضالات الكثيرين من فرسان العروبة، واندثرت مبادرات السلام العادل ، وحتى حل الدولتين الأمريكي أصبح في خبر كان، وعندما يحين وقت الحوار لن يبقى شيئاً عربياً من الضفة الغربية للتفاوض عليه، وفق تعبير المسؤولين الاسرائيليين.
وليس بعيداً عن هذا المشروع الصهيوني ، ما كان يُعدّ للأردن الذي ما زال يمثّل في عمق العقل الاسرائيلي الحل الأمثل كوطنٍ بديل للفلسطينين. وتشير المعلومات إلى أن جهاز المخابرات التركية، هو الذي كشف مخطط الانقلاب في الاْردن، وزوّد جهاز المخابرات الأردنية بالخبر، وتم توجيه الاتهام إلى الأمير حمزة المقرب من السعودية بالضلوع في الفتنة، ويجري التحقيق الآن مع شخصيتين مقربتين جداً من الأمير حمزة والرياض وهما ؛الشريف حسن بن زيد المستشار السابق للديوان الملكي ، وباسم عوض الله الذي يحمل الجنسية السعودية إضافة إلى جنسيته الأردنية.
تم تسريب بعض المعلومات الاستخباراتية التي تحدثت عن وجود أصابع أمريكية في حادثة الأردن ، وأن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان موجوداً في العراق لتقديم المساعدة في إدارة الانقلاب ، وأن السبب في ذلك أن الملك عبدالله الثاني رفض صفقة القرن ، ويشكّل عقبة رئيسية أمام تنفيذ مشروع الوطن البديل للفلسطينيين. ويلقى الأردن اهتماماً كبيراً من الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد توقيع معاهدة التعاون العسكري الأخيرة في ١٦ آذار الفائت، ويُشكّل هذا البلد القاعدة الخلفية الأكثر آماناً للقوات الأمريكية العاملة في سوريا والعراق.
ويقول مصدر أمريكي رفيع أن إدارة بايدن تعتبر أن الملك عبدالله الثاني هو حليف استراتيجي لها في المنطقة، وأن استقرار الأردن يُشكّل ركيزة أساسية في استقرار المنطقة، وأن لا علاقة للولايات المتحدة فيما كان يُحاك للأردن .
وتشير التقارير أن الاْردن سيزيد بعد هذه الحادثة من تعاونه مع القوات التركية، بحيث سيتم الاتفاق قريباً على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في الاْردن ، وعلى مقربة من الحدود السعودية، وفي ذلك إشارة واضحة لرغبة تركيا في لعب دور رئيسي في قضايا المنطقة، ومحاولتها الضغط على السعودية.
فبعد أن ساءت علاقتها بالسعودية بعد مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي، والدور الذي لعبته المخابرات التركية في كشف تفاصيل العملية التي جرت على أراضيها داخل القنصلية السعودية، وما تبع ذلك من توجيه أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، أصبح الخلاف بين البلدين يأخذ بعداً جيوسياسياً، بحيث عمدت تركيا إلى إنشاء قاعدة عسكرية لها في قطر، وها هي الآن تحاصر المملكة السعودية من جهة الأردن.
لكن هذا لا يعني أن تركيا باتت قادرة على الإمساك بالملفات الساخنة، فهي أخفقت في ليبيا ،واكتشف أردوغان أنه أخطأ في استفزاز مصر ، وهو يحاول الآن التقرب من نظام الرئيس السيسي ، خاصة بعد اكتشافه خطة التعاون والدعم العسكري الاسرائيلي لخصمه الأول اليونان، والتي بلغت قيمتها ١،٦٥مليار دولار، فيما لا تلقى المبيعات العسكرية التركية قبولاً وتشهد تراجعاً في عدة دول في العالم.
نجح الاسرائيليون بمساعدة الأميركيين في تحويل أنظار العرب عن فلسطين ، وبات العداء لإيران في رأس أولوياتهم ، فيما تستمر إيران بإثارة النزاعات المذهبية، خاصة الانقسام السني الشيعي في كافة الدول العربية، لتوظّف ذلك في خدمة مشروعها للدخول والهيمنة على بعض هذه الدول، والمساومة مع القوى الكبرى على دورها ومصالحها الإقليمية .
لم يكتشف العرب حتى الآن أسرار خطة بنغريون، ونصيحة فيليب حبيب لزعماء اسرائيل ، بأن أول شروط استمرارها كدولة هو إيجاد عدو جديد للعرب ، وجعلهم يعتمدون عليها في مواجهته . وهذا ما تم تحقيقه بالفعل بحيث بتنا نرى سباقاً من المغرب إلى البحرين باتجاه مطار بنغريون، سعياً في كسب رضا ودعم قادة اسرائيل، وداعميها في الدولة الأمريكية العميقة، القابضين على أعناق رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، والمتحكمين بأضخم كارتلات المال والنفط .
وأصبحت منطقة الشرق الأوسط ساحة صراعٍ ، يتنافس فيها؛ الأمريكيون والروس والصينيون، مع إعطاء أدوار البطولة الثانوية للاعبين الأقليمين والمحلّيين، من إيران إلى تركيا والسعودية ومصر والشريك الأوروبي ، والهدف واحد إزالة العداء العربي لاسرائيل ، واقتسام هذه المنطقة الغنية بالثروات، وإبقائها سوقاً للسلاح وساحة لتجارب آلة الحرب .
**رئيس التحرير