#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
من وحي ما حصلَ يومَ " الإثنينِ الأسودِ " من كشفٍ للخلافِ المستحكِمِ بين بعبدا وبيت الوسط ، يمكنُ الإستنتاجُ أننا لم نصلْ إلى القعرِ بعد ، بل هناك " طبقاتٌ " في الهُوَّةِ العميقةِ لم يصل إليها البلدُ بعد ،
فأختيارنا ان نكونَ من صلبِ الشعب اللبنانيِّ الآبيِّ الحرِ المتألمِ، فنسخِّرُ سياستَنا وآراءنا وصرختنا كلها لهذا الشعبِ الكريمِ البطلِ المعطاءِ الحضاريِّ الذي أعطى كلَّ شيءٍ ولم يبخل بشيءٍ.
ففي كلِّ يومٍ تُتحفنا الطبقةُ السياسيةُ بدهشةٍ جديدةٍ عما تختزنهُ من اللامبالاةِ.
***
بعدَ " الإثنينِ الأسودِ " نسألُ مع المواطنينَ : إلى أينَ يريدونَ أن يوصلونا ؟ لا نعرفُ في أيِّ هاويةٍ نحنُ اليومَ . المشكلةُ أننا في هاويةٍ متعددةِ الكوارثِ :
فهناكَ كارثةُ كورونا حيثُ الإصاباتُ تَسبقُ اللقاحاتِ .
وهناكَ كارثةُ الدولارِ الذي عجزت المنصَّاتُ عن لجمِ ارتفاعهِ .
وهناكَ كارثةُ أسعارِ الموادِ الغذائيةِ التي عجزتْ كلُّ إجراءاتِ
" راوول الإقتصاد " عن لجمها .
وهناكَ كارثةُ الدواءِ والتجهيزاتِ الطبيةِ التي عجزتْ الشركاتُ عن إيجادِ تفاهمٍ بينها وبين مصرفِ لبنانَ لفتحِ الاعتماداتِ لتمويلِ استيرادها .
***
وفوقَ كلِّ هذهِ الكوارثِ ، وعلى الرغمِ منها ، يَنبري مَنْ يقولُ : "مازالَ بإمكاننا الصمودُ !"
باللهِ عليكم ، أوقفوا نغمةَ الصمودِ هذهِ . عن أيِّ صمودٍ تتحدثونَ، والشعبُ ليسَ لديهِ ثمنُ ربطةِ خبزٍ؟الا يكفيكم كم مرَّرْتم عليهِ من أضاليلَ ؟
***
والمضحكُ المبكي ان هناكَ مَن يحاولُ أن يخففَ عن الشعبِ ، فيقولُ له :
ما همُّكَ؟إذا لم تُشكّل حكومةٌ فبالإمكانِ الدفعُ في اتجاهِ تفعيلِ حكومةِ تصريفِ الأعمالِ .
وقد بدأ التلويحُ بعقدِ جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ لدراسةِ موازنةِ 2021 .
لكن في ذلكَ مخالفةٌ دستوريةٌ ، فحكومةُ تصريفِ الأعمالِ لا تستطيعُ ان تعقدَ جلساتٍ ، وهناكَ معلوماتٌ تتحدثُ عن أن رئيسَ حكومةِ تصريفِ الأعمالِ يشترطُ تفويضاً من مجلسِ النوابِ ليعقدَ جلسةً لمجلسِ الوزراءِ ، لكنَ السؤالَ هنا هو :
هل سيعطي مجلس النوابِ هذا التفويضَ لهذهِ الحكومةِ المستقيلةِ التي عجزتْ وفشلتْ ؟
هل هناكَ كتلٌ نيابيةٌ وازنةٌ لن تُعطي هذا التفويضَ؟
وعندها قد لا يدعو الرئيس حسان دياب إلى جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ ، وفي هذهِ الحالِ يكونُ من المستبعدِ إقرارُ موازنةِ 2021 ، فتنضمُ الفوضى الماليةُ ، إلى الفوضى المتعددةِ الأجناسِ التي تجتاحُ البلدَ .
***
إنطلاقاً من كلِّ هذهِ الأوضاعِ ، إلى أينَ يسيرُ البلدُ؟ لا أحدَ قادرٌ على الإجابةِ ،
المواطنُ اللبنانيُّ تائهٌ، متعبٌ، مصدومٌ، متألمٌ، "قرفان"، غاضبٌ، محبطٌ، ويائسٌ،
ولا يعرفُ اتجاهَ بوصلةِ مستقبلهِ، لأن البلدَ يسيرُ وعينُ اللهِ ترعاهُ .