#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أينَ "أنتم" ايها الحاكمون! لم تكتفوا بخطفِ بسمةِ الكبارِ بل أكملتمْ على فرحةِ الصغارِ .
اولُّ الاعيادِ عيدُ الشعانينِ ، لدى الطوائفِ الكاثوليكية الكريمةِ يليها عيدُ الفطرِ المباركُ ثم عيدُ الفصحِ لدى الطائفةِ الاورثوذكسية الكريمة، صحيحٌ ان إجراءاتِ كورونا حرَّمتْ كل الأطفالِ من هذهِ الفرحةِ التي تتكرَّرُ كلَّ سنةٍ ، لكن " ألإيجابيةَ " الوحيدةَ لهذهِ الإجراءاتِ أنها جعلت العائلاتِ تتفادى الإصطدامَ بواقعِ كلفةِ العيدِ .
سنتحدثُ بلغةِ الناسِ ، وأصلاً الكلامُ الذي يصلُ هو الذي يتحدثُ بلغةِ الناسِ :
هل يعرفُ " فاسدو الفساد " كم بلغَ سعرُ شمعةِ العيدِ هذه السنة ؟ هل " فَصَلو " سعر حلوى العيدِ من معمولٍ وغيرهُ ؟ هل عرفوا بأسعارِ ثيابِ الأطفالِ ؟
طبعاً لا يُبالون ! هل تعرفونَ ان الصغارَ قلوبهم مليئةٌ بالكراهيةِ لكم تماماً كما الكِبارُ ؟ "أنتم" من أيِّ انواعِ البشرِ لأنكم لم توفروا صغيراً وكبيراً من تدميرِ حياتهم ومستقبلهم .
إستهتاركم بأحوالِ شعبكم فاقَ كلَّ توقُّعٍ ، "أنتم" سرقتمْ احلامَ أربعةِ ملايينَ لبنانيٍّ ، ولا تكلّفوا ِأنفسكم عناءَ السؤالِ عنهم .
ولا تكتفونَ بذلكَ، بل تواصلونَ أستهتاركم ، ولا إنجازَ لكم على أيِّ مستوى : لا حكومياً ولا صحياً ولا اقتصادياً ولا حياتياً ولا معيشياً .
***
ولكن ، من هنا إلى أين ؟
"أنتم" لا تعرفونَ لأنكم لا تُبالون ، وكما أضعتم شهوراً ، منذُ تفجيرِ المرفأِ ، " لا مانعَ لديكمْ " من ان تضيِّعوا المزيدَ من الشهورِ لأنكم لا تخشونَ المحاسبةَ .
لكن مع ذلك ، "أنتم" أصبحتمْ خارجَ الحاضرِ والمستقبلِ والتاريخِ ، وكلُّ المسألةِ مسألةُ وقتٍ .
***
"أنتم" تعتقدونَ أن الزمنَ توقَّفَ ! لا ، الزمنُ يسيرُ و"أنتم" زائلون ، والجيلُ الآتي هو الجيلُ الذي سيلفظكم ولن يعترفَ بكم ،
وإنْ لم تُحاكموا اليومَ فإن محكمةَ التاريخِ والحاضرِ والمستقبلِ ستحاكمكم ، ولن تفلتوا من العقابِ:
نعترفُ ان العالم بأسرهِ بسببِ جائحةِ الكورونا المتجدِّدةِ اختفت فيهِ بهجةُ الاعيادِ والاعمالِ والفرحةِ والسهرِ ،
أنما سيكتبُ التاريخ:
إنكم تسببتم عن سابقِ تصورٍ وتصميمٍ في إنهيارِ البلدِ وفي ضربِ كلِّ مقوِّماتهِ وأنكم فعلتم بهِ وبأبنائهِ ما لم يفعلهُ حتى الاعداءُ .
سيكتبُ التاريخُ أنكم زوَّرتمْ الحقائقَ ، وأخفيتموها عن الناسِ ، إلى حينِ الإنهيارِ الكبيرِ .
سيكتبُ التاريخُ أنه في يومِ الشعانينِ تذكَّرَ اللبنانيونَ كيفَ ان السيدَ المسيحَ دخل الى الهيكلِ وطردَ اللصوصِ والعبرةُ في المعنى.
***
لن تُفلتوا من العقابِ لا اليومَ ولا غداً ولا بعدَ مئةِ عامٍ ولن تنسى الأجيالُ أفعالكم :
هل نسيَ التاريخُ ان نيرونَ احرقَ روما ؟
وأن هولاكو قتلَ الملايينَ ؟
فتاريخُ لبنانَ لن ينساكمْ.